شدد رئيس الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الأربعاء، على انه "لن يكون هناك اقتلاع جديد للمستوطنات في أرض إسرائيل".
وقال نتنياهو في احتفال اقيم في مستعمرة "غوش عتصيون" بمناسبة الذكرى الخمسين لانطلاق المشاريع الاستيطانية بالضفة الغربية "لقد جددنا الاستمرارية التاريخية ووعدنا بانها لن تنقطع". وأضاف "لن يكون هناك اقتلاع جديد للمستوطنات في أرض إسرائيل، ليس عند العرب أو اليهود".
وبُث خلال الاحتفال مقطع فيديو يتحدث فيه رئيس حزب "البيت اليهودي"، وزير التربية والتعليم الإسرائيلي، نفتالي بينيت، دعا خلاله إلى فرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية، معتبرا أنه "لا يوجد وقت أفضل من الآن لفعل ذلك. لا أستخف بخطوة كهذه، ومن أجل فرض السيادة ثمة حاجة إلى التوقيت والشجاعة. وحتى لو كانت هناك معارضة في العالم فسنتغلب عليها. وهو (العالم) يدرك كل ما يدركه الجمهور الإسرائيلي، وهو أن أرض إسرائيل لن تقسم ثانية".
وتحيي الحكومة الإسرائيلية في احتفال تحت عنوان "تحرير يهودا والسامرة وغور الاردن والجولان"، في الضفة الغربية ، ما أثار غضب الفلسطينيين وجدلا في إسرائيل نفسها لدى المحكمة العليا والمعارضة.
ويعتقد اليهود القوميين الدينيين والمستوطنين انهم يؤدون واجبا دينيا عبر الاقامة في "يهودا والسامرة"، وهو الاسم اليهودي للضفة الغربية. وكتلة "غوش عتصيون" الاستيطانية تم فيها اقامة أول مستوطنة في ايلول/سبتمبر 1967 بعد موافقة الحكومة اليسارية في حينه على ذلك.
ويعتبر المجتمع الدولي الاستيطان عقبة كبيرة أمام السلام ولا يعترف بالمستوطنات. ويقوض البناء الاستيطاني وتوسع المستوطنات الاراضي التي من المفترض ان تشكل دولة فلسطينية او يقطع أوصالها، ما يجعل قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة أمرا صعبا.
ووجدت رئيسة المحكمة العليا ميريام نائور نفسها محط انتقادات من قبل اليمين الحاكم ولوبي المستوطنين بسبب قرارها منع اي ممثل عن المحكمة التي تعد أعلى سلطة قضائية في اسرائيل من المشاركة.
واكدت وزارة القضاء ان "رئيسة المحكمة توصلت الى استنتاج مفاده ان هذا الحدث يتعلق بموضوع يثير جدلا عاما". ويشير منتقدو هذا الاحتفال انه متأثر كثيرا بأيديولوجية اليمين القومي الحاكم. وتحدث المنتقدون عن استخدام كلمة "تحرير" لوصف التواجد الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية.
وأعلن زعماء الاحزاب اليسارية، الذين تمت دعوتهم كباقي قادة الاحزاب الاسرائيلية، عدم مشاركتهم في هذه الاحتفالات. وقال النائب العمالي ايتان كابل على صفحته على موقع فيسبوك ان الاحتفال "يهدف تماما الى تمجيد بيبي ومجموعته من المتطرفة الذين يقودوننا الى الهاوية".
ويعيش نحو 430 ألف مستوطن في مستوطنات الضفة الغربية، وسط 2,6 مليون فلسطيني، بالإضافة إلى مئتي ألف مستوطن يقيمون في أحياء استيطانية في القدس الشرقية وسط 300 ألف فلسطيني في المدينة المقدسة. ويعيش عشرات المستوطنين الاسرائيليين في الجانب المحتل من هضبة الجولان السورية.