من جديد تطرح الأوساط اليمنية الإسرائيلية، خيار الأردن "كوطن بديل" للفلسطينيين، مستخدمةً شخصيات عربية كغطاء لترويج له في العلن، مع العمل الدؤوب للحكومات الإسرائيلية على تحقيقه على أرض الواقع من خلال فرضها وقائع على الأرض تلغي خيار حل الدولتين، ليبرز التساؤل عن دلالات توقيت الإعلان عن هذا الخيار؟، وهل تقوم حكومة بنيامين نتنياهو بتفعيله للخروج من أزمتها الحالية؟ وماذا عن موقف الأردن من الخيار؟
خيار ..دائم الحضور
يقول وزير شؤون القدس سابقاً والكاتب السياسي زياد أبو زياد، بشأن دلالات عقد "المركز الدولي اليهودي الإسلامي للحوار" مؤتمراً في هذا التوقيت يطرح الأردن كوطن بديل للفلسطينيين إن "هذا الخيار مطروح دائماً على جدول أعمال اليمين الإسرائيلي المتطرف، الذي يرى في الأردن، الوطن البديل للفلسطينيين".
ونوه في مقابلة لـ"وكالة قدس نت للأنباء"، إلى أنه لا غرابة أن تشارك شخصيات إسرائيلية يمنية في مؤتمر، يطرح الأردن كوطن بديل، لأنها تتنكر للحقوق الفلسطينية، لكن، المؤسف مشاركة أسماء عربية يتم استخدامها للترويج لهكذا مقترحات.
من جهته أكد الكاتب والمحلل السياسي راسم عبيدات أنه "المؤتمر ليس جديد بطرحه، لأن كثير من الأحزاب الصهيونية، وبخاصة حزب البيت اليهودي الذي يترأسه نفتالي بينت، يطرح الأردن كوطن بديل، لأنهم يعدون الضفة الغربية جزءاً مما يسمى أرض إسرائيل التوراتية".
ونوه في مقابلة مع "وكالة قدس نت للأنباء"، إلى أن هذه المؤتمرات ما هي إلا نتاج لحالة الانقسام الفلسطيني- الفلسطيني، والحروب العربية الداخلية، والانزلاق نحو عملية شرعنه التطبيع مع دولة الاحتلال .
وقد عمم ما يسمى بـ" المركز الدولي اليهودي الإسلامي للحوار" دعوة إلى مؤتمر سيعقده، تحت عنوان "مؤتمر الخيار الأردني-الأردن هي فلسطين"، في مركز تراث مناحيم بيغن" في القدس في 17 تشرين الأول المقبل. ويهدف المؤتمر إلى " الإعلان عن حكومة الظل الأردنية برئاسة المعارض والمفكر السياسي الدكتور مضر زهران"، تمهيداً لإقامة الدولة الفلسطينية في الأردن.
ماذا لو سقط نتنياهو؟..
وبشأن تفعيل الجانب الرسمي الإسرائيلي لخيار الوطن البديل، كتوصية للمؤتمر حال عقده أكد، أبو زياد أنه " لا توجد مسافة حقيقية بين الطروحات العلنية التي ستطرح في المؤتمر كما يعلن المتطرف يهودا غليك، وما بين الأماني التي يخفيها اليمين الإسرائيلي في السر كما يفعل نتنياهو ومن حوله".
وشدد على أن الحكومة الإسرائيلية الحالية أكثر يمنية من حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق مناحيم بيغن، كما أنه لم يسبق أن كان في إسرائيل وجود لكنيست يغلب عليه التطرف والفاشية كما هو حال الكنيست الحالي .
أما عبيدات أكد أن "سيتم تفعيل هذا الخيار وبخاصة حال سقطت حكومة نتنياهو، وجاءت حكومة أكثر يمنية وتطرفاً برئاسة نفتالي بينت، هدفها طرد وتهجير الفلسطينيين.
ونوه إلى أن هذا الخيار سيؤدي للإجهاز عملياً على خيار حل الدولتين، وخاصه أن بينت كان من أشد الطارحين لضم مناطق "سي" من الضفة الغربية التي تشكل 60% من دولة الاحتلال، والمتبقي سيكون جزر متناثرة في المحيط الإسرائيلي، مع مواصلة عمليات الطرد والتهجير للفلسطينيين، لتكون لهم دولة في قطاع غزة وأخرى في الأردن.
الأردن ومراجعة اتفاقاتها مع إسرائيل ...
وفيما يتعلق بالمطلوب من الأردن لإفشال هكذا مؤتمرات أكد عبيدات، أن "المطلوب فعل على الأرض وليس شجباً واستنكاراً، عن طريق مراجعة الأردن اتفاقاتها مع دولة الاحتلال، بالإضافة لعلاقاتها الدبلوماسية".
ونوه إلى ضرورة أن يملك الجانب الفلسطيني رؤية واستراتيجية باتجاه مغادرة خيار المفاوضات العبثية، باتجاه الوحدة وانهاء الانقسام في الساحة الفلسطينية من أجل تصليب الموقف الفلسطيني واستثمار مكامن القوة لإفشال هذه المخططات.
أما أبو زياد أكد أنه "ينبغي على الأردن أن تعلم جيداً، أن من يطرح خيار "الأردن كوطن بديل" هو اليمين الإسرائيلي المتطرف، وأن الحديث مرفوض جملة وتفصيلا لدى كل فلسطيني".
ويشارك في المؤتمر بحسب الدعوة، سامر لبدة الذي وصف بأنه أكاديمي بريطاني –أردني، وعبد المعالي بني حسن الذي ُوصف بأنه قيادي في "المعارضة الأردنية".