من اكثرأمثال العرب استخداما وتطابقا على واقعنا الفلسطيني وبالتحديد بين سلوك السلطة الظالمة التي اتت بظلم ولم تأتي باصلاح او خير للشعب الفلسطيني وقضيته وانسانيته. قصة المثل أن أعرابيا تعرض للسطو من مجموعة من اللصوص الذين سلبوه إبلا كان يرعاها. لما عاد الى قبيلته روى القصة بتفاصيلها و أنهاها بقوله أشبعتهم شتما و فازوا بالإبل. وهنا حسب الراعي انه حقق نصرا امام قومه وفي قرارت نفسه انه خرج مهزوم ولكن بالتعريف الدقيق ان قوة الباطل انتصرت على الحقفي الدنيا والحقوق عند رب العالمين العادل ، فلا شيء في حياتنا اصبح ذو معنى ويخضع للوطنية او للثقافة والاخلاق ان شئت احداهما .
اذكرك اخي منذر وعند اختلافنا اكثر من مرة ورددت على هذا المثل الشعبي اشبعتهم شتما وفازوا بالابل ولكن لم نحتلف يوما اننا رفاق درب ومسيرة في انطلاقة العاصفة وهذه قواعد الاخلاق والوطنية بيننا وبين كل اخوتنا الا الذين باعوا جلودهم وبدلوها الف مرة ومرة ، وهم حسب وصفك فازوا بالابل ولكن اي ابل .. ا انها ثمن تجربة ونضال وشهداء وجرحى واسرى ولاجئين وقدس وجغرافيا ، وهكذا هم فازوا بالابل ، نعم تمت القرصنة على الراعي ، واخذوا منه الابل ... لا شيء نستطيع وصفه الا انهم قراصنة ، لا نريد ان نردد ما قاله الراعي اشبعتهم شتما والا سنقر انهم انتصروا ... وكيف لا ... نعم عذبونا الف مرة ومرة في ارزاقنا ومستقبل ابنائنا ، وجعلونا في حالة قريبة من التسول ..... لماذا .. وكيف .. ولمصلحة من .. هل تعتقد ان هؤلاء القراصنة يمتوا بصلة لتجربة الانطلاقة .. بالتاكيد لا .. ولو كانوا كذلك لمنعتهم اخلاقهم ووطنيتهم بقطع راتب او اقصاء لاحد لمجرج اان له رأي اخر .. بل سا كرر ماقلته لك قديما واختلفنا عليه هذه ليست فتح التي نعرفها ....... فتح اكذوبة من يصدقها وهنا لا مساس لفتح الانطلاقة التي سلبوا اخلاقها واهدافها ومبادئها ، وعاشوا عليها لامتيازات وارصده وبذخ وغيره وسلوكيات اهدرت معانيها النضالية .... ما اختلفنا عليه سابقا انك كنت تنظر لاوسلو وكأنها بشائر التحرير والدولة .. وقلت لك حينها .... ان هؤلاء لن يكونوا صورة او نموذجا وطنيا لبناء مؤسسات وباقل تعديل لسلطة حكم ذاتي ، والرسالة تعرف من عنوانها وعناوينها ،، من انسحب من جنوب لبنان وحولونا الى قطعان من المتسولين في انحاء الوطن العربي لن يكونوا مع فلسطين ومناضليها ..... وان خلت القيم والاخلاق فلا كبير عليهم .. وهم في حالة عداء مع كل شريف او مناضل لانه بصراحة على نقيض مع ثقافتهم ، والتي ارتأوا ان يحققوا ذاتهم في اول محطة وبنوا لهم قصور ومرافقين وسارات وبدلات وسياحة في اوروبا وغيره ...... نعم هم على نقيض من المناضلين وابناء العاصفة ولو كان لهم ضمير حي لكثير منهم لم يسيء للتجربة الفلسطينية ولفتح وانتهاء الاعراض لكثير من المستضعفين او سفالتهم في تونس وعدن والجزائر واينما ذهبوا ... ليعهروا الثورة والمناضلين وليعطوا صورة سيئة عن حالنا واصحاب قضية عادلة .... وانت تذكر كيف كان الشعب التونسي واليمني والجزائري يتملس في مقاتلينا بركة وتبريك .... وليكتشفوا بعد ذلك الحقيقة المرة ...... والسؤال هنا من رعى كل تلك المظاهر .. هل اراد خيرا لثورتنا وشعبنا وقضيتنا ..... على اكتاف تلك الظواهر ذهبوا لاوسلو واتوا للارض المحتلة لينصبوا فسادهم وعشائريتهم وجغرافيتهم المقيته ويتحكموا في رقاب العباد... ليبرطعوا ويعربدوا ويقطعوا رواتب ويفصلوا ويمنعوا مواطنيين من العودة لمسقط رأسهم تحت ذريعة ان هؤلاء يشكلون خطرا على اتفاقية اوسلو وتطبيقها على الارض ..... الحديث يطول في هذا الجانب اخي منذر ...
منذ ارهاصات اوسلو في الثمانينات حرقت سفني مع هؤلاء السفلة بعد ان رفضوا الاستماع للراي الاخر ومارسوا كل انواع العداء وانت تعلم بذلك من ترقين قيد وتشهير وقطع راتب وتهديد .... فالمقاتل اخي منذر لا يهزم وان قاتلوك برغيف الخبز وحاصروك وحاصروا ابنائك .... فالقضية ليست قضية فردية وان كان الكثيرون اعتقدوا ذلك الى ان وقعوا في نفس المربعات ..... القضية اعمق من ذلك من قطع راتب منذر او سميح او مئات او عشرات انها قضية القسم وقضية الشعب وقضية فلسطين التي تنازع الان ولم يتبقى شيء لا من مشروع وطني او شبه مشروع وطني .
هل تذكر كيف لاحفوا المناضلين بعد انشقاق ابو موسى وقطعوا رواتبهم وفصلوهم وعزلوهم وحاصروهم وهم الذين اختلفوا مع ابو موسى .... ولكن كانت ذريعة للتخلص من المناضلين للدخول الى اوسلو والتنازل عن الوطن في مؤتمر الجزائر .... وكيف كانت التصفيات لابو جهاد وابو اياد وبو الهول والعمري ..... نعم الموساد ... ولكن لماذا ولصالح من
واليوم يعيد التاريخ نفسه لصفقة قادمة العن من اوسلو ... قانون الجرائم الالكترونية وفصل نواتب وثوري وكوادر ، واستهداف جغرافي وصراعات عشائرية . اليوم فرفان الفصل وقطع الراتب ليس ان تعبر عن رأيك بحق المواطنة وبحق التجربة بل كل من هو مع دحلان او مناصر له او قد يختلف معه المهم التهمة جاهزة ..... وما هو العيب ان نلتقي مع دحلان وكثير من المناضلين انها طبيعة الباطل امام قوى الخير والحق وعلينا ان نتحمل ... على الاقل لنموت بشرف سواء كما كنا بالبدقية او بالكلمة الحرة الجريئة التي تحمي تاريخنا ونضالنا وتجربتنا وقضيتنا وشعبنا .
الغريب في مقالك انك تستهجن سلوكياتهم وممارساتهم وانت الذي عاصرتهم في كل المنعطفات وهل انت متأكد انهم يسعون لبناء دولة ... ام ارصدة وسرقات ونهب اراضي .... فظل سطوة الاجهزة الامنية التي تحمي المزارع والامتيازات لهذا المسؤول او ذاك في ظل مصلحة حقيقية للاحتلال من وجود هكذا سلطة .
اخي منذر قطعوا راتبك ... كنت اتوقع ذلك وفي اي لحظة .... قرار للجنة الامنية الفلسطينية الاسرائيلية ... كما فعلوا مع الكثيرين من قبلك ..... لا فائدة ان اقول من المحزن ان يحدث هذا ... لمناضل من الرعيل الاول للعاصفة والثورة والميدان يشهد له ..... فقد فعلوا اكثر من ذلك مع قادة ومناضلين رحمهم الله واسكنهم فسيح جناته .
اخي منذر تقول أقسم بالله العظيم لولا الإنتحار حرام لانتحر كل يوم ألف فكرت كثيرا فيما تقول وانت صادق في احاسيسك لانها روادتني اكثر من مرة ... امام ازمات مادية ومعنوية .... ولكن هل المناضلين ينتحرحوا ... لا نحن ان لم نتمكن ان نعبر ببندقيتنا مسنبقى نقاتل بكلمتنا التي يسمعها مئات الالاف من شعبنا .... ولن نترك فلسطين وشعبنا ... مجرد شغيلة في مزارعهم وبشراكتهم مع الاحتلال .
دمت اخا مناضلا صادقا
سميح خلف