ثمة ما هو مهم في تضاريس اللوحة الوطنية الفلسطينية وبالنظر الى مفهوم الاستراتيجية العام والخاص فلسطينيا وعربيا واذا ما عرفنا الاستراتيجية بالمقاييس والتعريف العام : الاسترلتيجية تقوم على دعائم قانونية وسياسية وامنية واقتصادية وتعريف للوطنية وجغرافيتها السياسية والحسابات الدقيقة بين الفعل. الذاتي والموضوعي والمؤثر وفي توازن منطقي بين عناصرها والتي تدفع لمبدأ السيادة وهل هو مطلق او نسبي في صياغة الاستراتيجيات.
في الدول ذات السيادة تخطع رؤية صياغة الاستراتيجيات سواء بوحدات منفصلة او شاملة الى ارتكازات مفهوم الامن القومي للدول وللشعوب .
ومن هنا هل للفلسطينيين امن قوي بعناصره جميعا او بعضها ..؟؟ بالتاكيد ان الامن القومي مبني على عدة ارتكازات حدود الدولة والشعب والثروات والاقتصاد والعادات والتقاليد والثقافة وشكل نظام الحكم ، وعلى ذلك تبنى الاستراتيجيات ايضا بعناصرها .
الفلسطينيون يعيشون في بيئة غير مستقرة ثقافيا واقتصاديا وبدون نظام صياسي وبالتحديد ما بعد النكبة ، ولذلك كان سلوكيا وفكريا ان تخضع رؤيتهم للاستراتيجية من ازمة البيئة واللجوء والمؤثر وان كانت الثقافة الوطنية تأثرت بعاملين عامل النكبة، وعامل اللجوء للدول المجاورة واماكن اخرى في العالم ، ولذلك كان انشاء منظمة التحرير واعتماد الفلسطينيين على اتباع نظرية الاستراتيجيات لحركات التحرر العالمية وتتلخص بخطوطها العريضة في تحرير فلسطين بجيش عربي موحد قادته ثورة يوليو وجمال عبد الناصر وظهور المد القومي وشعارات الوحدة ، وان اختلف القوميون الناصريون عن البعثيون في ترتيب الاهداف للوصول الى حالة التحرير ، فثورة يوليو اعتمدت في اطروحاتها على " حرية واشتراكية ووحدة " اما البعثيون " وحدة حرية اشتراكية "
انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة في 65م اعطت اكثر وضوحا وتفصيلا لاستراتيجية التحرير المبنية على الكفاح المسلح والحرب الشعبية بكل مراحلها وادبياتها وشعاراتها ، وفي ظل مناخات اقليمية مساعدة ومحفزة ما بعد نكسة 67م لم تلبث الثورة بشعاراته ان تعيش سنوات قليلة معدودة وتحافظ على استراتيجيتها واليات تنفيذها ، وهنا نأتي لفعل المؤثر الذاتي والاقليمي في نهاية الاستراتيجية الى اعتبار ان المرحلي استبدل بالاستراتيجي والهزة العنيفة كانت بقبول مبادرة روجرز والتغير الامني والسياسي والتمويلي للثورة من قبل دول الاقليم وظهور مشاريع التسوية .
لم تستثمر الثورة الفلسطينية تواجدها على الحدود الشمالية من فلسطين لتحافظ على استراتيجيتها بل وقعت في نفس الاخطاء التي مارستها سلوكيا في الاردن بالاضافة الى التفسير الماركسي لسلوك البرجوازية التي انفتحت شهيتها لتداول الاتصال بالاسرائيليين على دولة في حدود 67م، قديكون مقبولا اقامة الدولة على اي جزء محرر بدون اهمال استراتيجية التحرير وبناء على الحل المرحلي للمجلس الوطني والنقاط العشر عام 1973و1974م ولكن ما حدث ان ارتكازات قيادة الثورة كانت الحصول على دولة وباعتراف متبادل كامل مع الاسرائيليين ودولة اسرائيل ، وهذك انت من اسرار اجتياح بيروت والجنوب وتعامل القيادة الفلسطينية مع المبادرة الامريكية للانسحاب واهمال المبادرة الفرنسية المصرية .
كانت الانتفاضة الاولى عام 87م يمكن ان تصحح مسار منظمة التحرير ولكن قيادة المنظمة استقربت النتائج في نفس تفسير السلوك السابق وفي اطار وعد باقامة الدولة على اراضي 67م.
وقوع منظمة التحرير في الفخ:-
وقعت منظمة التحرير في فخ اوسلو المحكم وبحل انتقالي يعطي المرونة للاسرائيليين تكييف المبادي والاتفاقيات كما يشاؤون وهنا غابت الاستراتيجية الثانية وانهارت وتوسعت اسرائيل في الاستيطان فلم يكن هناك جدوى لخارطة الطريق والمبادرة العربية الارض مقابل السلام وبمبدأ 242 .
اتخذت منظمة التحرير استراتيجيتها الثانية على تطوير اوسلو وصولا لدولة ومع تبادلية الاراضي في الارض الفلسطينية التاريخية ، الاان الاسرائيليين وما زالوا يعملون على بقاء الوضع كما هو عليه بعد انتفاضة 2000م وتطوير الادارة المدنية لروابط اقاليم وبلديات وفرض امر واقع وازمات امام اي حلول سياسية اخرى تسعى لانقاذ ما يسمى حل الدولتين ، وانتهاء مقولة الارض مقابل السلام الى الانتقال ليهودية الدولة والتطبيع الاقليمي اولا لرسم دولة مقته بلا حدود في اطار الحل الاقليمي .
الانقسام الصراع بين استراتيجيتين:-
هناك من ذهبوا لتعريف الانقسام واسبابه بانه راع على السلطة وان ذهبنا الى هذا التعريف فانه مبني على خلاف واختلاف ايديولوجي واستراتيجي بين قوتين القوة الاولى صاحبة مشروع اوسلو وهي منظمة التحرير وقوة اخرى اسلامية سياسية حاولت ان تستفيد من ظاهرة اوسلو وتحويلها لظاهرة في حدود ايديولوجيتها واستراتيجيتها واهدافها السياسية التي تبنت المقاومة وعدم الاعتراف باسرائيل وخاضت ثلاث حروب مع الاحتلال وحصور قطاع غزة اكثر من عشر سنوات وكان الصراع دموي على تفسير مصطلح الشرعية وهل النظام السياسي الاوسلوي هو نظام رئاسي ام برلماني ، صراع بين استراتيجية فريق التفاوض المرتكز على دعائم اقليمية ودولية وفريق المقاومة الاسلامية المرتكز ايضا على دعائم اقليمية وهنا ياتي ايضا مفعول المتغير والمؤثر الاقليمي في صياغة الاستراتيجيات المختلفة في الساحة الفلسطينية وكل منهما له حاضنته الشعبية ، ولكن هل الانقسام اعاق ما يسمى المشروع الوطني ...؟؟ اعتقد ان الاسرائيليين لم يوفوا بالفترة الانتقالية في عام 99 لظهور دولة فلسطينية بموجب انسحابات اضافية من غزة والمنطقة c ولكن الانقسام كان له بعدا انسانيا وثقافيا على وحدة الشعب الفلسطيني وثقافته في لغة الشرعيات ، وهل اسرائيل فعلا معنية بحل الدولتين ..؟ اعتقد الغالبية السياسية والمراقبين اجمعوا على ان اسرائيل لا تؤمن بحل الدولتين وقضت عليه وبصرف النظر عن نجاحات دبلوماسية حققتها السلطة على المستوى الدولي المهم ما هو الموجود على الارض في ظل تمترس السلطة ومنظمة التحرير في خيار ذهب بعيدا وافتقارها لبدائل اخرى ، وما زالت تتحدث عن نبذ العنف والتفاوض والوصول الى حلول بالطرق السلمية ، ولو دققنا لساعات بمجمل القرارات الدولية الصادرة التي تنصف الشعب الفلسطيني جزئيا لوجدنا ان اسرائيل غير مقيدة دوليا بالتنفيذ ..... بلا شك ان اختلاف الفلسطينيين على الاستراتيجية من العوامل الهامة التي بنت اسرائيل استراتيجيتها وادارتها للمناطق المحتلة بل على كل فلسطين .
استراتيجية المصالحة :-
المصالحة في مفهوم الشعب الفلسطيني مطلب وطني وفي تفسير اختلافية البرامج والاستراتيجيات امر اخر ، وبعد فشل الحوارات بين السلطة وحماس وهي امتدت لسنوات وفي غالبية عواصم الاقليم ودول اوروبية اخرى ، كان ايضا المثر الدولي والاقليمي له الضلع الاكبر في اختلاف الاستراتيجيات التي ما زالت قائمة ٌ قد تكون ظاهرة الارهاب من اهم الظواهر التي اثرت على حركة التحرر الفلسطيني والمقاومة والعامل الجغرافي لتواجد المقاومة في غزة والذي يختلف عن طوبوغرافيا اي من الثورات الاخرى ، وبالتالي ساعدت منظمة التحرير على انتشار مصطلح الارهاب دعما لاستراتيجيتها ومفهومها وبرنامجها وعدم الفصل بين مقاومة الشعوب والارهاب ، وظهور مناخات مشروع جبهة محاربة الارهاب الذي استفادت منه اسرائيل بتوثيق التطبيع مع دول الاقليم المتعددة وحشر نهج المقاومة الفلسطينية سواء علمانية او اسلامية في تعريف الارهاب والحصار ، قد تكون مصالحة تكتيكية بين المشروعين ، واستدراج لتقديم تنازلات من نهج المقاومة باشتداد الحصار والعقوبات التي تصيب 2 مليون فلسطيني ، ولذلك تنازل حماس عن لجنتها الادارية الخصه بما قاله السنوار """ ماذا يعني ان تحكم حماس وطفل لا يجد العلاج"" اما السياق الاخر فهو وثيقة حماس التي قبلت دولة على حدود 67 بدون الاعتراف باسرائيل ولكن هل يمكن ذلك اذا دخلت حماس منظمة التحرير ، قد يكون موقفها صائب في اعلانها عدم اشتراكها في حكومة السلطة ... ولكن ماذا عن منظمة التحرير وتحول برنامجها لحركة مقاومة وطنية وليست حزبية ن مما فتح شهية الحلف المضاد لان يحاول استدراجها اكثر وفي ظل متغير اقليمي واطروحات عن ما يسمى صفقة القرن التي ملامحها تبدو انسانية اقتصادية امنية لا تمنح دولة ذات سيادة ، وافقت حماس على المصالحة البيروقراطية الوظيفية الانسانية كمرحلة اولى في اطار الانتقال لمرحلة اخرى قد تستهدف تغيير وجوه النظام السياسي سواء رئاسي او تشريعي او منظمة ، ولكن تنتظر حماس بتمسكها باستراتيجيتها متغبرات اقليمية ..؟؟ ام ستقبل بما هو مطروح دوليا واقليميا والتوافق مع منظمة التحرير والسلطة على برنامج سياسي واحد اما قصة قرار الحرب والسلام فلا اعتقد الان ان هناك خيارا يمكن ان تتخذه منظمة التحرير لخيار الحرب والمواجهة .... هل يمكن ان يتوحد الفلسطينيون على خيار الحالة اليابانية والكورية والالمانية في ظل فرض اي حلول على الفلسطينيين من بناء مؤسسات قادرة على بلورة استراتيجية جديدة وواحدة تهتم بالصراع العلمي والتكنولوجي والحضاري من تنمية لقدرات المجتمع الاقتصادية والابتكارية والابداعية وشكل اخر من اشكال الصراع على هذه الارض .... نعم المصالحة مهمة ..... ولكن في غياب الاستراتيجيات تبقى تائهه ومناطق فراغ تفكك المجتمع في غياب التصور المشترك للمرحلة القادمة .
ما زالت القيادة السياسية والنظام السياسي قادر على صياغة استراتيجية واضحة وثابته يمكن الارتكاز عليها لا ظرفا ولا زمانا ولا مكانا
الفلسطينيون تائهون:-
ماذا يريد الفلسطينيون.؟؟؟ حكم ذاتي ..... كونفدراليات .. دولة مؤقته منقوصة السيادة .. اقاليم .... دولة واحدة وما هو شكلها قوميتين ....ام ديموقراطية ... ام ماذا ...... وما هو المتوفر والمطروح في سياق الوضع الاقليمي والدولي والذتي ... وهل هناك مناخات متوفرة لانطلاقة حركة تحرر جديدة بادوات واليات مختلفة عن سابقتها ....
سميح خلف