الخطايا العشر..!

بقلم: توفيق الحاج

لمن آمن ولمن كفر... كما الوصايا العشر.. في تاريخنا القبيح عشر خطايا لا تغتفر..!
هذه المرة أرجوكم قبل كل شيء ان تتنفسوا ملء الرئتين صدقا مع النفس..و ان تغتسلوا من جنابة الفكرة المسبقة الراسخة واجتنبوا كثيرا من الظن بالتبعية والتقليد وما وجدنا عليه آباءنا..!
افتحو عيونكم بني همي على اتساعها وعقولكم على مداها وقلوبكم على نقائها وغير هواها وارواحكم على فطرتها وسجيتها وشفافيتها وهداها..!.
تعالوا لنتفق او نختلف على رؤية مختلفة لانمطية للماضي والحاضر والمستقبل بعيدا غوغائية وديماغوغية القطيع وافلاس الصراخ والوعيد ودون رجم او تسفية او تخوين!
تعالوا نسمي الخطايا بأسمائها دون مواربة او خجل ونقف ولو مرة عراة امام مرايا حقيقتنا لنرى مكابراتنا وعيوبنا !
10 خطايا لا تغتفر.. اقترفناها أبا عن جد واقترفها معنا أعرابنا بكامل الارادة دون شعور بالذنب من عواقب حلت ومآس تجلت..
كانت نكباتنا في زعاماتنا اولا قبل ان تكون في فقد الارض والعرض! وبما فعلنا او فعل بنا ولدت اسرائيل ..وترعرعت وانتصرت وافترت..!ومن يجدف فيما اقول ..أظنه لايزال ظلا مقيدا بتابو أو صنم .. يستمرئ الخرافة والدجل أو سوء الفهم أوهو نائم دائم التجلي في برزج من الشعوذه و الوهم!
الخطيئة الاولى : عارالاحتلال العثماني البغيض الذي قبلناه اسلاميا فأهاننا واذلنا كعبيد طلبا للخلافة! والذي جر إلى انتداب بريطاني ابغض و الصمت العربي والدولي على(وعد بالفور) الذي نبه اليه بلاشفة الروس..! وتركه يمر اما لخوف الزعامات أو ولاءات اوخلافات و انانيات و مصالح.. او غياب وعي ...وكان على الامبراطورية المتهالكة ان تدفع الثمن وتجبر حتى بالدم على العودة عن ذلك.. لكن فيما يبدو ان الاصفر الرنان والارز لبلاد الديان! كان أشهى وألذ من قمح فلسطين!
وبدلا من ان تعتذر الشمطاء (تيريزا ماي) اليوم لشعب منكوب عن جريمة الانتداب وتعيد الاعتبارله نجدها تعلن وبكل وقاحة عن الاحتفال بفعلة اجدادها المشينة مكملة دائرة الخطيئة!
الخطيئة الثانية: إجهاض ثورة ال36 بتقاعس عربي عن نصرة عبد القادر الحسيني وانفلاش القيادة التي تحولت الى تصفيات وفرض اتاوات! وصراع الاحزاب من وطني الى دفاع والعائلات من حسيني الى نشاشيبي!يا قلبي لاتحزن
الخطيئة الثالثة : دخول الجيوش العربية المهلهلة والمتخلفة بقيادات عليا متنافرة مضحكة حيث رعونة فاروق وخيانات عبد الله وقيادات ميدانية بعقلية تركية او بعقلية انجليزية.. مما مهد لسيطرة الصهاينة على معظم فلسطين بعد الانسحاب الذل والمهين
الخطيئة الرابعة : عدم قبول المهزومين بقرار 194 لتقسيم فلسطين وتغافلوا بضعفهم عن الواقع المرير وقانون الغاب بشعارات (على النجدة هيا يارجال واخي جاوز الظالمون المدى!)
لم يكن من بينهم حكيم وبعيد نظر كامبراطور اليابان.. ولو كان لانقضوا عليه وذبحوه وعلقوه خائنا وكافرا كما كان يفعل السفاح المؤمن الحجاج! وكما فعلنا نحن فيما بعد مع( ابو رقيبة )عندما خرج عن النص وطالب بنصف الرغيف! وبالتالي ساهموا لجميع بشكل او باخر في ولادة اسرائيل وزادت الخطيئة بلة عندما ترك الفلسطينيون ارضهم خوفا على أعراضهم بوحي من مذبحة صهيونية في دير ياسين معدة لهذا الهدف وبتوجيه من قيادة المفتي الدينية المسيسة التي لا عقيدة نضالية لها والتي أساءت باختيار هتلر الخاسر في الحرب!
الخطيئة الخامسة: انشاء منظمة التحرير الفلسطينية على أنقاض 16 عاما من اللجوء وعمل فدائي مسيس وخجول تربى فيها الفلسطيني على المذلة والمسكنة وبطاقة التموين والقذارة.. ولم يرب فيها على حلم الثورة كما قال جيفارا عند زيارته لمخيم رفح ! وتحميل الشقيري المسكين الذي لايملك سوى حنجرته المسئولية وتركه وشعبه لمصيرهم ! كما يفعل الأعمام عند التخلص من اليتيم .
الخطيئة السادسة: وهي خطيئة الخطايا هزيمة حزيران بكل أبعادها وتجلياتها من قائد سياسي عظيم المجد والأخطاء اغتر بشعبه وارتكن الى شحن احمد سعيد للهمم ولم يدرك مغزى مايحيط به من الغام معادية فاستنزف في اليمن وأجهد من إخوان الأمريكان! واستعرض جيشه بالقاهر والظافر وقد ولى عليه قائدا نسوانجيا متخلفا بعصابة عسكريين تعمل لمزاج سيادته وسهراته! وكان من الطبيعي امام هذا التراخي والتهالك ان تنتصر إسرائيل بمفاجأتها في 6 ساعات ومن ورائها امريكا والغرب كله بل وبعض العرب العاربة أيضا!
الخطيئة السابعة: انفلاش المقاومة في أواخر ستينات غزة وأوائل سبعينات عمان ولبنان وما واكب ذلك من مذابح البقعة والوحدات وتل الزعتر وصبرا وشاتيلا وكان السبب أولا بكل أمانة رعونة وأنانية وغرور وعربدة القيادات الفلسطينية التي لم تتعلم من خطاياها فتجاهلت حقوق البلد المضيف .. وثانيا طبعا الكراهية والمؤامرات على الكل الفلسطيني عربيا ودوليا خاصة بعد انفراط عقد العرب رسميا بمبادرة السادات!
الخطيئة الثامنة: اجهاض الانتفاضتين الأولى والثانية فالأولى بدأت عظيمة رائعة قتلت لما سيسها الزعيم عن بعد وتحولت الى تصفيات داخلية كما حدث في ثورة 36 وربيع غزة 69 مما ادى الى مؤتمر مدريد وواي رفر ومن تحت لتحت اوسلو وصولا الى دولة من ورق على كوم بعر لها علم ومجلس تشريعي والاهم من كل ذلك بساط لاستعراض حرس الشرف!
الخطيئة التاسعة: فشل العائدين في أول تجربة حكم ولم تشفع كل تجارب القيادة في المننفى.. فلحق بنا مالحق من فساد وإتاوات حصمة وبزنيس معابر من وراء ظهر الزعيم ومن أمامه وانفلات امني وكأنا في دولة مماليك وخاصة بعد رحيله مسمما من داخل الحصن وبعد حصار بدبابات شارون في غرفتين وبتواطؤ عربي مبارك ودولي مكشوف لأنه لم يسجد للإله الجديد كامب ديفيد!
الخطيئة العاشرة : الانقسام وهو ام الخطايا ونكبة النكبات ومسؤليته الأولى وقبل الأخيرة على عاتق حماس .. الذي أسكرتها نتائج الانتخابات 2006 وطمعت في حكم عباس بالشرعية . الا إن الفتاتحة نغصوا على الحمامسة عيشتهم فبدات اشتباكات جس النبض ليطمع الحمامسة أكثر في حكم غزة أولا عسكريا بتوجيه من الخارج الذي بدأ يدعم بالمشورة و الحقائب المالية بعد الدعم بالسلاح بحرا وبرا.. وتبين فيما بعد بالتجربة والمقارنه ان شهاب الدين في الحكم أضرط فسادا وقلة دين من أخيه!
لم نكن بحاجة إلى 10سنوات عجاف لنعرف أن حلم الانقسام عند سدنة الخلافة كان فاشلا ومريعا وقبيحابامتياز!
10خطايا و10سنوات عشنا فيها 3 حروب لاثبات نجاح تجربة الربانيين قتل فيها من قتل ودمر فيها ما دمر..وما من معمر ! وأثبتت الوقائع ان حماس عسكريا نجحت في تكوين مليشيا قوية بدعم ايراني وسوري وحزب الله وسيولة قطرية تحارب وقت اللزوم وتهدئ وقت اللزوم بينما هي بالكاد كانت مؤهلة سياسيا لإدارة بلدية او جامعة أو ناد رياضي !
10 سنوات و10كبائر! مرت سوادا وظلمة وظلاما وخيبة وفقرا على شعب كان قدره ان يعيش بين ذئبين متناكفين يتقاسمان الغنيمة ويتفقان في مصالحة او غيرها على نهب قوته وإجهاض أحلامه في حياة حرة شريفة كباقي شعوب الأرض!
اللهم ارحنا من قادتنا ..وهم مصدر همنا ومصيبتنا ..وخذهم اخ عزير مقتدر فانهم لايعجزونك!


توفيق الحاج