رغم انخفاض أسعارها ووفرتها.. ركود في أسواق المواشي بغزة!

تشهد أسواق المواشي في قطاع غزة، مع حلول عيد الأضحى المبارك، ركودًا في الحركة الشرائية، وضعف كبير على شراء الأضاحي، لم يسبق له مثيل، على مدار سنوات الحصار الإسرائيلي، الذي يدخل عامه الثاني عشر التوالي.

وبدا ضعف الحركة الشرائية على الأضاحي، سواء كانت أغنام، أو ماعز، أو أبقار؛ من خلال غياب مظاهر العيد السنوية، خلافًا للسنوات الماضية، من تدفق الناس على المزارع والأسواق الأسبوعية في محافظات القطاع، كذلك لا يكاد يُرى سوى عدد قليل من عربات توزيع الأضاحي.

سوق "الأربعاء" في محافظة خان يونس، هو السوق الأسبوعي الأكبر في قطاع غزة، والأكثر تواجدًا للناس به وللباعة من تجار ومربي المواشي، تجولت "وكالة قدس نت للأنباء"، ورصدت أراء التجار، الذين أكدوا الركود والتراجع الكبير في الحركة الشرائية على مُختلف أنواع المواشي، رغم انخفاض أسعارها.

كميات وأسعار

التاجر، أحمد أبو مساعد، يؤكد لمراسل "وكالة قدس نت للأنباء"، أن الأسواق والمزارع في قطاع غزة، مليئة بمُختلف أنواع الأغنام، "خراف، نعاج، ماعز.."، سواء كانت "مصرية، ليبية، صومالية، سودانية، بلدية، عساف، بقاري"؛ وأسعارها في متناول الجميع، لكن قليل من يشتري.

ويوضح أن ثمن الكيلوجرام للخروف الصومالي "3.2دينار أردني"، والليبي "4دينار" وأقل أحيانًا، والسوداني "2.5دينار"، والمصري "2.8"، بمعنى أن الرأس الواحد يبدأ من 140 دينار إلى 400دينار، حسب وزنه ونوعه وعمره؛ مُضيفًا : "كل شخص لديه نوع مُعين يُفضله للأضحية".

ويلفت أبو مساعد، إلى أن للمواشي المستوردة، خاصة المصرية والليبية، تأثير كبير في انخفاض أسعار الأصناف الأخرى، التي يتم تربيتها؛ فضلاً عن تراجع المستوى المعيشي للناس، وتردي الأوضاع الاقتصادية، ما جعل الكثير يعزف عن الشراء، بجانب أزمة الكهرباء، التي قد تؤدي لفساد لحوم الأضاحي.

ويُعاني قطاع غزة، منذ أشهر أزمة خانقةً في الكهرباء، التي تصل في أحسن الأحوال أربع ساعات يوميًا، على وقع الخلافات السياسية الحادة، التي تمثلت مؤخرًا بإجراءات من قبل السلطة الفلسطينية، طالت الكهرباء ورواتب الموظفين، ما تسبب في تردي الأوضاع.

ويصف أبو مساعد حال الأسواق "بالدمار" في ظل الظروف الصعبة، والتراجع الكبير في الشراء، مقارنة بالسنة الماضية التي كان بها الوضع أيضًا صعب، لكن ليس كهذا العام؛ مُضيًا : "لم يسبق أن مر علينا وضع كهذا، على مدار سنوات عملي في تجارة المواشي، أقل عام نبيع، ونسترزق".

معاناة البيع

لا يختلف الحال كثيرًا، لدى مُربي المواشي زاهر العمور، الذي أمسك بخروف، وينادي في السوق لبيعه، قائلاً لمراسل "وكالة قدس نت للأنباء" : "اشتريت هذا الخروف منذ يومين، وأتجول في الأسواق، ولم أجد من يشتري بالثمن الذي اشتريته، الكل يطلب بثمن ما اشتريته، وأقل أحيانًا".

ويؤكد، العمور الذي يُربي المواشي منذ عشرون عامًا، أن هذا العام الأسوأ على الإطلاق؛ مُضيفًا : "تبقى يومين للعيد، ولا توجد حركة بيع وشراء، والتجار في انهيار وخسارة، أمنيتي أن أرى مسؤول وأتحدث له عن الأسعار، وما يحدث في الأسواق، من ركود في البيع، وانخفاض في الأسعار، بسبب وفرة الأضاحي، وقلة الشراء".

وفرة في الأضاحي 

ودخل لقطاع غزة نحو "19 ألف رأس ماشية"، ويتوفر بالقطاع حوالي "3ألاف عجل"، يستهلك القطاع منها "2000شهريًا"، فيما يبلغ ثمن الكيلوجرام للعجل الشراري "16.5شيقل"، والهولندي "14شيقل، والخروف البلدي والليبي ما بين "4_4.5دينار"، العساف "4دينار"؛ فيما تراجع الإقبال على الشراء مقارنةً بالعام الماضي بحوالي "70%".

بدوره، أكد مدير دائرة الإنتاج الحيواني في وزارة الزراعة بغزة، طاهر أبو حمد، وجود وفرة في كميات الأضاحي الموجودة في السوق المحلية في القطاع، وانخفاض في الأسعار؛ مُشيرًا إلى وجود ما يزيد عن "16 ألف رأس" من الماشية و "30 إلى 40 ألفًا" من الأغنام وهو ما يكفي لحاجة الغزيين ويزيد، حيث يحتاجون لحوالي "12ألف رأس".

ويلفت أبو حمد أن وزارته رصدت تراجعًا واضحًا في حجم الإقبال على شراء الأضاحي لهذا العام، فلم يتجاوز حجم المبيعات 40%، على الرغم من قرب حلول عيد الأضحى، والانخفاض الواضح والملموس في أسعار الأضاحي، مُقارنة مع مبيعات الأعوام السابقة.

المصدر: خان يونس – تقرير | وكالة قدس نت للأنباء -