بينما كنت أمشي بأحد شوارع السعودي المؤدية لمنطقة "السوافي" لأتنسم الهواء العليل ، تلك المنطقة والتي تقع بمنطقة رفح الغربية ،وتعتبر السوافي ،من أهم معالم رفح السياحية ،ومن كبرى الأماكن التي تعتبر متنفسا رائعا للمواطنين برفح ...وما أن وصلت إلى هناك وإلا كانت الفاجعة الكبرى ،وجدتني أرى لأرض ٍ رملية جرداء زائلة قد استوت بالأرض تماما... خالية من الناس هذي المرة كانت معتمة كظلام ِ الليل الدامس ،تلك الكثبان الرملية المرتفعة، التي كانت عبارة عن تله رملية يتراوح ارتفاعها ما بين 6أمتار إلى 10 أمتار ،ما أحزنني هو فقدان ذاك المنظر الخلاب والجميل الذي كان يعج بالناس ،وبالبائعين ...فلم يكن هناك أدنى حراك بل أصبح المكان كقبور ٍ الموتى الصامتة ،وما أحزنني هو إزالة السوافي والتي تعتبر أحد المحميات الطبيعية من الجانب التاريخي ،وكانت الإزالة بمثابة تنفيذا قاسيا لإعدام أحد المتنزهات الطبيعية للناس والتي في الحر الشديد ،لا تلجأ سوى إليها ...هربا من البيوت الساخنة صيفا والمشكلة وما استفززني هو زعم البعض أن هناك مشروعا إسكانيا يعتبر في صالح الجمهور ،وآخر يقول هناك البحر كبديل ٍ لأولئك الناس ...وما ضايقني أن يجد البعض مبررا ساقطا للإزالة حيث يقول انه وبكل فخر ٍ سعيد بما تم لأنه كانت هناك حالات تم ضبطها تمس الأخلاق والشرف وتخل بالآداب العامة ...! بكل آسف نسي أولئك المتشدقون انه بتلك الفعلة النكراء نكون قد فقدنا منطقة ذات طبيعة جغرافية وتاريخية لها مكانتها وذكراها في قلوب الذين يعرفون السوافي ...وبدلا من أن نحافظ عليها كمحمية طبيعية نادرة بقطاع غزة وجدتنا ندمرها ،ونطمس معالمها ...ويبقى التساؤل الذي مازال يراودني كما يتبادر إلى ذهن الآخرين ...من المسئول عن تلك المجزرة البشعة إذا كان ليس هناك أي تنسيق ٍ مسبق بين البلدية وسلطة الأراضي ...ثم من قال أن البحر كبديل ٍ للناس والتي تأتي تلك المنطقة أي منطقة السوافي سيرا على الأقدام ،ثم هل أولئك المعذبون في الأرض ،والذين لايملكون قوت يومهم هل لديهم من المال ما يجعلهم قادرين على الذهاب للبحر ،رغم الظروف القاسية ،المهم أني رجعت للبيت وأنا أحدث نفسي ... إلى متى سنبقى نهدم التاريخ في بلادنا فنحول القمم إلى قيعان ،والى متى نقتل بسمات المساكين من أبناء شعبنا الذين وسط الحصار الظالم لا متنفس لهم رخيص ومتوفر مثل السوافي ...بعد التنفيذ ليس لي سوى أن اطلب من وزارة التربية والتعليم بإزالة أو حذف سوافي رفح من مناهج كتب الجغرافيا أو التربية الوطنية حتى نعلم أولادنا الحقيقة ...؟!
بقلم /حامد أبوعمرة