وأخيراً تحقق الحلم الفلسطيني باعلان وزير الثقافة الفلسطيني ايهاب بسيسو عن تأسيس وانشاء المكتبة الوطنية الفلسطينية في " قصر الضيافة السابق " بمدينة رام الله ، العاصمة الثقافية لفلسطين .
ويعتبر هذا القرار انجازاً تاريخيا ، ثقافياً ، وطنياً ، حضارياً ، انسانياً ، ومعلماً حضارياً هاماً في مسيرة المقاومة والنضال التحرري الفلسطيني لتحقيق حلم العودة واقامة الدولة الوطنية المستقلة ، وعاصمتها القدس العربية .
وقد تم اختيار مكان المكتبة الوطنية ليكون متأخماً لجامعة بير زيت ، وقريباً من متحف محمود درويش ، ومتحف الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات ، ومركز خليل السكاكيني .
ان قرار انشاء وتأسيس المكتبة الوطنية يشكل انتصاراً مؤسساتياً للرؤية الثقافية وللعمل الثقافي الفلسطيني ، الذي يشكل احد دعائم النضال والمقاومة ، كون الثقافة رافداً هاماً من روافد الكفاح والثورة والتحرير .
ان تأسيس المكتبة الوطنية الفلسطينية من شأنه أن يعزز الانتماء والهوية ، ويصون الذاكرة والتاريخ ، ومستودع لجمع وحفظ التراث الوطني الفلسطيني ، من كتب نادرة ولوحات قيمة ومخطوطات نفيسة تعكس حضارة شعبنا وتراثه الثقافي والعلمي ، ويعزز ايضاً فرص ومجالات العمل والتخطيط الثقافي المستقبلي ، ومن شأنه ايضاً أن يكون مقدمة لاستعادة واسترداد ما تم الاستيلاء عليه وسرقته ونهبه من كتب في العام ١٩٤٨ من قبل قوات " الهاغناه " ، ومن بيت قمر رام الله الاديب والكاتب الفلسطيني الالمعي المرحوم محمد البطراوي ، وبيت الاديب والمفكر والمربي المرحوم خليل السكاكيني في القدس ، ومن مركز التراث الفلسطيني في بيروت ابان حرب لبنان العام ١٩٨٢، حيث سلمت هذه المسروقات لمكتبة الجامعة العبرية في القدس .
المطلوب الآن العمل المكثف من اجل انجاز هذا المشروع الثقافي الوطني الاستراتيجي بدلالاته الرمزية والواقعية والمعرفية ، ولكون المكتبة تمثل بكينونتها الكل الجمعي الفلسطيني ، بالانتصار للعناصر الجمعية المكونة لادبياته وارثه الحضاري وميراثه العريق وثقافته الوطنية وهويته الكتعانية .
فألف مبروك لفلسطين هذا الانجاز الكبير الذي سيسهم في حفظ وصيانة ارث الماضي ، وستكون المكتبة الوطنية احدى المنارات الثقافية الاشراقية المضيئة .
شاكر فريد حسن