ورحل القائد فتحي البحرية بصمت قرير العين

بقلم: رامي الغف

فقدنا اليوم قائدا ورمزا فلسطينيا فتحاويا كبيرا من القادة العظام في الوطن الفلسطيني، رحل الذي دافع حتى الرمق الأخير عن تحرير فلسطين من الإحتلال الصهيوني الخبيث، رحل من آمن بفلسطين وقضيتها العادلة وثوابتها المقدسة، رحل أحد العمالقة الذي وهب حياته وحمل في عنقه أمانة كبيرة هي حرية فلسطين، رحل هذا الرجل في ليلة من ليالي عيد الأضحى المبارك، وها هي الأرض تنعيه والأفق تنعيه وكل فلسطيني ينعيه.

رحلت يا ابا جهاد لنسطر أسمك بحروف من ضياء ليضاف الى سجل الخالدين من ابناء فلسطين، رحلت عنا ولكنك لن تغيب ولن تغيب معك مثلك ومبادئك، رحلت يا من احترمك الخصم قبل الصديق، رحل الرجل الذي كان بحجم الوطن.رحل من كان يمثل صمام الأمان للرمز القائد الشهيد ياسر عرفات. رحل من سنفتقده ومن كان يحتل المكانة المثلى في عقول وضمائر الفتحاويين، فهل نبكيك يا رجل المباديء، هل نبكيك أم نبكي أنفسنا، هل نرثيك فنرثي أنفسنا بفقدك رحلت عنا يا من تركت بصماتك على صفحات تاريخ فلسطين، رحلت يا رجلا قل مثيله بين الرجال، رحلت وقد زرعت عميقا في ضمائرنا، رحلت يا من مثلت لنا قيم الرجولة الحقيقية، رحلت يا من وهبت مسيرة عمرك كلها للمباديء والتمسك بالأهداف والثوابت الفلسطينية ولم توهن من عزيمتك المنافي والسجون والملاحقة، وكنت دوما صاحب تلك الإبتسامة الواثقة، رحلت يا من كنت مؤمنا بعدالة القضية الفلسطينية. رحلت وتركتنا في حزن......... هذا والله يوم وليل حزين، رحلت وكل الشعب يبكيك. هذا يوم حزين ... هذا يوم أليــــــــــــم ..فلنعلن الحــــداد .. فلنعلن الحـــداد.

نعدك أن نفيك حقك من الوفاء أيها الراحل الكبير، لك المجد أيها القائد الحكيم القوي الرقيق الحنون. رحلت يا من علمتنا كيف نكون معا في مراحل الإختلاف والإتفاق. رحلت يا من علمتنا قيم الولاء للوطن، علمتنا أن نكون احرار.. نعمل سوية بكل أطيافنا نحو تحقيق الحرية لفلسطين. كنت دوما البوصلة الوطنية العامة وكانت الأنظار تتجه دوما اليك أيام مقارعة الإحتلال الصهيوني، رحلت يا من مثلت لنا الثقة بحتمية الانتصار. رحلت لتلتحق بركب رفاقك الشهداء ابتداء بأخيك ياسر عرفات ومنذر ابو غزالة، وكل شهداء فلسطين.

سيبكيك كل الشرفاء وكل ابناء البحرية، سنبكيك ونبقيك في عمق الذاكرة. سلام عليك يوم ولدت ايها القائد وسلام عليك يوم تبعث في الذاكرة، سلامنا عليك الى نهاية التاريخ أيها المتجذر كجذور نخيل فلسطين، في ضمائرنا نودعك لتبقى لنا القائد .. الطهر .. الثبات. نودعك ولن ننسى كلماتك ومواقفك عبر تاريخك النضالي الطويل الذي يمثل جزءا أساسيا من تاريخ فلسطين. نودعك ونحفر عميقا في الذاكرة وفي ضميرنا صورة وجهك المضيء.

لك المجد والخلود، وداعا وداعا يا فتحي البحرية.

بقلم رامي الغف

إعلامي وكاتب صحفي