الرئيس المحمود رجل الثقافة الوطنية بامتياز

بقلم: رمزي النجار

في فترة من الفترات امتلأت مواقع التواصل الاجتماعي بالمئات من التعليقات والانتقادات على انشاء قصر رئاسي للضيوف والوفود الأجنبية في محافظة رام الله والبيرة الذي كلف الملايين من الدولارات بدعم من بكدار، وما أن انتهت السلطة من تجهيز القصر كاملا بعد خمس سنوات من الإنشاء على مساحة 4700 متر مربع، مقاما على أرض مساحتها 27000 متر مربع في منطقة سردا شمال رام الله، يفاجئنا الرئيس محمود عباس بخطوه غير مسبوقة فاقت التوقعات بتحويل القصر إلى مقر للمكتبة الوطنية العامة، فهذا خبر يفرح القلب بأن يتحول قصر الضيافة الجميل والمميز ليكون هو مقر المكتبة الوطنية العامة، حقا هذا مدعاة للفرح والفخر بالرئيس المحمود أبو مازن، فعندما تتحدث عن رئيس يقرر تحويل قصر الضيافة أحد أهم المعالم المعمارية الحديثة في فلسطين من حيث جمالية التصميم والإمكانيات الذي كلف ملايين الدولارات الى مكتبة وطنية تعود لمنفعة الشعب، فأنت تتحدث عن الرئيس محمود عباس ابو مازن رجل المواقف الوطنية بامتياز، انه قرار عظيم من رجل عظيم.

فبالرغم من المواقف الوطنية العديدة للرئيس إلا أنني ومعي الكثير من المثقفين والمفكرين والوطنيين أشعر بالسعادة والمفخرة بهذه الخطوة التي جاءت في وقتها المناسب بأن يكون لنا مكان يليق بإرثنا الثقافي الفلسطيني، هذا المكان الذي اعتمد بالتصميم على الطراز المعماري الإسلامي ونفذ بجهود مهندسين فلسطينيين شباب يستحق عملهم الإشادة به، مكان المكتبة الوطنية ليست فقط مكانا لحفظ الكتب بل هي عنوان الموروث الثقافي لشعب فلسطين شعب الجبارين، أسوة بكل دول العالم التي تملك المكتبات الوطنية الخزانة العامة، ومواكبة التطور التقني والمهني في ظل الحديث عن مقر حديث ومتطور، مما يتطلب على القائمين عليها وضع استراتيجية طويلة المدى للرقي بالمؤسسة إلى مستوى كبريات المكتبات العالمية، وجعلها رائدا في المجال المكتبات على المستوى الوطني والإقليمي.

باعتقادي أن خطوة الرئيس المحمود رجل الثقافة الوطنية بامتياز تحترم وتقدر وتحتسب لشخصه كرئيس مسئول، خطوه سياسية سيادية وذلك لإعطاء المكتبة الوطنية صفة السيادة والهوية والتاريخ، خطوة ذات أهمية كبيرة من أجل صيانة الرصيد الوثائقي الوطني، وانطلاقا مع توجهات المثقفين والمفكرين للمحافظة على ذاكرة الشعب من خلال جمع وتنظيم وتوثيق التراث الوطني والإنتاج الفكري والثقافي الفلسطيني المدون بجميع اشكاله وجميع الأعمال الأدبية والوثائق المتعلقة بفلسطين، والمشاركة في إقامة المعارض والتظاهرات الثقافية على الصعيد الوطني والدولي باسم دولة فلسطين، فهنيئا للشعب الفلسطيني هذا الانجاز الثقافي الذي لا يقل أهمية عن القضايا الأخرى ذات الاهتمام الوطني.

بقلم/ د. رمزي النجار