في الثامن والعشرين من شهر تشرين الأول عام 1948 قام الغزاة الصهاينة بقصف ترشيحا بالطيران مما أدى إلى سقوطها وطرد أهلها منها واحتلالها من قبل الغزاة الصهاينة.
وفي الثاني من تشرين الثاني عام 1917 كان وعد بلفور بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين.
وما بين وعد بلفور وسقوط ترشيحا علاقة موضوعية، فوعد بلفور هو السبب الرئيس لسقوط ترشيحا واحتلالها، الذي هو جزء من احتلال فلسطين..
ومن المفارقات أن المجرم الصهيوني آبي ناتان الذي قصف ترشيحا ودمر بيوت الهواري وعمر وغيرهم تحول إلى داعية سلام يجوب على قاربه الساحل الفلسطيني داعيا إلى السلام على أرض فلسطين، بل أن هذا المجرم الذي عرف أن من ضحاياه مازالت على قيد الحياة، جاء إلى ترشيحا ليقدم اعتذاره إلى فاطمة الهواري رحمة الله عليها، لكن عروس ترشيحا وملكة جمالها فاطمة الهواري لقنت آبي ناتان درسا في التفاوض، فهو لم يستطع أن يعيد لفاطمة قدرتها على المشي، ورفض أن يعترف بجريمته خطيا، لذلك رفضت ابنة ترشيحا الشاهد الضحية على قصف ترشيحا الاعتذار الشفوي من المجرم آبي ناتان.
واليوم في الذكرى المئوية لوعد بلفور المشؤوم نطالب بريطانيا بتقديم اعتذار للشعب الفلسطيني والاعتراف بجريمتها التي ارتكبتها عندما وعدت وأقامت وطنا قوميا لليهود في فلسطين، فهل يمكن لهذا الاعتذار والاعتراف بالجريمة أن يعيد للشعب الفلسطيني حقوقه الوطنية المشروعة ، هل يستطيع أن يحقق هذا الاعتذار للاجئين الفلسطينيين عودتهم إلى بيوتهم وأراضيهم التي طردوا منها عام 1948.
لقد علمتنا فاطمة الهواري أن الضحية لا يمكن أن تقبل الاعتذار والاعتراف بالجريمة فقط ، بل أن الضحية عليها أن تطالب بريطانيا بعودة الحقوق المسلوبة إليها، ففلسطين لم تكن في يوم من الأيام أرضا بلا شعب، هي ماض وحاضر ومستقبل، واليهود ليسوا شعبا واحدا موحدا، بل هم من شعوب وجنسيات مختلفة لا يجمع بينهم سوى الدين، والدين لا يشكل شعبا ولا ينشأ قومية.
في الذكرى التاسعة والستين لسقوط ترشيحا، فإن إهالي ترشيحا المنتشرين في المخيمات الفلسطينية وفي الشتات يؤكدون اليوم تمسكهم بحق عودتهم إلى بلدتهم ترشيحا التي كانت وما زالت هي عروس الجليل الفلسطيني، ولن ينزعن أحد أيا كان من أهل ترشيحا حقهم بعودتهم إلى أرضهم،
في الذكرى السنوية التاسعة والستين لسقوط ترشيحا ننقل أمانة التمسك بحق العودة التي وضعها أجدادنا وأباؤنا في أعناقنا إلى أبنائنا وأحفادنا، متطلعين إلى اليوم الذي تتحرر فيه ترشيحا وفلسطين من نير الاحتلال الصهيوني، مؤكدين على أن فلسطين لا تقبل القسمة على أي رقم من الأرقام، وليس لها اسم سوى فلسطين، ولا هوية لأبناء ترشيحا وفلسطين إلا الهوية الوطنية الفلسطينية.
في الذكرى السنوية التاسعة والستين لسقوط ترشيحا نؤكد تمسكنا بالمشروع الوطني الفلسطيني النقيض المطلق للمشروع الاستعماري الصهيوني الاستيطاني، لا خيار لنا إلا بين فلسطين وفلسطين التي تمتد من البحر إلى النهر ومن الناقورة إلى رفح.
واليوم يجدد أهل ترشيحا ارتباطهم بأرضهم وبلدتهم من خلال تواصلهم اليوم وكل عام عبر فعالياتهم التي يقيمونها في ترشيحا وفي مخيم برج البراجنة في بيروت وفي النادي العربي الفلسطيني في حلب الشهباء، مؤكدين أن ترشيحا هي فلسطينية الانتماء والهوية الوطنية.
تحية لأهلنا المتجذرين في أرضهم في ترشيحا، المتمسكين بهويتهم الوطنية الفلسطينية، القابضين على ترابهم الوطني الفلسطيني، وتحية لكل أبناء ترشيحا في مخيمات لبنان وسوريا وفي كل أنحاء العالم الذين يؤكدون حبهم الأبدي لبلدتهم تحت شعار أنا عائد إلى ترشيحا.
سورية - مخيم العائدين بحمص
صلاح صبحية 2017/10/28