اعتبر وكيل للموساد سابقا والمؤرخ حاليا، جاد شيمرون، أنه لا شيء يجمع بين السعودية واسرائيل عدا عن ما وصفه بأنه "الشيطان المشترك"، فقال إن "اسرائيل تعتبر دولة متقدمة وعلمانية بينما السعودية هي دولة محافظة ومتخلفة، ولا يجمعهما أي شيء".
وفي مقابلة عبر قناة "i24NEWS" الإسرائيلية قال جاد شيمرون ردا على أقوال المحلل علي واكد، الذي وصف انطلاق قطار تطبيع العلاقات بين اسرائيل والدول العربية، إنه يتفق معه، مؤكدا "أن السعودية هي محرك هذا القطار، بالنسبة لاسرائيل والسعودية لا يوجد أي شيء مشترك، اسرائيل هي دولة متقدمة، غربية، علمانية الى حد ما، السعودية هي دولة محافظة ومتخلفة بالكثير من الشؤون. عدا عن النفط لا شيء لديهم". مشيرا الى أن الذي يقود الاقتصاد هم العمالة الأجنبية الذين يبلغ عددهم نحو 10 مليون شخص.
وأوضح أنه "كل ما لمسته يدا السعودية فشل وخرب. دعموا المعارضة السورية ففشلت، تدخلوا في اليمن وفشلوا، لربما نجاحهم الوحيد هو في لبنان حيث يتحكمون اقتصاديا. في السنوات الأخيرة السعودية هي قصة فشل كبيرة، وفهموا أنه يجب تغيير الاتجاه".
وتابع شيمرون، "السعوديون عارضوا قيام دولة اسرائيل في عام 1948، وفي عام 1967 (حرب الأيام الستة)، وفي عام 1973 (حرب الغفران)، وحتى أنهم قاطعوا مصر عندما وقّعت على معاهدة السلام مع اسرائيل عام 1988، ولكن مع مرور السنين فهم السعوديون أن الوضع تغيّر". وأوضح أنه اذا نظرنا الى مبادرة السعودية من العام 1998 كانت تشمل ثمانية بنود تتحدث عن القضية الفلسطينية، بينما اليوم لا يتحدثون عن الموضوع البتة، كما قال.
واختتم أقواله بالقول: "اليوم يوجد شيطان مشترك لهذا يوجد محور مشترك، ولكن كما ذكرت من ناحية سياسية لا شيء مشترك. ولكن عندما يكون العدو مشتركا نضع يدنا بيد ونتعاون"!
في الشرق الأوسط يمنع أن نقول أن هناك أمر غير محتمل. في الشرق الأوسط كل شيء محتمل". هذا ما أكده المؤرخ ووكيل الموساد السابق جاد شيمرون في منطلق رده على سؤال حول العلاقات السعودية الاسرائيلية السرية.
فأكد شيمرون أنه كان هناك تعاون في الماضي ولكنه انحصر بأمور نقطية فقط، ولكن "العلاقات الاقتصادية بين اسرائيل والخليج قائمة منذ سنين. بإمكانك شراء منتجات غذائية اسرائيلية في السعودية وقطر والبحرين، ويمكنك شراء الموز الاسرائيلي في الرياض، وشرب المياه المحلاه الاسرائيلية الصنع في السعودية، ولكن دون أوسمة، هذا ليس بجديد".
وتابع شيمرون قائلا "ولكن عندما توجد أسس اقتصادية وعسكرية، ربما يقول شخص ما أنه حان الوقت لتوحيد الجهود وضرب ايران. لأنه كما تعلم يوجد تحالف يدعو الى إعادة التفاوض على الاتفاق النووي من جديد، والولايات المتحدة من بينها"، منوّها الى أن اسرائيل رفضت الاتفاق النووي، وكان مطلبها اعادة التفاوض على الاتفاق.
وأكد شيمرون أنه لن تكون هناك حربا مباشرة "لست واثقا أننا سنرى مواجهة عسكرية مباشرة، بنظري ستأتي الحرب عن طريق أذرعها، وبالوكالة، كما يتم في سوريا ولبنان وفي كل مكان يتواجدون فيه، وبالطبع إنهم سيعملون ضد حزب الله".
كما تحدث شيمرون عن التعاون بين اسرائيل والسعودية، فعلى سبيل المثال عندما تحطمت سفينة تابعة للبحرية الاسرائيلية على شاطئ في السعودية عام 1981، وفي عام 1973 عندما قامت طائرة سعودية بالهبوط في مطار اسرائيلي دون أن تعرف ذلك، وتم إرجاعها دون ان تجرِ ضجة كبرى حول الموضوع.
وذكّر المحلل السياسي علي واكد أنه بما يخص العلاقات الاسرائيلية السعودية، لم تكن هناك أي ضجة سعودية حول قيام ترامب بالإقلاع بطائرته من الرياض الى تل أبيب، وأنه لم يكن هناك أي نفي رسمي سعودي لزيارات المسؤولين السعوديين الى اسرائيل، مؤكدا أن النفي كان فقط عند الحديث عن زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الى اسرائيل، وحتى حينها لم يصدر أي نفي لزيارات مسؤولين آخرين.
أما بالنسبة للصفقة ترامب، أكد واكد أن ترامب يعتبر أن تطبيع العلاقات بين اسرائيل والسعودية كجزء هام من صفقة السلام الاقليمية التي تحدث عنها.
وتحدث شيمرون خلال اللقاء عن احتمالية أن تنضم اسرائيل للتحالف العسكري الذي تقوده السعودية، فأكد أنه بالرغم من أن المجتمع العربي والدول العربية تفهم اليوم أن المثل القائل "عدو عدوي صديقي" صحيحة، الا أنه في الوقت الراهن، فإن أي تحالف بين اسرائيل ودول عربية ينحصر فقط بالأقوال.