هل تضغط تركيا على حماس لحل “الإدارية“ ويلغى أبومازن إجراءاته؟

يترقب الشارع الفلسطيني عامة والغزى خاصة، ما يمكن أن ينتج عمليا على أرض الواقع لإنهاء الانقسام و حل اللجنة الإدارية، في ظل الحديث عن جهود تركية جادة لإتمام المصالحة الداخلية ، وجاءت هذه الخطوات في ظل الحديث عن ما يعرف باسم" وثيقة الشاعر للمصالحة"،و التي تتكون من سبعة بنود .

ورغم ذلك لا يسود التفاؤل في الشارع الغزي بالمطلق، كون كل طرف يتمسك برأيه ولا يريد أحد أن ينزل من أعلى الشجرة، ويبقي المتضرر هو المواطن، وقد دعا العديد من الكاتب و المحللين السياسيين لإيجاد حلول عملية ، منها أن يلغى الرئيس محمود عباس إجراءاته ضد قطاع غزة، وفي المقابل أن تقوم حماس تجميد اللجنة الإدارية وذلك في آن واحد .

وكان الرئيس محمود عباس (أبو مازن)، قد أكد في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، في قصر الرئاسة في العاصمة أنقرة بالأمس عزمه على توحيد الأرض والشعب وإنهاء الانقسام، وقال:" إنني أكرر القول بأنه لا دولة في غزة ولا دولة بدون غزة."

وشدد على أن ذلك الأمر "يتطلب إلغاء اللجنة الإدارية المشكلة من قبل حماس، وتمكين حكومة الوفاق الوطني من ممارسة مهامها في قطاع غزة، وتنظيم الانتخابات العامة بأسرع وقت ممكن.

إلغاء عباس إجراءاته وتجميد اللجنة الإدارية

وفي المقابل قال رئيس حركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار،في حديث للصحافيين حول اللجنة الإدارية:"مستعدون لحل اللجنة الإدارية فهي ليست هدفاً مقدساً وحلها يتطلب إنهاء المبررات التي أدت لتشكيلها"، مشيراً إلى أن اللجنة الإدارية جاءت لمنع فراغ لم تملأه حكومة الحمد الله".

وحول هذه المبادرات و حل الإدارية دعا الكاتب والمحلل السياسي فهمي شراب إلى أن يقوم الرئيس عباس بإلغاء إجراءاته وتجميد اللجنة الإدارية في آن واحد ".

وفيما يتعلق بطرح مبادرات لإنهاء الانقسام قال شراب وفق ما رصده تقرير "وكالة قدس نت للأنباء"،:" يجب علينا أن نوفر على أنفسنا عناء كتابة المبادرات، فلا داعي لأي مبادرات جديدة، المبادرات التي نالت موافقة الأطراف جميعا ما زالت موجودة.

وأضاف شراب، "الجديد أن القناعة تتزايد بضرورة إنفاذها، ولكن يجب أن نعود لمربع البداية والانطلاق منه، ونزول الجميع من على شجرة التحدي، لذا فليلغ عباس قراراته ضد الموظفين وإجراءاته العقابية ضد غزة متزامنا مع تجميد اللجنة الإدارية، ولعلنا نرى حكومة وفاق تعمل كما هو مطلوب منها وطنيا بدون تلكؤ وتردد وتذرع بأعذار واهية كما كانت تفعل."

الموظفين بوابة للدخول لأي مصالحة

بدوره طرح الكاتب و المحلل السياسي شرحبيل الغريب فكرة أن "يتم تجميد اللجنة الإدارية لفترة زمنية محدودة في هذا التوقيت خطوة مطلوبة وفرصة لاختبار صدق نوايا رئيس السلطة محمود عباس للتراجع الكامل عن كل الإجراءات التي قام بها ضد قطاع غزة."

وقال الغريب :" إن غزة جزء من الوطن ، وإجراءات الرئيس عباس تجعلنا مقبلين على انفصال غزة إذا لم تتوقف ، و لا يمكن بأي حال من الأحوال لشعب دفع الغالي والنفيس أن تكون أسمى أمانيه دولة غزة أو يقبل بها تحت أي ظرف من الظروف، عيوننا ترنو إلى عكا وحيفا ويافا والقدس والمجدل وكل بلادنا الفلسطينية المحتلة."

ونوه الغريب إلى أن إنهاء ملف الموظفين بالكامل هو بوابة للدخول لأي مصالحة ، وهذا موقف أعلنته حماس لنجاح أي جهود محلية أو دولية.

وثيقة الشاعر للمصالحة

وفي ظل الجهود الدولية المطلوب للضغط على طرفي الانقسام، كانت هناك ما تعرف" بوثيقة الشاعر للمصالحة "، فماذا عن هذه الوثيقة و علاقاتها بما ذكر سابقا، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأمة بغزة حسام الدجنى يجيب على ذلك قائلا:" ‏ورقة المبادئ والتي عرفت بوثيقة الشاعر للمصالحة الفلسطينية، هي ورقة كتبت في قطاع غزة وكتبها قيادي في حركة حماس وساهم المهندس عماد الفالوجي في دور بارز في تسويقها لدى الأطراف المعنية ومنهم الرئيس عباس وتزامن طرح الورقة مع زيارة وفد حماس برئاسة ناصر الشاعر فقام الرئيس بمناقشة المبادئ السبع مع الشاعر فعرفت بمبادرة الشاعر."

واوضح الدحنى وفق ما رصده تقرير "وكالة قدس نت للأنباء"،بأنه من المحتمل أن يطلب الرئيس محمود عباس من الرئيس التركي أردوغان أن تكون تركيا ضامن لتنفيذ أمين للمبادئ السبعة التي وافق عليها الرئيس عباس واقناع حماس بقبولها... والمبادئ هي:

أولاً: يتم الحل وفق المبادئ التالية" تلتزم حركة حماس بحل اللجنة الإدارية / الشروع فوراً في تشكيل حكومة وحدة وطنية بمشاركة الفصائل الفلسطينية / يكون برنامج الحكومة هو وثيقة الوفاق الوطني أو أي صيغة يتم التوافق عليها من قبل المجموع الوطني / تلتزم حكومة الوحدة الوطنية بحل مشكلة موظفي قطاع غزة من خلال عملية دمج الموظفين الحاليين والقدامى / يلتزم الرئيس ابو مازن بوقف جميع الإجراءات الأخيرة التي اتخذت ضد قطاع غزة. واعطاء تسهيلات تخفف من وطأة الحصار المفروض / يتم التحضير لإجراء الانتخابات العامة في فترة لا تتجاوز الستة أشهر بعد تشكيل حكومة الوحدة / الدعوة لاجتماع الاطار القيادي في فترة لا تتجاوز الثلاثة أشهر من تشكيل حكومة الوحدة.

ثانياً: في حال التوافق على النقاط المذكورة أعلاه يتم وضع الآليات والجداول الزمنية من خلال تشكيل لجنة خاصة تكون مهمتها وضع كل التفاصيل والآليات والجداول الزمنية اللازمة لتنفيذ ما يتم الاتفاق عليه.

هذا و أكد عزام الأحمد القيادي في حركة فتح، أن الرئيس أروغان طرح أفكارا مهمة للخروج من الأزمة فيما يتعلق بغزة والمصالحة.

وقال الأحمد في تصريحات لـ"بي بي سي" إن اردوغان سيرسل خمسة ملايين دولار لغزة لسداد ثمن وقود محطة الكهرباء  بالاتفاق مع السلطة الفلسطينية.

وكان الرئيس التركي قال إن "بلاده ستتيح للفلسطينيين الحصول على تأشيرة الكترونية للدخول إلى تركيا اعتبارا من شهر تشرين أول/أكتوبر المقبل."

المصدر: غزة- وكالة قدس نت للأنباء -