المشهد العربي ...والخطر الإيراني !!

بقلم: وفيق زنداح

تحديات المشهد السياسي والأمني العربي ....تزداد بحدتها وخطورتها ....ومصاعب طريقها صوب الاستقرار والأمن والتطور ....في ظل سياسة المحاور والتحالفات ....والتي فرضت نفسها بحكم التدخل الايراني من جهة ....وتحديات الارهاب التكفيري من جهة أخري ....في ظل أطماع اسرائيلية لا زالت قائمة..... حتي وان كانت مجمدة لبعض الوقت .

ما جري على الساحة العربية وما تعرضت له أمتنا من مؤامرات الفوضي الخلاقة ...ومشروع الشرق الأوسط الكبير..... وما جري من أحداث ومسميات تحمل اسم ثورات وهي ليست بثورات ....لكنها فوضي وتنفيذ لمخططات تم رسمها وتنفيذها بجزء من الوطن العربي ....والجزء الأخر مهددا بخطر مداهمته .....وجزء أخر تم انقاذه بفعل صحوة شعبية ...ومؤسسات سيادية .

العراق ومنذ احتلاله من قبل الولايات المتحدة وانهيار منظومته الامنية ....وسقوط جيشه ...وما حدث على الأرض العراقية من وجود ارهابي سيطر على الكثير من الأرض العراقية وحتي الخيرات العراقية ....كانت ايران من الدول التي ساعدت العراق لمواجهة قوي الارهاب اضافة لقوي التحالف الدولي ....وقد شاهدنا العراق قد أصبح مسيطرا على أرضه ....ولم يعد يتواجد من قوي الارهاب التي هربت خارج الحدود ....ولم يعد لها وجود ....الا بقلة قليلة من الجيوب التي يسهل القضاء عليها وتحرير كامل تراب العراق وعودته سالما امنا ....ولكن للأسف الشديد يتم استبدال الاحتلال الامريكي..... باحتلال ايراني وهذا ما لايقبل ....وما يثير الكثير من التساؤلات حول ما وراء مساعدة ايران للعراق ....كما السؤال حول ما وراء مساعدة ايران وحزب الله لسوريا لمواجهة الارهاب التكفيري ....وما استطاعت سوريا أن تقوم به من مقاومة قوي الارهاب والمتأمرين عليها.... واسقاط مخططاتهم والقضاء على الجزء الأكبر منهم .

نحن العرب لا ننكر على ايران وجودها باعتبارها دولة اقليمية اسلامية.... لها كامل الحقوق كما عليها كافة الواجبات..... في اطار حدودها وسيادتها على أرضها ....وفي اطار اقامة علاقاتها مع من يرغبون باقامة مثل هذه العلاقات من دول ذات سيادة كاملة.... وليس بحالة دول تعيش حالة من الارباك الأمني .....وعدم السيادة على كامل أرضها ....ووجود قوي ارهابية تسيطر وتقتل وتخرب بالكثير من مدنها .

العراق وسوريا وما قدم لهم من ايران لمواجهة الارهاب .....كما مساعدة ايران لحزب الله وتحرير الجنوب .....لا يعطي لايران حق التدخل تحت شعار المساعدة ....ولا حتي شعار الطائفية واثارة الفتن والنزعات المذهبية .

ايران منذ ثورة الخميلي ونظرية تصدير الثورة الاسلامية ....وما شاهدته المنطقة العربية من توتر وظهور لقوي الاسلام السياسي .....والتي كان بعضها متوازنا في اطار الخارطة الوطنية الداخلية والحركات السياسية للدولة ....ومنها من خرج عن اطار القطرية الي اطار الأممية محاولا تطبيق نهجه ومعتقداته .....وما حدث بداخلهم من اجتهادات وتباينات اظهرت تنظيمات متطرفة كالقاعدة وداعش وجبهة النصرة وبيت المقدس وغيرها من المسميات العديدة ذات المنطلقات الواحدة.... والتي ظهرت على الساحة العربية وتمارس ارهابها التكفيري وما تحدثه من خراب وقتل ودمار بالعديد من المناطق العربية والذي يحتاج الي المليارات العديدة لاعادة اعمار ما تم تدميره من مدن .....وتعويض من تم تهجيرهم من أوطانهم الي حيث العراء والصحراء .

ايران تخطئ بسياساتها ....وتقديرها لحساباتها المستندة الي قوتها العسكرية وتناميها .....في ظل تعداد سكانها واقتصادها ...وهي بتلك السياسة تتجاهل قوة العرب وامكانياتهم وما يمتلكون من قدرات عسكرية متطورة .....لا يمكن أن تسمح لايران بالخروج من حدودها والتدخل بشؤون غيرها ....واستمرار مطالبتها باعادة الجزر الاماراتية ووقف دعمها للحوثيين الذي اطلقوا صاروخا كاد أن يستهدف مطار الرياض بالمملكة العربية السعودية ...كما دعم ايران للمعارضة البحرانية واحداث التوتر داخل منطقة الخليج العربي .

أحداث عديدة تجري بفعل تدخل ايراني مباشر وغير مباشر ....ليس أخرها لبنان وحزب الله ....والدعم الايراني المستمر والذي وصل الي حد السيطرة على مفاصل الحكم والمؤسسات السيادية .....مما جعل من لبنان امتدادا لمناطق النفوذ الايراني التي تهدد الامن القومي العربي ....كما تهدد الدستور الحاكم بلبنان وفق معادلة هذا البلد بكافة طوائفه ....والذي ادي الي استقاله سعد الحريري رئيس الحكومة وزعيم تيار المستقبل ....والذي تاكد من المخاطر والاخطار التي تهدد حياته الشخصية ....كما مستقبل لبنان وأمنه واستقراره.

تناقض واضح بالسياسة الإيرانية ....كما بمواقفها ما بين دعم العراق وسوريا للقضاء على قوي الإرهاب .....وما بين دعمها للحوثيين وتخريب اليمن وتهديد السعودية ودول الخليج ....وما بين دعم حزب الله لتحرير الجنوب ومقاومة المحتل ....وما بين دعم حزب الله للسيطرة على مفاصل الحكم بلبنان وتهديد الطوائف الأخرى .

مواقف ايران المتناقضة..... والتي تسير بمنهجية وفكر تصدير الثورة الايرانية ....بما يخالف المصالح القومية والعربية ....مما يزيد من حالة التوتر العربي الايراني ....ومما يتيح المجال للتهديد الأمريكي الاسرائيلي لايران والذي نرفضه بحكم أن ايران دولة اقليمية واسلامية نختلف معها ونعارض سياساتها وتدخلها ....لكننا لا نقبل بتهديدها والمساس بأمنها وسيادتها

المشهد العربي القادم.... ينظر بمخاطر اضافية جديدة ليس توقيتها مناسب وملائم للحالة العربية ....كما أنها ليست مناسبة للحالة الايرانية..... وبالتالي فان احداث المزيد من التوتر نتيجة سوء التقدير والحساب والسياسة الطائشة قد يهدد إيران بأكثر مما يهدد المنطقة العربية.... وهذا ما لا نتمناه لايران التي تتهدد صباح مساء من أمريكا وإسرائيل وعدم القبول بوجودها خارج حدود أرضها .

نحن في فلسطين نتطلع دائما لأمتنا العربية ...كما أمتنا الاسلامية والعالم بأسره بمنظور وطني قائم على أسس ومبادئ وطنية وقومية..... لا تقبل بالمساس بأمتنا العربية ....كما لا تقبل المساس بأي بلد اسلامي ....لأننا بأمس الحاجة الي الجميع والي كافة الدول التي تساعدنا وتقف الي جانبنا لأجل تحرير أرضنا وانجاز مشروع استقلالنا الوطني.

بقلم/ وفيق زنداح