اليوم الحوار ... والجميع بمأزق !!!

بقلم: وفيق زنداح

ساعات قليلة وتغادر الوفود الفصائلية فندق الانتركونتيننتال ذات النجوم الخمسة بكل فخامته وامكانياته وكرم ضيافته .. وجمال القاهرة ونيلها العظيم .

ستغادر وفود الفصائل بأتوبيسات فخمة ومكيفة ... حيث أحد مقرات جهاز المخابرات العامة المصرية التي ترعى الحوار بكافة جولاته .

فصائل سياسية مناضلة ... تواريخها متفاوتة .... كما ان قوة حضورها مختلف ... كما منطلقاتها الفكرية والايدلوجية متعدده ... لكل منها قاعدته الجماهيرية ... التي تزداد ... او تقل ... ما بين فصيل واخر ... كما صوت كل فصيل ... ومدى قوته وتأثيره بمجريات الاحداث .

(11) عام من الانقسام الاسود ... والاصوات متفاوتة ... والمواقف متباعده ... والتوجهات مغايرة ... والقناعات متردده ... حتى وصلنا الى صوت العقل والمنطق والحكمة ... بعد ان فقدنا الكثير من الوقت ... واهملنا الكثير من الزمن ... واحدثنا الكثير من التشوهات بصورتنا وبعلاقاتنا .

الفصائل تجتمع والمفترض ان تكون وفق الحسابات السياسية الوطنية الفلسطينية ... وليس وفق أي حسابات اخرى .

مصالح فصائلية يجب ان تحتكم ... لمصالح وطن ... لا زال ينزف من دماء أبناءه ... الذين لا زالوا على صمودهم وثباتهم وعزتهم وأنفهم ... وتطلعاتهم ... وامالهم المتجدده ... بأن تكون فصائلهم السياسية على قدر المسؤولية الوطنية والتاريخية .

قلنا الكثير حول الحوار وملفاته ... الصعب منها والسهل ... وهي بمجملها اسهل بكثير من أن نقول عنها انها صعبة ... أمام مصاعب وتحديات لا زالت تزداد وتعصف بنا على مستوى الداخل ... كما على مستوى الاقليم والعالم .

البداية تمكين حكومة التوافق ... وتعزيز ممارستها لمهامها وانفاذها للقانون وسيطرتها الكاملة ... والتزام الجميع بقراراتها ... كونها حكومة ... وليست نصف حكومة ... كونها حكومة شاملة بمسؤولياتها ومهامها وليست حكومة خدمات... او مجلس بلدي .

يجب ان نسمي الاسماء بمسمياتها ... وان نقول الاشياء بمضمونها ... وان نسعى للاهداف التي نريدها ... وان لا يكون الحديث مجرد (فض مجالس) كما يقول العامة .

وحتى اكونا اكثر صراحة ووضوح ... كما نتمنى من جميع الفصائل ان تكون ... فالجميع منا بمأزق ... والمأزق عام وشامل ... وبكافة تفاصيل حياتنا السياسية .... الاقتصادية ..... الاجتماعيه ..... الامنيه .... والانسانية .... ولدرجة تحتاج منا جميعا الى وقفة صادقة ... وحسابات دقيقة .... بكافة مقاييس القياس والتحليل والاستنتاج .

ليس من مسؤوليتنا .... كما ليس حقا لنا ... كما لغيرنا ان نقيم هذا الفصيل او ذاك ... ولكن من حقنا ... بل من واجبنا الوطني والمهني الاعلامي ان نطالب الجميع بالمراجعه ... والصراحة مع الذات ... وحتى يمكن الخروج من مأزق كل فصيل ... الى حيث الخروج من المأزق العام لكافة الفصائل وعلى كافة المستويات والصعد .

لسنا بموقف التقييم التفصيلي لهذا الفصيل او ذاك ... لكننا سنتعامل على ارضية ان الجميع من القوى والفصائل قد وصلوا الى قاهرة العروبة مصر الحبيبة .... من اجل انهاء الانقسام الاسود .. واتمام المصالحة الوطنية ... وتعزيز الوحدة ... واستنهاض الحالة الفلسطينية ... والعمل على تواريخ محدده .... لانهاء كافة الملفات المطروحة واليات تنفيذها ... دون تعطيل واعاقة من أحد .. ولحساب احد .

لا نشكك بالمطلق بمنطلقات أحد .... كما لا نشكك بالنوايا والاهداف ... لكننا بذات الوقت لنا مواقف عديده من جولات سابقه .... وبتواريخ متباعده ... اخطأنا فيها التقدير والحساب ... كما اخطأنا فيها الزمن والمكان ... كما اخطأنا بكيفية التعاطي مع الملفات التي استمرت بأغلاقها دون فتحها ... او حتى محاولة تقدمها ... وكأن الزمن لصالحنا ... وكأن كافة الاماكن لنا ... وحتى كأن اشقاءنا ليس امامهم الا قضيتنا .

حقا ان مصر الشقيقة بقيادتها الحكيمة وعلى رأسها الرئيس عبد الفتاح السيسي وبكافة الاجهزة السيادية وعلى رأسها اللواء خالد فوزي فد تحملوا ... ولا زالوا يتحملون ... ويحملون همومنا وانقسامنا ... على أمل ان نكون عند حسن ظن شعبنا ... كما نكون عن حسن ظن الراعي الشقيق مصر .

حالتنا الفلسطينية تسر كل عدو ... ولا تسر أي صديق ولا شقيق ... فالحالة الانسانية .... الاقتصادية .... الخدماتية ... وحتى على مستوى العلاقات الوطنية ... وكافة المؤسسات السياسية والخدماتيه لا زالت تتعثر ... ولا زال امامها الكثير من المصاعب والتحديات بفعل انقسام اسود ... وبفعل ثقافة متناحرة ... وفكر سياسي لا زال متباعدا ومتناقضا ... مع الحالة التي وصلنا اليها .. والتي يصعب وصفها والحديث عنها من خلال مقال .

اذا كنا نريد الصراحة بما نقول .... فالجميع بمأزق ... ولا يقل لي احد من الجالسين على طاولة الحوار... انهم براحة تامة ....وعدم مسؤولية ...عما نحن فيه ... وعليه .... وما يمكن ان نصل اليه .... وما يحيطنا ويتداخلنا من مخاطر واخطار ... لذا ... ولاجل كل ذلك ... وغيره الكثير ... علينا باستغلال الفرصة الذهبية ... والسانحة امامنا اليوم .... وخلال ساعات قادمة ... واقولها وبصراحة شديدة ... انها فرصة ذهبية .... وساعات حاسمة ... لتاريخ حاسم ... نقرر فيه ان نكون ... او لا نكون ... نستمر ... او نتعطل للابد .... علينا ان نصل الى قناعه ثابتة وراسخه ... اننا في ظل المعادلة السياسية القائمة الاقليمية والدولية ... اصبحنا الاضعف .. على الرغم ان قضيتنا هي الاكبر والاكثر عدلا ... الا انها تضعف رويدا رويدا .... في ظل معادلة غير متوازنة ... وعدالة غائبة ... وسيطرة وتحكم لقوى كبرى على رأسها الولايات المتحدة التي تحاول ان تتلاعب بنا ... وحتى ان تغلق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية ممثلنا الشرعي والوحيد ... كما تحاول عبر الاعلام العبري ان تسرب بعض المقطتطفات من مبادرة الرئيس ترامب حول حل القضية الفلسطينية في اطار الحل الاقليمي .

ونقولها بصراحة شديدة وحتى تكون الامور واضحة ... وحتى يكون بين ايدينا ما يمكن دراسته ... وتحديد الموقف حوله ... لنبقي على رأي كل منا ... حتى نتمكن من رؤية مبادرة كاملة ... تستحق الدراسة والبحث والتنسيق مع الاشقاء وعلى رأسهم مصر الشقيقة .

ما بداخلنا نعرفه ونقدره جيدا ... حتى وان كنا نحاول ان نخدع انفسنا ... وان نجامل بعضنا البعض ... لكن من حولنا وداخل منطقتنا ... والتي نحن جزء منها لها ما عليها ... وعلينا ما لنا بقدر ما نمتلك ... وما يمكن ان نؤثر به ... لاننا جزء من وطننا العربي بعمقه الامني والسياسي في ظل مفهوم الامن القومي العربي والذي نحن جزء لا يتجزأ منه ... وعليه ان نعمل وفق منظومته ... ومتطلباته واهدافه .

نعيش ظروفا صعبة وتحديات كبيرة في ظل ارهاب تكفيري بفعل مفاعيل دول وتنظيمات واجهزة استخبارات يعرفها الجميع ... ونحن امام لحظة تاريخيه لرفض كل من يمارس الارهاب .... وكل من يموله ويسلحه ويسهل تحركه ... لاننا يجب ان تكون مواقفنا واضحة وجلية ... ولا غموض حولها ... لاننا الاضعف ... ونحتاج الجميع داخل المنطقة العربية التي تواجهها الكثير من التحديات والاطماع الايرانية والتركية والدسائس القطرية والاخوانية .... كما التدخلات الطائفية ومحاولات اثارة الفتن واشعال الحرائق هنا وهناك .

أي اننا امام موقف صريح وواضح ... بما يتعلق بالقضايا العربية والاقليمية والدولية ... كما اننا بمأزق شديد .. لاننا جزء من هذه الامة التي نريد منها ان تساعدنا .. وان تقف الى جانبنا ... ونحن بحقيقة الامر بحاجة ماسة لها للوقوف معنا .

الخارطة السياسية الاقليمية ... كما الخارطة السياسية الدولية امامها الكثير من التحديات ... ولها الكثير من المصالح والحسابات ... لذا يجب ان نعيد حساباتنا السياسية وفق الحسابات الاقليمية وخاصة العربية منها حتى نتمكن من الحفاظ على انفسنا ... وصيانة حقوقنا وعدم العبث بها .

أقولها بصوت مرتفع ... أننا بمأزق ... وأننا جميعا بمأزق ... ويجب ان نخرج منه جميعا بسلام ... وبأقل خسارة ممكنة ... وبأكثر ارباح محققة .

فرصة ذهبية ... وساعات حاسمة وتاريخية ... ولكم اخوتنا ورفاقنا ان تسجلوا لانفسكم مجدا ... ضاع منكم لسنوات ... وثقة فقدتموها من شعبكم الذي صبر عليكم الكثير ... فرصتكم بوجودكم بقاهرة العروبة ورمز المواقف الشجاعه والحكيمة.... وبرعايتها الدائمة ودعمها المتواصل لفلسطين وشعبها .

مصر التي تحتضن الحوار .... وترعى المصالحة ... وتقوم على تنفيذ بنودها ومتابعتها ... لا تضيعوا الفرصة ... وأقول الاخيرة في ظل القادم ... والقادم اخطر من الواقع ... فلا تجعلوا من تضحيات شعبكم وصموده ... مجرد اسطورة تاريخيه ... لا واقع لها ولا نتائج ... اجلعوا من تاريخنا وصمودنا وحقوقنا ... وعدالة قضيتنا ووحدتنا ... رسالة فلسطينية من قلب القاهرة ... الداعمة لنا على الدوام ... ليسمعها الجميع مهما كانت العواصف والرياح العاتية ... بأننا لا نقبل بأقل من الوحدة الوطنية ... ولا بأقل من انهاء الانقسام الاسود واتمام المصالحة الوطنية ... ولا اقل من حرية شعبنا واقامة دولتنا بعاصمتها القدس الشرقية بحدود الرابع من حزيران 67 والحل العادل لقضية اللاجئين وفق القرار 194.

ارحمونا ... يرحمكم الله ... وفق الله مصر وشعبها العظيم وقيادتها الحكيمة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي .

تمنياتنا القلبية لاخوتنا ورفاقنا بالخروج من هذا الحوار ... وقد اكدوا واثبتوا للجميع ... قدرتهم على تجاوز الفئوية والمصالح الضيقة ... وتحقيق الانتصار على الذات .. على طريق انتصارنا الوطني ودحر الاحتلال عن ارضنا .

بقلم/ وفيق زنداح