اصدرت منظمة الصحة العالمية عدة تقارير علمية تثبت بان التبغ ضار بالصحة بكل مكوناته ، وعملت الدول الاوروبية على استخدام كل الطرق التربوية والاعلامية والسيكولوجية لمحاربة افة التدخين وفتح مراكز رعاية للمدمنيين منهم ن ولكن تلك الدول لم تقفل مصانع تصنيع السجائر بانواعها باعتبارها في نطاق الحريات الشخصية واكتفت بوضع شعار التدخين ضار بالصحة ، وان كانت عادة التدخين ضارة بالصحة فايضا هناك مصادر للتلوث في العالم وفي تلك الدول اخطر من افة التدخين على صحة البشرية بشكل عام وما استخدمه العالم من تطور علمي وتكنلووجي اتي ايضا بثمار عكسية على البشرية كعوادم السيارات والمياه الملوثة والاشعاعات النووية والموجات الكهرومغناطيسية التي تنتشر كاشعة جاما والفا ، وهنا لا نبرر ولا نقول ان التدخين ليس ضار بالصحة .
وترك عادة التدخين هو خيار فردي وحرية شخصية وليس قسري على الشعوب مع استخدام كفة الوسائل الممكنة لوقف انتشاره او تنظيم مجتمعي للمارسة تلك العادة ومنعها في الاماكن المغلقة والمواصلات والمدارس ومراحل التعليم العالي في داخل الكليات والمعاهد ، ولكن لا يوجد قانون بمنع التدخين وحذره ، الا ما استخدمته داعش في المناطق المسيطر عليها .
اعتقد ان مصانع السجائر في العالم لم نسمع يوما باي حكومة او نظام قام باغلاق مصنع او منع التصدير ويقيم سعر المنتج منها بناء على الجودة والتكاليف الثابته والمتغيرة للمنتج بالاضافة للحالة الضريبية التي تقوم الحكومات بدارسة دقيقة لمتوسط المعيشة للافراد لكي تقيم ما يمكن فرضه من ضرائب على السكان بحيث لا يؤثر والربط بين معدلات الدخل والاستهلاك والتبادل التجاري لكافة السلع للاسرة والمتجر والمصنع وكافة المرافق التجارية .
ومن هذه المقدمة نأتي الى غزة والتي هي ليست بدولة وليس لها نظام سياسي مستقر لتخضع لنظرية اقتصادية محددة وواضحة ، فغزة محاصرة ، ومعظم اهاليها هم موظفون لدى السلطة او حماس والباقي عاطل عن العمل وتشهد غزة خمول وكساد تجاري يزداد يوما بعد يوم ، لقد صنفت عدة تقارير الحالة الانسانية والاجتماعية في غزة بانها منطقة كوارث ونكبات بدأت منذ عام 48م ومستمرة في عدة نكبات النكبة تلو الاخرى الى يومنا هذا ، كانت رواتب موظفي رام الله تعطي انعاش للاقتصاد الغزي وسيلة في السوق وتبادل تجاري محلي مرضي ، الامور لم تبقى على حالها وخاصة بعد قرارات الرئيس عباس بخصم 30% من الراتب واحالة الاف الى التقاعد واخرين للفصل وترقين القيد مما ادى الى انخفاض حاد في مستوى المعيشة ، والمواطن الغزي يدفع ضريبتين ضريبة للسلطة وضريبة لحماس ، فحال غزة ما قبل اجراءات عباس ليس كما بعدها ...!! ومن هنا تحدثنا مع الاخ قائد حماس في غزة بان يعيدوا سياساتهم بخصوص الضرائب والجباية وانتظرنا ان يأتي الجديد بهذا الخصوص ..... وكان الجديد ان ترتفع اسعار السجائر تحت مبررات متعددة ألخصها بما جاء من احد الاخوة الكتاب لحماس :"
غلاء التدخين له فائدتان يعظم ارباح الحكومة ويساعد في محاربة وتقليص هذه الظاهرة، وهذا يستخدم في كل دول العالم بان يضاعفوا ضرائب الدخان كنوع من زيادة الدخل العام والمحاربة في الوقت نفسه."
وهنا استطيع التعليق: هل الحكومة " يقصد اللجنة الادارية "" هي حالة منفصلة عن الشعب وتعتبر ما تجبيه من اموال للشعب ام لمن ..؟؟؟!! واذا كان للشعب هل نرى دعما لمراكز استشفاء للمدمنيين في كافة الظواهر كالحشيش وغيره ومراكز لمدمنيين السجائر ..؟؟ او للصحة او للتعلم ، وثانيا هل بهذه الطريقة يمكنم ان تقلص تلك الظاهرة ..؟؟ لا اعتقد ، المواطن الغزي وخاصة المدخنيين والذي يتجاوز عددهم 200 الف يشكلون كافة فئات المجتمع يرصدون مبلغ محدد للسجائر وغيره من مشتقاته من موازنة الاسرة وانشطتها الاخرى في حين عند ارتفاع السجائر الاسرة التي كانت تستهلك مثلا 2 كيلو لحمة اسبوعيا ستستهلك كيلو واحد وقيس على باقي المصروفات وتحويل نسبة الزيادة في اسعار السجائر بخصمها من باقي المصروفات الاخرى وهنا الضرر اصبح مزدوجا: ان الحركة التجارية للسلع الاخرى ستشهد كسادا اكثر مما هو واقع الان وهو واقع كارثي : وثانيا ان هذا سينتج عنه مشاكل اجتماعية في داخل الاسرة تهدد وحدتها ومعيشتها ، اما ثالثا فقد يلجأ كثير من الشباب للسرقة وارتكاب الجرائم ، وهنا استشهد بحادثة حدثت معي شخصيا قبل ثلاث ايام ، خرجت من منزلي مبكرا لاستنشق هواء عليلا بعد الفجر واذ بشابين يستوقفاني على اليمين وعلى اليسار اطوال فارهة وبقوة الشباب : قالوا لي : قاعدين بنلف طول الليل " ومقطوعين "" قلت لهم خيرا ان شاء الله ، قالوا بدنا سجائر ، قلت لهم بس هيك : قالوا نعم ، اعطيت كل منهم سيجارة ن فقالوا لي لا يكفي ، قلت لهم ماذا تريدون قال احدهم نريد كل منا ثلاث سجائر ن نظرت حولي لا احد في الشارع ، فلبيت لهم امرا ، تخيلوا لو امتنعت عن اعطائهم ماذا سيحدث في ذاك الوقت ..؟؟!!!
اللجنة الادارية تجبي عن كل علبة سجائر 7 شيكل اي 120% من سعرها الاصلي ، واقول ان السجائر مضرة ولكن هذه حقيقة مجتمعية يجب التعامل معها بمقاييس اقتصادية وبمعدلات الدخل للمواطن الا اذا اعتبرت اللجنة الادارية انها مكون خارج مربعات الشعب .
لكي لا يلعب الاخرين في ملعب اخر فالشعب الفلسطيني في غزة كله مقاوم ويدعم المقاومة وساندها في كافة الحروب السابقة على غزة ووسيسانها ايضا مستقبلا وبدلا من وضع مبررات غير مقنعة لمنظومة الضرائب ومنها السجائر يا ريت يعملوا صندوق دعم المقاومة او طوابع او دمغات لدعم المقاومة كل حسب طاقته للتبرع ، هذا اولا اما ثانيا نحن مع منظومة ضرائب علمية مرتبطة بمعدلات الدخل ...؟؟؟ ولماذا لا توجه الضرائب القاسية للحيتان واسماك القرش وتخفيف الضرائب على المواطن الغلبان ..... لتوفير المال التشغيلي للمرافق والمؤسسات والرواتب ..
رفقا يا لجنة ادارية بهذا الشعب المنكوب.... وبلاش مبررات فارغة على الاقل امام الشعب وهنا اضيف ايضا ما نشره احد كتاب الاخوة في حماس عن التدخين لتكتشفوا : اولا الحزب وبعده فل يكن الطوفان :-
"نسبة المدخنين في غزة من المنتمين لحركة حماس رسميا تقترب من الصفر، وهذا دليل انضباط الحركة في حين يعد ابناؤها بعشرات الالاف، وهذه الاحصائية لا تشمل الانصار والمحبين.""
واخيرا استبشرنا خيرا في الاطروحات الوطنية للاخ السنوار والوطنية فوق الحزب والفصيل ولكن على ما يبدو ان هذا الطرح لا يروق للبعض ويتخذ اجراءات تزيد نفور الحاضنة الشعبية التي اهتم بها الاخ السنوار مع التأكيد ان مثل تلك السلوكيات ستعيد ثقافة التشرذم والثقافة الحزبية والانقسام في داخل المجتمع الواحد ، وهذا يتعارض مع وثيقة حماس ويتعارض مع توجهات الاخ السنوار.
سميح خلف