مروان البرغوثي والصفقة القادمة

بقلم: سميح خلف

اذا ما صحت الانباء على ان السنوار وعد زوجة مروان بانه سيكون على قائمة صفقة تحرير الاسرى ، فان ذلك سيصب في متجهات التغيير في اوجه النظام السياسي وزعاماته التقليدية ، وبشخصيات قوية تستطيع ان تبحر وبدعم شعبي في معركة تجسيد الدولة والمؤسسات الفلسطينية ، فالرئيس عباس الذي دخل في مصالحة مع حماس وسيطرة حكومة التوافق بل السلطة التقليدية على غزة مع تجميد ملفات شائكة كسلاح المقاومة وامنها وانفاقها ووورش التصنيع وغيره من امنيات المقاومة الى ما بعد الوصول لحل سياسي "" امني اقتصادي قد يعطي دولة بشكل ما للفلسطينيين" وهي معادلة دقيقة وحذرة لفترة انتقالية لها حساسيتها وخاصة بين متطلبات الامن للسلطة وارتباطاتها وبين متطلبات المقاومة وارتباطاتها فلن يغير شيئا ما ورد في وثيقة حماس على قبولها دوله على اراضي 67م تلك الدولة التي يستولي الاستيطان على 60% من اراضيها والقابل للتبادلية ، فترة انتقالية صعبة وحساسة ودقيقة يرى الكثيرون الحفاظ على عامل المقاومة كورقة من اوراق الضغط في المفاوضات القادمة ويبقى بديل اخر ان فشلت المفاوضات بما يحقق الحد الادنى للفلسطينيين في نطاق التصور الاقليمي الدولي .

بالتأكيد ان اي عامل نجاح لما بعد عباس والذي سينتهي دوره في الانتخابات القادمة يجب ان يتوفر شخصيتين قويتين لفتح وللمنظمة والسلطة ولهما عمق شعبي وهو عامل نجاح تبحث للوصول اليه الدول الاقليمية والدولية وهو متوفر في شخصيتين الاولى مروان برغوثي الذي حاز على اعلى الاصوات في الاستطلاعات والمحكوم بعدة مؤبدات وقاد انتفاضة الالفين وهو من اسرة عريقة وكبيرة في الضفة ومحمد دحلان الذي حاز في الاستطلاعات ما يوازي شعبية مروان برغوثي وبالمطلق غزة شعبيا لمحمد دحلان وهو لاجيء من مخيم خانيونس استطاع ان يشق طريقه القيادي في حلبة الصراع بين الحرس القديم لفتح وحيتانها واسماك القرش فيها الى ان ظهرت خطورته كرقم في هذه الحلبة فاسندوا له ادعاءات واقاويل وغيره واتهامات وتشويه كعادة تعودنا عليها في فتح عندما يحس الحرس القديم بخطورة من سلوك كادر ما على مصالحهم ، تم فصل محمد دحلان من المركزية ولكن محمد دحلان بقي يمارس دوره الحركي والريادي في فتح وفي المربع الوطني وله علاقات اقليمية ودولية وهذا ما يفتقر له مروان البرغوثي ، ولكن محمد دحلان صرح اكثر من مرة انه سيدعم ترشح مروان برغوثي للرئاسة .

حماس بدورها وعلى لسان السنوار وكما تسرب في بعض التقارير الاسرائيلية بانه وعد مصر بان لا ترشح حماس احدا منها للرئاسة .

بعد ترتيب اعمال الحكومة الوظيفية في غزة دعت مصر لاجتماع لكل الفصائل لوضع لايحة اولويات للبدء في الانتخابات الرئاسية والتشريعية ومنظمة التحرير وقد تكون تلك في منظمة التحرير الاخيرة واخر مرحلة بل بالتاكيد ان رئيس السلطة القادم وحكومته لن يكون مسؤلا فقط عن تسيير اعمال المناطق في الضفة وغزة بل لها مهام سياسية وامنية .

المهم من الارجح ان تتم تبادلية صفقة الاسرى ما قبل الانتخابات واحتمال ما بعد الانتخابات ولكن من المؤكد ان مروان برغوثي سيكون على رأس المحرريين وهو عضو لجنة مركزية في فتح الافراج عن مروان برغوثي ضرورة لمعطيات ذاتية وموضوعية ومطلب ذاتي واقليمي لاعتبارات كما قلت انه الرجل القوي شعبيا وهو يستطيع ان يحل ازمة الصراعات في الضفة على خلافة عباس ويستطيع ان يقود حلا شاملا للقضية الفلسطينية وبجانبه محمد دحلان ، ففي تصوري ان وحدة فتح ستعود بمجرد ان يخرج عباس من مهامه كرئيس للسلطة ومنظمة التحرير في الانتخابات القادمة وربما وبشكل مبكر تحقق وحدة فتح ما قبل ذلك .

مروان برغوثي ومحمد دحلان والسنوار هم عناوين المرحلة القادمة التي ستبحر بالسفينة الفلسطينية لمفاوضات الحل النهائي بادوار متكاملة في فتح والسلطة والمنظمة وفي داخل فصائلهم ، المهم ان تنجز المرحلة الانتقالية وتنتهي ثقافة الانقسام وتحل ازمات غزة تدريجيا وبمنسوب نضوج الرؤية السياسية والامنية التي ستكون فيها دول الاقليم مصر والاردن لاعبين اساسيين فيها .

اذا قد يكون احتمال ضعيف اذا ما تعثرت صفقة تحرير الاسرى الى ما بعد الانتخابات فانني استطيع القول ان ترشح مروان برغوثي للسلطة وهو داخل المعتقلات الاسرئيلية احتمال قوي وعندها ستتغير كثير من المعادلات الداخلية سواء السياسية او التنظيمية في فتح والسلطة .

 

سميح خلف