بفارق من الثواني الزمنية نجا اللواء ابو نعيم رئيس اجهزة الامن الداخلي لحماس وهو الاسير المحرر من معتقلات الاحتلال ، ولكن لماذا ..؟؟ وكيف....؟ وما هو الهدف التكتيكي والاسراتيجي من تلك العملية الفاشلة والتي افشلها قدرة الله وفارق الزمن والتوقيت ن لسنا هنا جهات امنية لتحقق في الثغرات الامنية التي استغلت في تلك العملية التي كان لها ان تنجح .. وخلق نوع في توقيت صعب من خلط الاوراق وان كان من الطبيعي بالتفكير الامني والعقيدة الامنية ان توضع جميع الاوراق على الطاولة الى ان يتمكن الامن من الوصول للجهة المنفذه والمدبرة .... والقضية لا تحتاج لتأويل الان ، ولكن الحسابات في الامن الداخلي لغزة الان قد تختلف عن ما سبق حادثة محاولة الاغتيال ،.
حماس وباعتراف العدو والصديق والمحايد نجحت في الحفاظ على الامن الداخلي في غزة وتوصلت للجناة في كل عمليات الخروقات الامنية وفي وقت وجيز جدا ، ولكن هناك وبشكل مبكر يربط تلك المحاولة الفاشلة بأغتيال مازن فقهاء ومنهم من يربط ذلك بافشال المصالحة والبعض الاخر هي رسالة للسلطة بان وضع غزة غير مستقر امنيا لتمارس الوزارات فيه عملها ، كلها في مجال الاستقراء والتحليل بناء على المشهد الفلسطيني الحالي .
ولكن لماذا الان مسؤول الامن الداخلي بالذات ، ومن طرف اخر لماذا صدرت تصريحات من مسؤلي الامن الاسرائيلي مهددة للسنوار ، اعتقد ان اصحاب سياسة الانفتاح في حماس وقوة انتشار هذا النهج يمثل خطرا حقيقيا ويعطل مصالح عدة جهات منها بالطبع اسرائيل فاسرائيل لا تلعب لوحدها بل من خلال جهات مختلفة متعاونة وتتقاطع مصالحها مع اسرائيل ، فاسرائل لم تطلق صاروخا على مركبة ابو نعيم ولم تلبس طقية الخفاء لتضع العبوة ، ولكن استبعد ان تكون تلك العملية هي عملية فردية محدودة بل عملية ممنهجة لقوى مرتبة وبرغم بيان الداخلية بانه يلقي المسؤلية على الاحتلال الا انه ليس الاحتلال وحده من يريد افشال المصالحة واحداث فلتان امني في غزة متوقع عمل ممنهج طالما حذرت كثيرا في مقالاتي بان كل منعطف ومرحلة نخسر فيها من قادة الشعب الفبسطيني ابو نعيم مناضل من المناضلين الذين لن يبيعوا ولم يشتروا وكثيرا مثل هؤلاء الاخوة مطلوب استهدافه في المرحلة القادمة لمنهجية امنية الكل يدركها.
غزة والايقونة الفلسطينية كلها على ابواب مرحلة جديدة وقد اقول منعطف جديد له ابعاده السياسية والامنية والجغرافية وتعودنا في كل مرحلة ان يتم اغيالات لنشطاء الصف الاول والثاني من القيادات الفلسطينية ومن السهل ان نقول وفي كل عملية اغتيال اننا نحمل الاحتلال المسؤلية ، هذا سهل جدا ..!!! ويحفظ الملف ... ولكن حماس قد تجاوزت هذه اللغة والابجديات فهي لاحقت الجواسيس ومدبري العمليات واعدمت العشرات منهم ، مما اثار حفيظة الاسرائيليين واصدقاء اسرائيل فلسطينيا وعربيا وادانوا تلك الاعدامات وشككوا في قانونيتها .
ابو نعيم يمثل رأس القوة للاجهزة الامنية في غزة ومن البديهي المطلوب التخلص منه ، السنوار وبنهجه الوطني الجمعي يمثل رأس القوة في المؤسسة الحمساوية وجيل الشباب وهو لا ينطق الا بما يتم اقراره في مؤسسات حماس التي احدثت انقلابا على كل المعايير السابقة سياسيا وتكتيكيا واستراتيجيا ، ولن يقتصر الاستهداف في المرحلة المقبلة على حماس بل يمكن استهداف قادة ونشطاء من فصائل واعلاميين ومفكرين وعسكريين .... فأي برنامج سياسي كما ننظر للوحة والمتغير الاقليمي اصبح اي تصور سياسي او برنامج يجب ان يمر عبر المفهوم الامني للصفقة .
يجب ان لا ننظر لعملية استهداف ابو نعيم كأي عملية من عمليات الاغتيالات السابقة وفي حدودها فاعتقد ان ابعادها اكبر من ذلك ، فهناك مشاريع سياسية وهناك ثوابت فلسطينية تريد قوة ان تحافظ عليها ... ولذلك ان يبقى التحقيق في عملية الاغتيال في سرية شديدة وان لا يتشعب لاكثر من جهة وان تعلن حالة الطواريء وتامين الملاافق العامة والاشخاص الاعتباريين من قادة وكوادر واعلاميين .
غزة على مفترق طرق ورمت كل ثقلها في اتجاه المصالحة ويجب ان يكون الجميع في مستوى وحدة الوطن فالمتربصون كثر لاحياء مشاريع بديلة .... غزة تواجه العاصفة ولكن كما عودتنا بابنائها انها اكبر من الرياح العاصفة .
سميح خلف