في 25 من شهر سبتمر انجز الاكراد استفتائهم حول قرا الاستقلال باغلبية كردية وان كان هناك بعض الفصائل الكردية معارضة للانفصال ، تحركت الحكومة المركزية وايران وتركيا لمواجهة خطورة الاستفتاء ومؤثراته على الامن الاقليمي لتلك الدول وما يمكن ان يحدثه من متغيرات في الجغرافيا السياسية والامنية وكان هجوما تصعيدا من رئيس وزراء العراق العبادي والبرلمان العراقي واصدر قرارات باغلاق المجال الجوي وتسليم المعابر الحدودية مع تركيا ومطالبة الحكومة العراقية لتركيا بوقف خط انابيب الطاقة ومناشدة العالم بعدم شراء البترول بتسويق كردي الا ان حدة الهجوم انخفضت من التهديد بشن هجوم عسكري الى التحاور والمفاوضات والتجميد المؤقت لنتائج الاستفتاء ، اما الموقف الدولي فامريكا وفرنسا وبريطانيا والمانيا فكان موقفهم اعطاء الاكراد حق تقرير المصير في ظل العراق الموحد، الموقف الاسرائيلي الذي اقترن باحتفالات في الداخل الاسرائيلي فهو ناتج عن علاقات تمتد لعقود مع اكراد العراق وحلم اسرائيل بنفوذ امني وعسكري واقتصادي لا عتبارات تخص الامن الاقليمي لها فقد ايدت الاستفتاء واعلان الانفصال ولقد ذهب احد جنرالات الاكراد لان يصرح قائلا "" ان لنا رمزان هو علم اسرائيل وعلم الاكراد، ولن نأبه للتهديدات من تركيا وايران والعراق فهي تهديدات فارغة وان حاول العبادي او غيره شن هجوم علينا فان سلاح الجو الاسرائيلي وقوات البشمركا والخبراء الاسرائيليين سنتمكن من اجتياح العراق وصولا للبصرة ..؟؟
ونستطيع ان نلخص الاطماع الاسرائيلية على المستوى الاستراتيجي والتكتيكي لنفوذ لها في شمال العراق بالنقاط التالية المقرونة بالمعلومات .
- بدأت الخطوات الفعلية للعمل على دولة للأكراد قبل تقسيم السودان بثمانية أعوام أي عام 2003
- اشترى تجار يهود أراضي بين تلعفر والموصل، وبذلك فرضت إسرائيل سيطرتها على ممر هام شمال العراق يمتد عبر طريق تاريخي من الموصل حتى الحدود السورية مروراً بتلعفر، تع تلعفر على مسافة 80 كيلو متراً من الحدود مع تركيا و100 كيلو متر من الحدود مع سوريا.
- بعد غزو العراق مارس الجيش الأمريكي على عائلات شمال العراق الفقيرة، فكان يخبرهم ببيع أراضيهم بغاية افتتاح مصانع كبيرة عليها، أو مشروعات زراعية فيها، كان يتبين أن ملكية الأراضي تؤول في النهاية الى يهود اسرائيلين.
- لاحظ العراقيون هناك وصول عائلات يهودية بلغ عددها 150 عائلة يهودية، والخطة تضمنت أن يصل العدد الى 150 الف يهودي.
- وين ماديسون ضابط سابق في سي آي ايه تحول الى العمل الصحافي، أذاع معلومات سرية عن مخطط نقل اليهود الاكراد من فلسطين الى الموصل ومحافظة نينوى وذلك تحت ستار زيارة البعثات الدينية والمزارات اليهودية القديمة، وذلك بسبب الاهتمام الخاص الذي يوليه الإسرائيليون باضرحة الأنبياء ناحوم ويونس ودانييل وكذلك حزقيل وعزرا وغيرهم وأن الاحتلال الإسرائيلي ينظر اليها على انها جزء من إسرائيل.
- بعد نحو عشر سنوات من سيطرة اليهود على تلك الأراضي أقر رسميا فتح معبر بوفاكوي بين العراق وتركيا وهذا يعني أن أقصر الطرق التجارية بين تركيا وبغداد بات يمر بمسافة 50 كيلو مترا من الأراضي التي يسيطر عليها اليهود، أي أن أحد شرايين التجارة الرئيسية بات تحت رحمة إسرائيل وان كان ذلك غير معلن.
- تبين لاحقا أن الأراضي التي اشترتها إسرائيل بوساطة تجار يهود تشكل حدود الخريطة التي كان يطالب بها الاكراد لإقامة دولة كردستان، غير أن زعماء الاكراد حين رسموا حدود دولتهم فقد حددوها حتى تصل جنوب دهوك بمسافة 10 كيلومترات فقط، بينما شراء اليهود للأراضي في تلك المنطقة سيجعل حدود الدولة الكردية المفترضة يتجاوز الطموح الكردي ليصل حتى جنوب الدهوك ب50 كيلو مترا لتشمل منطقة تل اعفر ايضاً.
- ومعنى أن توصل إسرائيل حدود الاكراد حتى مشارف الموصل بشرائها مساحات إضافية من الأراضي، يعني أن تصبح هذه المنطقة كلها منطقة نزاعات مسلحة فتتداعى القوى الإقليمية الداعمة لمختلف الأطراف ف هذا الحيز من العراق، حتى تنشغل المنطقة كلها فيعقب ذلك فوضى واشتباكات بين أكراد شمال العراق من جهة وايران وسوريا من جهة أخرى فتطفو هناك مبررات لمهاجمة البلدين لاحقا.
- لم يكون التأثير على طريق تجاري ورسم حدود كردية هو الهدف الوحيد من شراء أراضي تعبرها ثروة من الماء، نهر دجلة يمر من شمال الموصل مباشرة أي أنه يمر من الأراضي التي باتت تحت سيطرة اليهود من جهة، ويجعل شيعة العراق من البصرة حتى كربلاء جنوب البلاد محاصرين استراتيجيا من جهة ثانية فهم يعانون أصلا من نقص حاد في المياه.
- تم افتتاح خط انابيب بترول كركوك بانياس عام بداية النصف الثاني من القرن العشرين، كان ينقل النفط العراقي الى دول المتوسط عبر ميناء بانياس السوري، عام 1982 أوقف العمل به من قبل القيادة السورية في ذلك الوقت أثناء الحرب العراقية الإيرانية، وعندها حاول إسحاق شامير انتهاز الفرصة واقترح على صدام حسين إعادة تشغيل خط النفط بين كركوك وحيفا، ورفض صدام.
- نشرت بعض التقاريربنية اسرائيل تزويد دولة الاكراد 200 الف يهودي كردي من فلسطين المحتلة
- اسرائيل تستخدم فيشمال العراق ما يشبه نظام الكيبوتس التي عملت فيه منذ بداية احتلالها لفلسطين
- مثلث النفوذ والسيطرة الاسرائيلية يبدأ من اثيوبيا وجنوب السودان وارتريا الى شمال العراق بهدف محاصرة مصر والسعودية والعراق وسوريا والاردن بالمنظور الاستراتيجي وان كانت هناك علاقات مباشرة او غير مباشرة ضمن اتفاقيات او تفاهمات مع تلك الدول .
اعداد: سميح خلف