مصالحة جديدة استيطان جديد

بقلم: عدنان الصباح

نحن لدينا قيادة لا تخجل ابدا من انقلابها على شعبها ووطنها وقضيتها ... لدينا قيادة بكل مواقعها والوانها ومسمياتها دون ان يكون من حق احد منهم ادعاء البراءة لانهم ينشغلون علنا منذ سنين وسنين بخلافاتهم ومصالحهم وصراعاتهم وامتيازاتهم عن قضيتنا باعتبار ان لهم قضية اخرى لا نعرف عنها شيئا ولا علاقة لنا بها ... اكثر من عشر سنوات مرت على حكاية الانقسام ونحن لا زلنا نداوي الجرح بالجرح نفسه بتعميقه ولا زلنا نواصل شد السكين لنعمق الجرح ونصرخ رافضين كذبا في حين يواصل الاحتلال بكل قواه هجمته الشرسة على كل ما هو عربي وفلسطيني في بلادنا واخر الحكايات مستوطنة جديدة وضم قرى بيت سيرا وبيت لقيا وخربثا المصباح والطيرة الى ضواحي القدس لتثبيت تقسيم الضفة الغربية الى ثلاث كانتونات هي شمال وجنوب ووسط بعد ان ارحناه نحن بأيدينا من تأسيس الكانتون الاول في قطاع غزة وكذا اقامة ما يسمى مستوطنة جالوت عميحاي ونحن طبعا نسارع للالتقاط الاسم العبري ونبدأ بالتعامل معه لاغين بأيدينا اسم بلادنا المسروق.
لم يمض وقت طويل على ما اسميناه انتصار القدس وتحرير الاقصى من البوابات الالكترونية والتي سارع الجميع لتبني الانتصار المزعوم بما فيهم حكام السعودية وغيرهم واليوم تقف جالوت وحيدة ويتيمة وكان الذين هبوا لنجدة المسجد لا يعنيهم ابدا من سيصلي على بلاط المسجد هذا ان هودت كل الارض المحيطة به وطرد سكانها او هجروا او سهلت لهم دروب الغياب بأشكال واشكال مختلفة.
الاحتلال يعمل على الارض يسرق جالوت وارضها ليفصل شمال الضفة الغربية عن وسطها ويسرق القرى الاربع ليوسع القدس ويفصل الوسط عن الجنوب نهائيا ولتصبح الضفة الغربية دويلات او امارات او كانتونات وقد سبق وحذرت من ذلك مرارا وتكرارا دون ان يلتفت الى الامر احد على الاطلاق ... الاف والاف وحدات الاستيطان الجديدة في القدس والضفة واستقدام المهاجرين اليهود او المهودين او المستهودين واحلالهم مكاننا علنا على ارضنا والاحتلال يفكر بضم كل الضفة الربية ثم منح هذه الكيانات او الامارات حكوات ذاتية عشائرية او سياسية او دينية او بأنماط مختلفة وكل ذلك يجري بدعم دولي وتغطية امريكية في حين نرحب نحن بالمساعي الترامبية وننتظر انتصارا منبريا جديدا في الامم المتحدة ونندب حظنا في القرى الاربع وجالوت ونولول صامتين وننشغل بالأطر التنظيمية وملف الانقسام والمصالحة وخلق اطر خاصة به والبحث عن منابر لمن هب ودب والاختلاف على الاختلاف دون ان نبحث عن نقطة تلاقي واحدة على الارض وفي غزة يختلفون مع مصر على مصر وغزة ويتفقون مع مصر على الالتقاء لتحقيق نصر جديد بتحرير بعض الاسرى غزة تختلف مع رام الله ورام الله مع قطر وقطر مع الامارات ونحن لنا لاعبين هنا ولاعبين هناك والمكان الوحيد الذي نتركه شاغرا هو بلادنا لياح للاحتلال ان يلعب كما يشاء.
اين غاب الذين انتصروا على بوابات نتنياهو الالكترونية في القدس وحموا المسجد الاقصى ام ان جالوت لا تعني شيئا ولا قرى غرب رام الله ولا احياء الخليل والحقيقة القاتلة اننا لا نواجه الاحتلال حيث ينبغي ان نواجهه بل نهدر طاقات شعبنا في اماكن اخرى ندري جيدا ان الاحتلال لن ينزعج كثيرا من دورنا وبالتالي فان مواجهة الاحتلال في جالوت وعلى الاراضي التي سيقيم الاحتلال مستوطناته عليها هي مواجهة حقيقية بعيدة عن الاضواء والشهرة وتحقيق المكاسب لذا لا احد هناك سوى كاميرا وحيدة هنا او قلم وحيد هناك او فلاح مغلوب على امره لم يجد من يجاريه الحديث حتى.
اهذه قيادة تعيش حالة شعبها وتعتني بقضيته وتخطط لاسترداد ارضها قديمها وجديدها ام انها فقط معنية بذاتها الفردية المطلقة لا اكثر ولا اقل وعلينا ان ندرك جيدا ان حرب الاقصى الوحيدة القائمة يدرك اصحابها جيدا ان الاحتلال لا يمكن ان يفكر بهدم الاقصى وهو فقط يستخدم ذلك فزاعة فالمكان مقدس عن بعد عند اليهود ومحرم عليهم دخوله وهم فقط صلون على انقاضه والتي برايهم ان حائط البراق هو حائطه وهم قد حصلوا عليه ويحتلونه بالكامل ولا احد يتحدث للأسف اليوم عن اسلامية حائط البراق وكان الامر بات مسلم به مع ان حتى الامم المتحدة والمؤسسات الدولية رفضت كذبتهم وبالتالي فان الاقصى مهم ان يبقى لكن تحت قبضتهم وعلى ارضهم وهو دجاجة ستبيض ذهبا غدا للاحتلال ودولته.
للأسف نحن نقاتل حيث يريدون لنا ان نقاتل ونصمت حيث يريدون لنا ان نصمت ونقتتل كلما امكننا ذلك ارادوا ام لم يريدوا فاسهل المعارك هي معاركنا ضد بعضنا فدم بعضنا لبعضنا حلال ومن يقول غير ذلك فلينسى كل النصوص المقدسة لأننا كاذبين حتى ف ايماننا والا كيف يقتل مسلم يؤمن بان دم المسلم على المسلم حرام مسلما اخر الا اذا كان يكفر بها بالمطلق ويؤمن بغيرها حسب مصلحته.
سيواصل الاحتلال تهويده لبلادنا قطعا وسنواصل صمتنا عنه واقتتالنا حتى نحقق له ما يريد اربع امارات او مشيخات بحكم ذاتي في غزة وشمال ووسط وجنوب الضفة وسيطرة مطلقة على ارض فلسطين كلها التي سيغيب اسمها على ايدينا لصالح اسماء مشيخاتنا غدا وان غدا لناظره اكثر من قريب فستنتصر غزة بصفقة اسرى جديدة وينتصر اهالي القدس للأقصى ولن تنتصر جالوت بالخليل ولا الاغوار بجبل ابو غنيم.

بقلم
عدنان الصباح