غادر الوفد الامريكي برئاسة كوشنير وغرينبلات المبعوث الامريكي لعملية السلام منطقة الشرق الاوسط بعد ان تجول في عدة عواصم خليجية وعربية بما فيها اسرائيل والسلطة الفلسطينية ، ومستمعا لكل طرف من الاطراف عن وجهة نظرهم وارائهم لعملية البدء في مفاوضات بين الجانب الفلسطيني والاسرائيلي تؤدي الى اتفاق سلام .
الجدير بالذكر ان الرئيس الفلسطيني ولاول مرة لم يتحدث عن حل الدولتين ، بل قال :" اتمنى ان يشعر الفلسطينيين بانهم يعيشون الى جانب الفلسطينيين""..عبارة مبهمة سياسيا ووطنيا ، وترك الباب مفتوحا للحل الاقليمي وقد يكون كونفدراليات اقاليم بصلاحيات ادارية في نطاق الاقليم والبلديات وهنا لا يفوتني ما حدث في منطقة الخليل ومنح المستوطنيين صلاحيات مدنية في نطاق بلدية الخليل والذي سيحدث اندماجا مستقبلا في نفس المنظور.
مانتج عن زيارة مبعوثي الرئيس الامريكي في بيان لهم من القدس لا يتجاوز سطرين " بان اللقاءات تفتح مجالا لمفاوضات بين الجانب الاسرائيلي والسلطة ، في حين ان جميع المؤشرات تتحدث عن صفقة تطبخ في العواصم العربية ، ولقاءات الوفد الامريكي لم تتجاوز الرباعية العربية وامتداداتها
الرئيس الفلسطيني لاول مرة لم يتحدث عن دولتين في اجتماعاته مع كوشنير وغرينبلات وكما كان يقول سابقا دولة فلسطينية تعيش بسلام الى جانب اسرائيل بل قال نحن نعمل مع الرئيس ترامب من اجل انجاز صفقة وعد بها الرئيس الامريكي ...!! كوشنير تحدث قائلا اننا نريد علاقات سلام بين دول المنطقة.
الرئيس عباس قبل بصفقة ترامب وهي الصفقة الاقليمية وبذلك تنازل عن وطنية المشروع الفلسطيني التحرري وبأدنى حدوده حل الدولتين ، يا ترى ما هو المشروع الاقليمي الذي يمكن ان يعطي الفلسطينيين دولة بحدود وذات سيادة او نصف سيادة ..؟ّ! اعتقد ليس هناك منظور لمثل هذا الحل .
ما كشفت عنه صحيفة هارتس الاسرائيلية بلقاء منتظر على هامش قمة الامم المتحدة بين ترامب وعباس ونتنياهو والذي سيبحث مفاوضات وتسوية من خلال عملية اقليمية ، وجدير بالذكر بان لقاء كوشنير مع عباس ،الادارة الامريكية طلبت من عباس عدم اتخاذ اي اجراءات من طرف واحد واعطاء مهلة للامريكان خلال الثلاث شهور قادمة لبلورة مبادرة سلام تجمع الطرفين وان الرئيس ترامب صادق في توجهاته للوصول الى اتفاق سلام اقليمي وهذا ما اكده جلالة الملك عبد الثاني وولي العهد للمملكة السعودية .
ذكرت مصادر بان الرئيس عباس سيلقي خطابا في الجمعية العامة بعد اسبوعين من الان ، فهل عباس ستوجه للجمعية العامة بما كان يتوعد به من اجراءات بالانضمام الى 35 مؤسسة دولية ، وتذكير اعضاء الجمعية العامة بانه يزمع التقدم للاعتراف بدولة فلسطين عضوا وليس مراقبا .... ام سيجمد كل ما وعد بعه مرارا كذلك بخصوص الجنائية الدولية والمؤسسات الاخرى ..؟؟
عباس ما زال مصرا على ان يذهب للجمعية العامة ولقاء ترامب باجراءات اضافية وكما يدعي عقابا لغزة بفصل 35 عضو تشريعي وثوري وكادر من ابناء فتح في غزة ويحاصرها بالكهرباء والرواتب ووعود بتخفيض اخر للرواتب ، فهو يسير قدما نحو انفصال الضفة بناء على " تعريف المشروع الاقليمي " فالسيد عباس لم يعد لديه ارتكازات ثوابت لمشروع وطني يلملم ما تبقى من ارض الوطن التي ستتبعثر هنا وهناك في نطاق المصالح الاقليمية التي قد تتجاوز الوطنية الفلسطينية ومتطلباتها في كيانية جغرافية وذات سيادة او نصف سيادة .
بالتاكيد ان خطاب عباس في الجمعية العامة سيبتعد عن اللهجة والابجديات العاطفية كسابقها ولن يأتي بجديد على ضوء انضباطة للمهلة الامريكية والتزامه بها ، بل سيؤكد على الامن ودور السلطة في خلق بيئة للتعايش بين الشعب الفلسطيني والاسرائيلي وادانة الاستيطان .
بسياسة عباس الحقنا بالمشروع الاقليمي الذي يتجاوز قرارات الشرعية الدولية والمبادرة العربية فالتطبيع مع الدول العربية واسرائيل على قدم وساق وكما عبر عنه نتننياهو " بان علاقتنا مع الدول العربية على احسن حال ".
سميح خلف