ونحن نقلب في صفحات التاريخ ففي الـ25 من شباط/ فبراير 1994، فجر يوم الجمعة الذي صادف الـ15 من رمضان، نفذ الإرهابي باروخ غولدشتاين، المجزرة البشعة بحق الفلسطينيين، عندما دخل عليهم غولدشتاين للحرم الإبراهيمي الشريف في الخليل وفتح رشاشه، مطلقا النيران، بشكل عشوائي على كل المصلين الذين تواجدوا حينها، وانتهت فصول المجزرة بالانقضاض على المستوطن الإرهابي، غولدشتاين وقتله. بعد ان قضى 29 من المصلين نحبهم وارتقوا شهداء وإصابة مائه وخمسون من المصلين.
ونحن نستعرض الهجوم على مسجد الروضة كما يرويه شهود عيان فقد فجر الإرهابيين المسجد ثم أجهزوا بالرصاص على المصلين ومنعوا عنهم الإسعاف ، ونقلت وسائل إعلام مصرية عن شهود عيان على الهجوم قولهم، إن "إرهابيين اقتحموا مسجد الروضة، وفجروا عبوة ناسفة بمحيط المسجد أثناء أداء الصلاة، وتسبب الانفجار في مقتل وإصابة عدد من المصلين وتلفيات بالمسجد". من جانبه، قال عضو مجلس النواب المصري، مصطفى بكري إن "الإرهابيين كانوا ملثمين وطوقوا المسجد أثناء الصلاة، ودخل عدد منهم يرتدون أحزمة ناسفة وسط المصلين"، وأضاف أن "من استطاع الهروب من داخل المسجد اصطادوه بالأسلحة الآلية من خارج المسجد.
هذه الثقافة الاجراميه في القتل واستهداف المدنيين في المساجد هي نتاج ثقافة اليمين المتصهين وهي بالتوصيف لا تختلف عن جريمة غولدشتاين اليميني الصهيوني المتطرف وتعطشه في سفك دماء المسلمين.
ويبقى السؤال هل الجريمة التي استهدفت مصر باستهداف مسجد الروضة في شمال سيناء وقتل المئات من المدنيين الأبرياء وجرح المئات ، هي بمثابة رسالة للقيادة المصرية ، بحيث هذا الاستهداف وهذا الإجرام قد جاء ردا على موقف مصر ورفضها للانخراط في تحالف محاربة حزب الله وإيران وهل هو رد على الديبلوماسيه المصرية التي تنشط من وراء الكواليس.
هل هناك انزعاج دولي وعربي وإقليمي لعودة الدور المصري الإقليمي وسحبه لذرائع فتيل الصراع في لبنان ودور مصر بإقناع الحريري لتعليق استقالته دعما لأمن واستقرار لبنان.
وهل جاء التفجير الإرهابي ردا للدور الذي تلعبه مصر في رعايتها للحوار الفلسطيني وإنهاء الانقسام وهي ترعى تنفيذ الاتفاق بين فتح وحماس.
لا يوجد من تفسير للإرهاب والقتل الذي استهدف الأبرياء في مصر سوى أن مصر عادت لتلعب دورها الإقليمي والعربي ، وهذا يزعج أقطاب إقليميه وعربيه خاصة وان مصر تلعب دور في تهدئة الأوضاع في سوريا وهناك تنسيق سوري مصري حسب تسريبات إعلاميه وصحفيه.
الاستهداف لمصر بمحاولة زرع الإرهاب قد يكون بهذا التحول للدور المصري بحيث مصر باتت مستهدفه بالإرهاب من الدول الراعية للإرهاب.
جريمة مسجد الروضة في شمال سيناء تعود بنا لجريمة غولدشتاين التي ارتكبت في المسجد الإبراهيمي في الخليل وذهب ضحيتها في حينه العشرات.
وان استهداف المساجد وأماكن العبادة فكر مستورد وهي ثقافة تعبر عن التطرف والإجرام ، ولا بد من أن نعود للذاكرة ونربط الفكر الداعشي بفكر غولدشتيان وتنظيمه الإرهابي لنجد قاسم مشترك بالثقافة الفكرية للمتطرفين الذين جميعهم ينتمون لمدرسة الفكر اليميني المتصهين وهي الفئة التي ترى بان دعم إسرائيل هو أمر الهي وهذا الفكر لليمين المتصهين يحتكم في فكره وتوجهاته الايدلوجيه لكتاب العدل الإلهي المسيحي وهو فكر يستند للتطرف وإحداث الفتن والاضطراب ضمن فكرهم وتصورهم للفوضى ألخلاقه وهؤلاء أصحاب الفكر المتطرف عادوا بعودة ترامب للحكم خاصة وان جورج بوش الابن هو من أرسى دعائم فكر اليمين المتصهين في الاداره الامريكيه وزرع ثقافة الموت والقتل والفوضى ابتدأت باحتلال العراق وأفغانستان وبالتالي خلق داعش والنصرة ومنظمات الإرهاب وإلباسها ثوب الإسلام ، لكن وبالحقيقة فان هذا الفكر مستورد من فكر المتطرفين لليمين المتصهين فكر غولدشتاين وجيبتسونكي وغيرهم الكثير ممن يرى أن الإرهاب وزرع الرعب في العالم العربي هو ما يحقق امن إسرائيل ويرسخ وجودها وهيمنتها على المنطقة.
جريمة شمال سيناء والتي ذهب ضحيتها العشرات من أبناء الشعب المصري هي جريمة يندى لها جبين البشرية وان الذين خططوا ونفذوا ومولوا هم ليس ببشر وإنما هم وحوش بشريه من نسل المغول والتتار آكلي اللحوم البشرية وإذا كان هؤلاء يدعون أنهم مسلمين ويحاولوا أن يتغطوا في الدين الإسلامي فالإسلام براء من هؤلاء ألقتله المجرمين ولا يمكن لهؤلاء المجرمين أن ينتموا لدين أو مله مهما كانت فهم قتله مجرمين خارجين عن كل الأديان السماوية جميعها التي تحرم القتل وكيف إذا كانت الجريمة بقتل الآمنين في مساجد الله
إن ديننا الإسلامي هو دين الاعتدال والوسطية ، وإذ نستعرض في مقالنا هذا بحيث نجتزئ بعضا مما جاء في خطبة الوداع للرسول الكريم محمد صلى الله عليه وقد نهانا عن القتل وبين لنا طريق الإسلام ، حين قال " أوصيكم عباد الله بتقوى الله وأحثكم على طاعته وأستفتح بالذي هو خير. أما بعد أيها الناس اسمعوا مني أبين لكم فإني لا أدري لعلى لا ألقاكم بعد عامي هذا في موقفي هذا. أيها الناس إن دماءكم وأعراضكم حرام عليكم إلى أن تلقوا ربكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا – ألا هل بلغت اللهم فاشهد، فمن كانت عنده أمانة فليؤدها إلى من ائتمنه عليها.
أيها الناس إنما المؤمنون إخوة ولا يحل لامرئ مال لأخيه إلا عن طيب نفس منه – ألا هل بلغت اللهم فاشهد.
فلا ترجعن بعدى كافراً يضرب بعضكم رقاب بعض، فإني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا بعده: كتاب الله وسنة نبيه، ألا هل بلغت ... اللهم فاشهد.
أيها الناس إن ربكم واحد وإن أباكم واحد كلكم لآدم وآدم من تراب أكرمكم عند الله اتقاكم، وليس لعربي على عجمي فضل إلا بالتقوى – ألا هل بلغت....اللهم فاشهد قالوا نعم – قال فليبلغ الشاهد الغائب.
ونحن نستعرض كلمات رسول الله صلى الله عليه و سلم ونبحث في القران الكريم نجد أن هؤلاء الذين يرتكبون جرائمهم ويحاولون أن يلبسونها ثوب الإسلام ، الإسلام براء منهم لان دم المسلم على المسلم حرام والقتل والإجرام ليس من الإسلام ولن يكون وهو ابعد عن عقيدة المسلمين مما يتطلب من علماء ألامه الاسلاميه ومفكريها وأصحاب الفكر بضرورة التصدي ومحاربة المتطرفين المتعطشين لدماء المسلمين وقتلهم للأبرياء خدمة لمشغليهم الذين يستهدفون امن واستقرار المسلمين لتشويه صورة الإسلام والمسلمين.
بقلم/ علي ابوحبله