دعا ضباط في جيش الاحتلال الإسرائيلي لمنع انفجار حتمي في غزة من خلال اعتماد "خطة مارشال" خاصة بها، تنجز من خلال دعم مالي دولي، محذرين من جيل جديد أكثر "تطرفا" من حركة حماس.
جاءت هذه الدعوات في مقال مشترك لمنسق أعمال الحكومة الإسرائيلية في المناطق المحتلة، الجنرال يوآف مردخاي، ورئيس إدارة الشؤون الفلسطينية في مكتبه، العقيد مايكل ميلشطاين، والمقدم يوتام أميتاي.
وفي المقال الذي نشر على الموقع الإلكتروني التابع لمعهد دراسات الأمن القومي يتم التحذير من تداعيات الأوضاع في القطاع، بدعوى أن الجيل الجديد متشدد ويعيش حالة إحباط أكثر من أسلافه. وقال الضباط الثلاثة إن استمرار الوضع الحالي يمكن أن يؤدي إلى سقوط وانهيار حركة حماس والاستيلاء على السلطة من قبل عناصر أكثر راديكالية وتطرفا "ويعتقد هؤلاء أن هناك علاقة بين الوضع المدني والاقتصادي في قطاع غزة والوضع الأمني، وأن التصعيد المستمر في الوضع من شأنه أن يعجل من خطر التصعيد بين إسرائيل وحماس.
ولذلك، يوصون بأن تدعم إسرائيل عملية واسعة النطاق من شأنها أن تجلب "أخبارا حقيقية" للسكان المدنيين في قطاع غزة، متجاهلين حصار إسرائيل السياسي منذ عقد ونيف ومسؤوليتها عن تدمير القطاع بسبب شن حروب بشعة في السنوات الأخيرة. ويشير الضباط الإسرائيليون لمسيرة يفقد فيها نظام حماس في قطاع غزة سلطته بسبب مسؤوليتها عن مدى الفقر والبطالة هناك.
ويزعم هؤلاء أن حماس تدرك أن ظهور موجة من الاحتجاجات ضدها، مثل الربيع العربي، في غزة مجرد مسألة وقت. ويصفون في مقالهم ظاهرة شائعة بين صفوف الشباب دون العشرين من العمر، يعيش معظمهم داخل مخيمات اللاجئين حالة يأس، ويفضلون عبور الحدود إلى إسرائيل من أجل أن يتم اعتقالهم، ليتسنى لهم كأسرى الحصول على وجبات منتظمة والتمتع بالدعم المالي لأسرهم من السلطة الفلسطينية وحماس، على حد زعمهم.
وبرأي ضباط جيش الاحتلال الثلاثة فإن البشرى والأخبار السارة لسكان غزة سوف تأتي من "عملية تحويل القطاع إلى بيئة نامية مع المناطق الصناعية المتقدمة والمناطق السياحية وقنوات النقل المبتكرة والبنى التحتية التي تلبي احتياجات السكان، وهي الظروف التي تختلف جذريا عنالواقع اليوم.
ووسط تجاهل لرفض إسرائيل تنفيذ خطة إعمار غزة التي أقرتها الأمم المتحدة بعد عدوان "الجرف الصامد" في صيف 2014 يقولون إن هناك حاجة إلى "خطة مارشال محلية" بروح برنامج المساعدات الاقتصادية الأمريكية لإعادة تأهيل الدول الأوروبية بعد الحرب العالمية الثانية. ويرون أن عملية الاستثمار في القطاع، يجب أن تدمج ما بين الترتيبات الأمنية والاقتصادية، وذلك من خلال الحد من الحشد العسكري لحماس وحل مشكلة المفقودين الإسرائيليين في قطاع غزة. ويعتبرون أن العملية معقدة بشكل أساسي، ولكنها ليست مستحيلة، وما ينقص من أجل تعزيزها هو حسن نية لدى أصحاب المصالح في المنطقة".