نفوذ السلطة الفلسطينية يهدد هيبة إسرائيل

بقلم: أشرف صالح

نقرأ كل يوم على وسائل الإعلام الدولية والعربية تهديدات من وزراء وسياسيين إسرائيليين بالقضاء على السلطة الوطنية الفلسطينية بذريعة أنها تحرض على العمليات الفدائية من خلف الستار . وبذريعة أنها تحرض أيضا الرأي العام والشارع الفلسطيني بالإستمرار في التمرد على الإحتلال وخاصة الحراك الشعبي والمقاومة السلمية . هذا هو السبب الظاهر في وسائل الإعلام بالنسبة لإسرائيل . وهذا ما يحدث فعلا على أرض الواقع . ولكن ليس هو السبب الحقيقي الذي يزعج إسرائيل من تصريحات السلطة الوطنية الفلسطينية . السبب الحقيقي وراء تهديدات إسرائيل للسلطة هو أن نفوذ السلطة يتسع تدريجيا في المحافل الدولية والمجتمع الدولي وهيئة الأمم المتحدة . وما تراه إسرائيل أنه في كل يوم تحاول السلطة كسب أصوات لصالحها بهدف حل الدولتين وتثبيت الهوية الفلسطينية في الأمم المتحدة والمجتمع الدولي . وتسويق القضية الفلسطينية العادلة في شتى أنحاء العالم . والتهديدات المستمرة من إسرائيل للسلطة تكشف لنا نقاط ضعف كثيرة قد لا يعرفها الكثير. لأن إسرائيل لا تفصح عن وجهها الحقيقي عبر وسائل الإعلام . وإسرائيل تدرك تماما أن نفوذ السلطة في المجتمع الدولي يهدد إستقرارها ويزعزع نفوذها وهيبتها بين الدول . وخاصة أن مشروع إسرائيل أساسا هو طمس الهوية الفلسطينية والقضاء على حلم الدولة الفلسطينية . ومن هذا الواقع أستطيع أن أقول أن إسرائيل لا تخشى الفصائل العسكرية المسلحة في الضفة وقطاع غزة لأنها معركة محسومة بالنسبة لهم . وعلى حد تعبيرهم . ولكن ما تغشاه إسرائيل هي حرب النفوذ والهيمنة السياسية وتكوين الصداقات وتقوية العلاقات بين السلطة والدول الحلفاء . في زمن قريب إستطاعت إسرائيل بدهاؤها السياسي أن تحول فلسفة فصائل المقاومة الفلسطينية المسلحة من تكتيك متواصل على جاهزية تامة لإزعاج وضرب إسرائيل في كل مكان وزمان إلى فصائل لا تعرف سوا ردات الفعل لحماية نفسها فقط . ومن وجهة نظري أن الفصائل الفلسطينية المسلحة فقدت ردات الفعل وأصبحت تتحدث بلغة السياسيين "نستنكر ونشجب" وهذا ما يجعل إسرائيل تنتهك وتدمر في كل يوم وكل ساعة . ومن المؤسف أقول لكم وبكل صراحة أن المقادمة الفلسطينية المسلحة باتت عاجزة عن العمل الفدائي المستمر . وخرجت عن سياق العمل العسكري التكتيكي المتعارف عليه . وأصبحت المصالح الحزبية والسياسية غالبه على الجسم التنظيمي لهذه الفصائل . وهذا ما يجعلني أخلع قبتي إحتراما وتقريرا للعمل السياسي التي تقوم به السلطة الوطنية الفلسطينية متمثلا بفضح إسرائيل في العالم . وكشف مخططات إسرائيل للقضاء على الحلم الفلسطيني . وزعزعة هيبة إسرائيل بين الدول . وتهييج الرأي العام ضد إسرائيل . ورفع قضايا في محكمة العدل الدولية ومحاكم أخرى ضد إسرائيل . وتسويق القضية الفلسطينية في العالم . وتثبيت حقوق الفلسطينيين من خلال المحافل الدولية . لقد إستطاعت السلطة أن تزعج إسرائيل بكل وسائلها السياسية . وأثبتت نجاحها بإمتياز . بدليل أن إسرائيل أصبحت تقول أن السلطة تهدد أمن وإستقرار إسرائيل ويجب القضاء عليها . إن الأيام القادمة ستشهد تحركات وأصوات من داخل إسرائيل تنادي بالقضاء على السلطة خاصة بعد العملية الأخيرة . وخاصة أن السلطة أصبحت هي الحاضنة الوحيدة لطموحات الشعب الفلسطيني وتثبيت هويتة الوطنية .

بقلم/ أشرف صالح