جوقةٌ بِلا ضَجيج

بقلم: بثينة حمدان

ها أنا أنطِقُ داخلَ صمتي،

أُحِب صمتي

أَمقُت صمتي!

تَنسِجُ وِحدتي سداً

تَنسِجُ ألَماً وفُراقاً..

يدعَكُ صمتي سجاداً عجمياً

فيهتريء!

يتَخَبّطُ في الطينِ

فيتطايرُ كحبّات الرمال!

الصمت والوحدة يَدُسّان لهيبهما

في قلبيَ الغض

وينامان..

مثل عصافيرَ لا تلتقي إلا مع انحناءاتِ الفصول

طواويس لا تفرد ريشَها للغريب.

ينامان..

مثل ظلال حبات الندى

وظلال حبات السكر

وظلال الجليد..

وهذه كلها لا ظلال لها!

أما أنا!

أنا فقدتُ ظليَّ

فانكسرتْ قامَتي الندية،

واندثرت.

تسلقَتْ شجرةَ السرو،

التقطتْ ظِلّها وقفزتْ،

وقعتْ واقفةً،

خلفها هذه الظلال،

أصوات، غناء، قَفَزَات..

ضحكات كرتونية..

إنها هي

وإنهم هم

جوقةُ الغَدِ القادم

جوقةٌ بِلا ضجيج

جوقةٌ بلا ضجيج

بلا ضجيج!

بقلم/ بثينة حمدان