ما جري في القاهرة الأخوات والإخوة هي حقيقة تداخل أطراف عديدة أسوأها الولايات المتحدة وطبعا إسرائيل المهيمنين بالفعل علي المنطقة وضعف الأنظمة العربية وأولها النظام الفلسطيني يجعل الحالة الفلسطينية تحت رحمة الجميع ورغم المعاناة الشديدة لشعبنا الفلسطيني في كل أماكن تواجده وبشكل خاص شعبنا في قطاع غزة وما تتعرض له القضية الفلسطينية من محاولات التصفية وعليه يمكن فهم الميوعة في بيان الفصائل الذي إنصاع لمواقف الرئيس والسلطة الذين يتعرضون للضغوطات ويحافظون علي مصالحهم دون إعتبارات أخري وهذا لا يعبر عن مطالب شعبنا في تسريع عملية المصالحة بالشكل المطلوب ولا يشكل منقذا للقضية والسؤال الذي يحتاج الإجابة عليه هل نجحت مجموعة من الشعب الفلسطيني سواء كان تيارا أو حزبا بعد كل هذه السنين من الفوضي والارتباك الفلسطيني أن تصبح قوة منظمة بحجم فتح أو حماس الذين أضعفوا الحالة الفلسطينية ولإحداث التوازن المطلوب للتأثير وتغيير نمط السياسة الفلسطينية وقيادة الشعب الفلسطيني ؟ وهنا نجيب أن الجسم الوحيد الذي نشأ وتكون بشكل منظم هو التيار الإصلاحي وظهر كتيار نشط وفاعل في السياسة الفلسطينية وأقدم علي خطوات جريئة بتفاهماته مع حماس ومصر وما جري من مصالحات مجتمعية علي أرض الواقع وتقديم ما يستطيع من مساعدات لشعبنا عبر علاقات قيادة التيار ورئيسه النائب محمد دحلان العربية والدولية والتنسيق مع فصائل العمل الوطني من خلال مؤسسة تكافل وما جري من نشاطات التيار وتجمعات أعضائه عبر الفعاليات والنشاطات السياسية والمجتمعية والمهرجانات حتي أصبح الناشط الأول في الخارطة السياسية الفلسطينية ولكن هل كان ما قام به التيار الإصلاحي يعد كافيا لإحداث التوازن والفعل لتغيير الحالة الفلسطينية ؟؟ هنا لابد من بيان الحقيقة بكل صراحة لأعضاء ومناصري التيار ولشعبنا أن التيار قد أنجز فعلا مهما وقويا علي الساحة الفلسطينية وخاصة في قطاع غزة أحدث تصليبا في عود التيار ولفت نظر الجمهور الفلسطيني بقوة الذي تفاعل بإيجابية مع التيار الاصلاحي وهذه الحالة لم تصبح قوة حاسمة علي الساحة الفلسطينية وتحتاج قوة فعل أكبر ومد شعبي أكبر وإستجلاب وتنظيم عناصر وأعداد أكتر بكثير من الفلسطينيين وهذا يحتاج حسما في قضية الكابح الأكبر في حركة التيار وهو إلتزام قيادته و أعضاؤه الحديدي بعدم مغادرة فتح رغم أن الاعلان عن فتح باب العضوية لكل الفلسطينيين كجسم جديد يمكن أن يحدث النطلوب كقوة أكبر وفاعلية أكبر لإحداث للتوازن في الخارطة السباسية الفلسطينية وعندما تحسم الانتخابات لصالح التيار ستعود فتح بمجملها وحدة واحدة إن أرادوا ولا قلق لمن يتمسكون بالتواجد في التنظيم الأم وعليه لابد من قيادة التيار التداعي لإجتماع موسع لبحث قضية الخط الجديد للتيار لتعزيز قوته وعندها يمكن للتيار وضع خطة كفاحية تعتمد علي الانتشار الأوسع والقوة الأكبر في الساحة الفلسطينية والحوار أو المعارضة القوية لحماس وعباس لإجبارهم علي الانصياع لرغبات الجماهير حيث يفتقر الواقع الفلسطيني لهذا العامل الغائب عن الساحة ويترك فراغا لابد أن يمتلئ بقوة من تيار صاعد جديد في الساحة والذي لم تملأه حتي الآن الفصائل الأخري مجتمعة.. هذه دعوة لإنقاذ الوطن والقضية وليست كما سيصورها البعض كدعوة للإنشقاق في زمن الإفلاس الكبير والتمني بعودة ما لن يعود إلا بعمل عقلي وعلمي مختلف الشكل والمضمون وبعيدا عن ثقافة القطيع في الساحة الفلسطينية. فلن تعود فتح ولا حماس كما كانتا ولن تعود الساعة إلي الوراء ونحن في عصر عربي وإقليمي ودولي جديد ويحتاج ذكاء خارقا لا قطيعا غارقا فيما لا يفيد.
بقلم/ د. طلال الشريف