يلتقي اليوم بمنتجع سوتشي بروسيا الدول الضامنة لعملية أستانا ....روسيا وايران وتركيا ....وما تمخض عن اجتماعهم من اتفاق حول عقد مؤتمر وطني بموسكو ... والذي يأتي اجتماعهم ما بعد لقاء الزعيمين بوتين والرئيس السوري بشار الاسد والذي جاء اجتماعهم الهام بمرحلة خطيرة وهامة تمر بها المنطقة بصورة عامة.... وسوريا بصفة خاصة ....في ظل أوضاع متوترة داخل لبنان .....وواقع تقدم الجيش العربي السوري .... وزيادة المساحات المسيطر عليها ....في ظل تقهقر الجماعات التكفيرية الارهابية ....وليس أخرها تحرير منطقة بو كمال على الحدود السورية العراقية .
الجيش العربي السوري يتقدم بخطوات ثابتة ...وبضربات قوية من الجو والبر ضد الجماعات الارهابية بكافة مناطق وجودها والتي أضحت بجزء بسيط يقل عن 10 بالمائة من الارض السورية .....في ظل استمرار تقدم وسيطرة الجيش السوري على ما يزيد عن 70 بالمائة ...وما يقارب 20 بالمائة تحت سيطرة قوي سوريا ديمقراطية وكردية .....والجماعات الارهابية لا زالت تتواجد بأقل من عشرة بالمائة من الاراضي السورية في ظل تدخلات واحتلال تركي ببعض المناطق .
جاء لقاء الزعيمين بوتين والاسد لبحث المبادي الاساسية لتنظيم العملية السياسية بتسوية الازمة السورية في ظل تأكيد الرئيس الروسي بوتين عن ثقته بما تحققه سوريا من مكافحة الارهاب .....كما تأكيده أن الرئيس السوري بشار الاسد على استعداد للعمل مع كل من يريد السلام والاستقرار .
روسيا بزعامة بوتين وقد نجحت والي حد كبير في فرض أجندتها السياسية والامنية بخصوص الملف السوري ....رغم أنف التحالف الشيطاني التي تزعمته أمريكا مع بعض أقزام الاقليم مثال قطر وتركيا والتنظيم الدولي للاخوان ....والذين عملوا بكل أموالهم وتسليحهم وتحركاتهم السياسية والاعلامية على اثارة المنطقة والعالم ضد سوريا ونظامها السياسي ....وحتي يمكن أن تركع سوريا وتفتت وتقسم ما بين طوائفها في ظل مشروع الشرق الاوسط الكبير والفوضي الخلاقة .....والتي أفشلتها سوريا بقيادة الرئيس بشار الأسد ....كما أفشلتها مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي .
روسيا بزعامة بوتين وقد أكدت على أنها لن تتراجع .....ولن تخطئ مرة أخري.... عندما سمحت ببداية ما يسمي بثورات الربيع من سقوط بعض الأنظمة ....واحداث الفوضي داخل العديد من الساحات العربية ....لتؤكد روسيا بزعامة بوتين أنها لن تتخلي عن حلفائها الاستراتيجيين..... وانها ماضية بما يخدم أهدافها الاستراتيجية للوصول الي المياه الدافئة....لمحاربة الإرهاب من منابعه قبل ان يصل الي الاراضي الروسية .
الرئيس الروسي بوتين والذي أجري اتصالاته العديدة مع بعض زعماء المنطقة لوضعهم أمام لقاء سوتشي مع الرئيس الأسد ....والذي يفتح المجال لتحرك سياسي وخاصة مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسى .....حتي يكون ملف الازمة السورية على طاولة أي لقاء اقليمي أو دولي .....بعد أن فشل الارهاب والجماعات التكفيرية ....وما يسمي بالمعارضة السورية من تنفيذ مخططاتهم .....وبعد أن فشلوا في الميدان كما فشلوا في توحيد أنفسهم على طاولة الحوار .....كما هو جاري اليوم بمؤتمر الرياض 2 للمعارضة السورية .
سوريا وقد وجدت بالحلف الروسي الاستراتيجي قوة اضافية .....تزيد من مقومات قوتها .....بعد أن فقدت حليفها العربي .....والذي كان بعضه متأمر على سوريا ...وعاملا على تخريب استقرارها وأمنها .
العرب اليوم ....أمام سوريا التي استطاعت مواجهة الجماعات الارهابية ...ومحاصرتها بأقل مساحة ممكنة بعد أن تم القضاء على الجماعات الارهابية بالعراق .....حيث أصبحت تلك الجماعات محاصرة بمساحة ضيقة ....وبغطاء تركي لمجموعات داعش.... وجبهه النصرة ....وحتي غطاء اسرائيلي في المنطقة المحاذية لهضبة الجولان حيث جبهة النصرة والدعم الاسرائيلي لها .
لقد أثبتت روسيا بقيادة الرئيس بوتين بأنها صديق استراتيجي لسوريا .....وللعديد من الدول العربية وأنها بالأزمات تقف بصورة فاعلة وجادة .....وهذا ما أثبته التاريخ عبر عقود طويلة منذ الاتحاد السوفيتي السابق وحتي جمهورية روسيا الاتحادية بزعامة بوتين .
لقد أثبتت سوريا بقيادة الرئيس بشار الاسد أنها تمتلك من مقومات القوة والارادة ما يمكنها من مواجهة أكبر تحالف شيطاني .....عمل بكافة الطرق والوسائل على دعم بعض الجماعات التي تسمي نفسها معارضة ....لكنها بالحقيقة مجموعات ارهابية..... ارادت أن تنال من سوريا وشعبها ووحدة ترابها ....سيادتها وأمنها واستقرارها .....الا أن سوريا القيادة والجيش العربي السوري ......كان قادرا على المواجهة وعلى اعطاء الدروس .....التي جعلت من تلك الجماعات الارهابية تهرب وتتراجع .....وتحاول انقاذ نفسها من خلال اتفاقيات لاجل الخروج الأمن .
لقد هربت قوي الإرهاب ومجموعاته من العراق ....فلم تجد الا سوريا .....التي استطاعت أن توجه لها الضربات حتي تهرب وتتراجع .....فالي أين ذهبت تلك الجماعات والمجموعات الارهابية ؟! ......هذا ما سوف تثبته الايام والاشهر القادمة .....وعندها لكل حدث حديث .
بقلم/ وفيق زنداح