جريمة القاء قنبلة الرعب على مقهى ليوان في البلدة القديمة تجاوز لكل الخطوط الحمراء
*نرحب بكل من يستنكر العنف والجرائم، لكننا نريد نشاطا متواصلا تثقيفيا واجتماعيا ضد بؤر العنف التي تدمر الحياة الاقتصادية والاجتماعية في الناصرة* حان الوقت لإقامة هيئة نصراوية عامة الى جانب البلدية لمواجهة العنف*
******
الجريمة الأخلاقية البشعة التي ارتكبت ضد مقهي ليوان في سوق الناصرة القديم اثناء ندوة ادبية مع الكاتبة المبدعة نسب أديب حسين مساء السبت الماضي (14 - 10 - 2017)، لا تفسير آخر لها الا انه الخوف من الثقافة والخوف من التنوير والخوف من الارتقاء بالناصرة من العصر الجاهلي الى عصر يحرر العقل من التخلف ومن الجريمة المنظمة وتجارة المخدرات والخاوة ورفض التحولات التي تجعل من الناصرة بيتا ثقافيا حضاريا لكل أهلها وكل محبيها.
كنت حاضرا حين القيت القنبلة وسببت فزعا شديدا لدى الجميع وكان ان يمكن ان تؤدي لما هو أكثر خطورة ..
واجب الشرطة ان تكشف وتقمع بلا رحمة الأوساط التي تظن انها بذلك ستبقي سيطرتها على مجتمع عافها وينتظر تنظيف الناصرة من الظواهر المقلقة وغير المشروعة بكل تعدداتها.
لا تبرير للتهاون ولا تبرير لعدم الكشف الكامل عن الأيدي المجرمة وراء القاء قنبلة صدمة (פצצת הלם) الحضور اصيبوا بفزع شديد كان يمكن ان ينتهي لدى البعض بانعكاس بالغ الخطورة على وضعهم الصحي والنفسي.
هذا ليس اول اعتداء على مقهي ليوان، وسمعت الكثير من التبريرات التافهة عن رفض أوساط معينة لوجود المقهى في تلك المنطقة وكأنهم يفرضون طابو على الأملاك وعلى إعادة تنشيط الحياة في السوق.
لا يحق لأي صعلوك أن يفرض رايه وعقليته على أبناء الناصرة وعلى منهج حياتهم .. ولم يوكل الله أحدا رقيبا على الناس، وكل انسان يتحمل وزر أعماله سيئة كانت ام إيجابية، لكن الحقيقة ليست هنا، بل انتشار الجريمة داخل أوساط نصراوية تظن انها حرة في فرض سطوتها على أبناء المدينة وضيوفها وجني الأموال غير المشروعة بالترهيب والعنف اذا لم ينفع الترهيب.
طبعا كلامي واضح اني لا اتهم مجموعات من المواطنين، بل اتهم من يريدون فرض سطوتهم وجني الخاوة من تجار المدينة واعرف ان بعض التجار اغلقوا محلاتهم لأنهم يعجزون عن تلبية ما يطلب منهم من "رسوم"، هي ضريبة دخل أخرى على التجار، أحيانا تتجاوز نسبة ارباحهم التجارية.
الموضوع لا يتعلق بخلافات بين أبناء الناصرة على اختلاف انتماءاتهم الطائفية او الحزبية، كل طوائف الناصرة متضررة من تنامي العنف في المدينة، كل أبناء الناصرة بكل تعدد ثقافاتهم وطوائفهم وانتماءاتهم السياسية هم ضد العنف. السؤال: لماذا يكتفون بالاستنكار وليس بالفعل والنشاط المتواصل ضد هذه الظواهر التي تدفع مدينة كاملة الى واقع يدمر حياتها الاقتصادية؟
ألم يحن الوقت لإقامة لجنة عامة الى جانب بلدية الناصرة تساهم بإعادة الأمن والأمان لأهل الناصرة كلهم؟
الاستنكار الذي جند كل الأوساط السياسية النصراوية هو خطوة مباركة وهامة جدا، لكني آمل انها ليست مجرد زيارة تضامن وإبراز شخصيات، بل موقف اجتماعي وفكري وثقافي للعمل الناشط ضد ظواهر العنف والجريمة المنظمة.
بقلم/ نبيل عودة