نميمة البلد: بيان جلسة المصالحة الفارطة

بقلم: جهاد حرب

كتب الصديق وائل بعلوشة من قطاع غزة على صفحته "الفيسبوك" تعليقا على نتائج حوار القاهرة الأخير “ يا بشوات يا اصحاب المعالي و السعادة... اللي بياكل الضرب مش زي اللي بِعِدْه... ارفعوا العقوبات، وفهمونا لوين رايحين،،، ايش بالنسبة للمعبر والكهرباء والصحة و هادي الاشياء اللي مش استراتيجية بالنسبة الكم، بس بالنسبة النا هي حياتنا.... آسفين ع الازعاج". هذا التعليق هو لسان حال المواطنين الفلسطينيين الواقعين في عنق قطاع غزة بين حصار وحصار لا تفارقه معاناة. فمن خلفهم حصار ومن اماميهم حصار ومن فوق رؤوسهم حصار وتحت اقدامهم حصار.

صحيح أن شعار جلسة الحوار الوطني في القاهرة "لا للفشل لكن النجاح محدود ونسبي" لكن البيان لم يرقَ لمستوى توقعات المواطنين المتدنية، وليس إلى مستوى آمالهم بإنهاء الانقسام وعودة الوحدة الوطنية وبدء انتعء معاناة الناس هناك. بيان جلسة المصالحة الفارطة لم يلامس حاجات المواطنين أساس وجود هذه الفصائل وسلطة الحكم. ما يشير الى أنها لم تعد قادرة على فهم وتقدير حاجات المواطنين.

تغرق الفصائل الفلسطينية في شكليات النقاش والحوار على حساب المواطنين المقهورين في قطاع غزة وجاء البيان على شاكلتها. بل ان الفصائل الفلسطينية عادت من القاهرة "بخفي حنين" فلا اتفاق على جدول زمني واضح ومحدد؛ فيما عدا ما يتعلق ببند اجراء الانتخابات الذي نص على اجرئها حتى نهاية العام 2018 لكن الصيغة التي كتب بها هذا فضفاضة ولا توحي برغبة القبول بالإرادة الشعبية عبر الانتخابات.
بيان جلسة الحوار الفارطة في القاهرة يشير بوضوح إلى ان الفصائل الفلسطينية الغائبة عن معاناة المواطنين في قطاع غزة اليوم هي أصلا غائبة لدى المواطنين. في المقابل أي تغيير يحتاج الى حركة شعبية واسعة لفرض الاجندة الوطنية على المسيطرين في الحكم وعلى الحكم.

جهاد حرب