من الشخصيات السياسية التي يجدر دائماً التذكير بها ، المناضل الفلسطيني الخالد المرحوم صالح برانسي ، ابن طيبة بني صعب ، الذي امتاز بمواقفه القومية والجذرية العقائدية ، وكرس حياته للنضال والكفاح دفاعاً عن الارض والوطن والهوية ، فعانى المطلردات السلطوية والتعذيب في أقبية المعتقلات ، حيث قضى عشر سنوات في السجن الانفرادي ، وبعد الافراج عنه وضع تحت الاقامة الجبرية .
شارك صالح برانسي في انشاء " الجبهة الشعبية " ثم في تأسيس حركة " الارض " مع منصور كردوش وصبري جريس وحبيب قهوجي وراشد حسين وفوزي الاسمر والياس معمر ومحمد ميعاري ، وفي العام ١٩٩٣ قام بتأسيس مركز احياء التراث العربي في الطيبة ، واشرف على اصدار مجلة " كنعان " التي كان يحررها الاديب الراحل نواف عبد حسن . وكان للمركز اسهام ودور هام في تكريس الوعي الوطني القومي والهوية الفلسطينية من خلال اقامة المؤتمرات واصدار الكتب احياءً لذكرى أعلام الأدب الفلسطيني ومنها المجموعة الشعرية الكاملة للشاعر الراحل راشد حسين .
كذلك بادر بادر صالح برانسي الى تإسيس "الجبهة القومية الاشتراكية " مع مجموعة من المثقفين والمناضلين والقوميين الفلسطينيين .
وفي العام ١٩٩٩ ارتقى صالح برانسي الى السماء بعد مرض عضال لم يمهله طويلاً .
كان صالح برانسي ملتزماً حتى النخاع بقضايا شعبنا الفلسطيني ، وصاحب رسالة ورؤيا وطنية وباع طويل في كل عمل ثوري ووطني وثقافي مع هدوئه مظهراً الا انه كان متقداً لا يعرف المهادنة ولا المداهنة .
لمسنا فيه الصدق والتواضع والاستقامة والجرأة وحسن المسلك والنقاء الثوري والنظافة المبدئية ودماثة الخلق ، وروح الانتماء الوطني والوعي السياسي .
فيا فارس الميدان ما رحلت ولكنك بقيت رمزاً في الوطنية والثورية والوفاء القومي ، فأنت الميت الباقي .
بقلم : شاكر فريد حسن