كلما حقق حلف ومحور المقاومة المزيد من الإنتصارات،كلما زادت الهجمة عليه،ليس فقط من قبل دولة الإحتلال الصهيوني وامريكا وقوى الإستعمار الغربي،بل القوى المرتعدة عربيا والخائفة على عروشها،ومن مفاعيل هذه الإنتصارات التي قد تكنسها او على الأقل تجعل الجماهير تتمرد عليها وتخرج عن طوعها،وبما يعني بأن مصالحها وعروشها تصبح في دائرة التهديد المباشر والخطر الجدي والحقيقي،ولذلك مع كل انتصار تنجزه المقاومة،في العراق،،في سوريا،في لبنان في اليمن،نرى بأن الحرب والحملات المسعورة على المقاومة وحلفها تتصاعد بشكل غير مسبوق،وكذلك تتصاعد الدعوات الى تجريم قوى المقاومة والتطاول على قادتها ورموزها والدعوة لعلنية وشرعنة التطبيع مع الإحتلال الصهيوني.
وجدنا بعد قيام حزب الله اللبناني بالتشارك والتعاون والتنسيق مع الجيشين السوري واللبناني في تحرير وتنظيف منطقة القلمون والحدود اللبنانية السورية من دنس الجماعات الإرهابية النصرة اولا في جرود عرسال اللبنانية وجرود فليطه السورية،وداعش في رأس بعلبك وجرود القاع اللبنانية،أن حرب شرسة شنت على حزب الله اللبناني وحتى على الجيش اللبناني،لقيامهم بتطهير الأراضي اللبنانية من الجماعات الإرهابية،وبأن ما جرى هدفه خدمة اجندات ومشاريع اقليمية وخارجية،وبان حزب الله يريد ان يختطف الدولة اللبنانية،ناهيك عن اعتبار سلاح المقاومة اللبنانية،سلاح مليشيات يجب نزعه،وليس هذا فقط فقوى الرابع عشر من آذار وحزب القوات اللبنانية جعجع سعت مع اسرائيل وأمريكا الى محاولة تغير دور وصلاحيات قوات اليونفيل في الجنوب اللبناني،وان يجري نشرها على الحدود اللبنانية السورية،والذريعة والحجة بان قوات اليونفيل لا تقوم بدورها بمنع وصول شحنات أسلحة لحزب الله،وكذلك عمل الحزب خلف مناطق اليونفيل في الجنوب اللبناني،كما ان الإتفاق على ترحيل الدواعش الى منطقة البوكمال السورية،مقابل كشفهم عن مكان دفن الجنود اللبنانيين الذين اختطفتهم داعش،لم يسلم من الإنتقادات والهجوم عليه،رغم انه تم بمصادقة رئيس الجمهورية ومعرفة وموافقة رئيس الوزراء الحريري.
الحرب على قوى المقاومة وتجريمها تتصاعد في كل الإتجاهات،حتى خرج علينا احد وزراء حكومة البشير السودانية التي فرطت بأراضي السودان، وكانت سببا في تقسيمها وإفقارها،وإنقلبت على محور المقاومة لصالح المحور الخليجي،حيث قواتها مشارك رئيسي في قتل وذبح أطفال اليمن،الوزير السوداني المدعو مبارك الفضل دعا الى شرعنة وعلنية التطبيع مع دولة الإحتلال،واتهم الشعب الفلسطيني بانه باع أرضه.
ولم يقتصر الأمر على السودان،بل وصل الأمر ان تقوم فتاة أردنية مقربة من البلاط الأردني،وتقدم برنامج على التلفزيون الأردني تدعى ديما علم فراج،بالتطاول على القائد الشهيد الوطني والقومي أبا على مصطفى واصفة إياه بالقاتل،ومن ثم يتخذ محافظ عمان قرارا بمنع حزب الوحدة الشعبية الأردني،من إقامة حفل تأبين في الذكرى السادسة عشر لإستشهاد القائد أبا علي مصطفى،تحت حجج وذريعة الأمن القومي،والأنكى من ذلك بان محافظ مدينة عمان في اللقاء الذي جمعه مع امين حزب الوحدة الشعبية الدكتور سعيد ذياب،كان مستنفزا ولديه قدر عال من الحقد على المقاومة والنضال والمناضلين،حيث قال للدكتور سعيد ذياب لماذا تصر على عمل الفعالية للشهيد أبو على .وبلغه استنكارية راح يسال هل تعرف من هو أبو على ،وكأن الفتاة المغمورة التي تحدثت عن أن الشهيد أبو علي مطصفى قاتل مأجور،تعبر عن موقفه وبضوء أخضر رسمي تحدثت.
وما حدث في في عمان،يحدث في بيروت حيث إعلامية فريق 14 آذار مي الشدياق،دائمة التطاول على المقاومة اللبنانية وفي مقدمتها حزب الله وسماحة السيد حسن نصر الله،ودائمة الدعوة الى الفتن المذهبية والطائفية والإستخفاف بما يتحقق من إنجازات وإنتصارات على يد حزب الله،معتبرة ذلك خدمة لأجندات واهداف غير لبنانية.
الحرب المتصاعدة على تجريم المقاومة،والتهديدات التي تطلقها اسرائيل،بشن حرب على لبنان وسوريا،لحماية امنها ووجودها،هي تاتي في إطار الرعب الذي أصبح يتملك دولة الإحتلال،بعد القضاء على المشاريع المعادية والمشبوهة في المنطقة،والتي بإعتراف اسرائيل نفسها،قدمت 115 دولار سنويا ل داعش عدا العلاج لجرحاها في مشافيها،فإنتصار مشروع المقاومة في سوريا ولبنان والعراق على وجه التحديد،يجعل اسرائيل تتخوف،بانها لن تكون القوة المقررة والمتسيدة في المنطقة،وبان امنها ووجودها يواجه خطرا جديا،وهي تدرك معاني كلمات سماحة السيد نصرالله والرئيس الأسد جيدا،بأن العهد الذي كان فيه الإسرائيلي يهدد وينفذ قد إنتهى،وبان عهد الهزائم قد ولى وهذا عهد الإنتصارات،وبأن سوريا ستبقى بوصلتها فلسطين ولن تتخلى عن الجولان.في حين القوى العربية التي دعمت وكانت جزءا من العدوان على سوريا،تشعر بأن إنتصار حلف ومحور المقاومة،هو الأخر يشكل خطرا على وجودها وعروشها ومصالحها واهدافها،ويكشف دورها في هذه المشاريع المستهدفة امتنا العربية وشعبنا الفلسطيني،فصفقة القرن التي سعت لتنفيذها ضمن الإطار الإقليمي،والتي واحد من اهدافها الرئيسية تصفية القضية الفلسطينية،وشرعنة وعلنية التطبيع مع دولة الإحتلال،سيصبح من الصعب تنفيذها،في ظل هذه المتغيرات الجديدة.
هم لا يردون لثقافة ونهج وخيار المقاومة ان يتجذر ويتطور ويتمدد في المنطقة،فهو نقيض عروشهم ومصالحهم وإستمرار نهبهم لخيرات وثروات شعوبهم،ولذلك الحرب على المقاومة ستتصاعد مع كل نصر وإنجاز يحققه هذا المحور،عبر إثارة النعرات والفتن المذهبية والطائفية والجهوية،لكي تبقى الشعوب منهكة،ودائمة الإحتراب الداخلي،غير ملتفة إلى عدوها الرئيسي.
بقلم/ راسم عبيدات