مخاطر المسار السياحي الإسرائيلي الذي سيمر بالضفة والجولان

حذر الخبير في شؤون الاستيطان والانتهاكات الإسرائيلية عارف دراغمة، من مخاطر مُصادقة الحكومة الإسرائيلية على تدشين مسار سياحي يمر بالضفة الغربية والجولان، والذي من شأنه أن يساعد في الاستيلاء على المزيد من الأراضي، ويطمس الهوية الفلسطينية.

وقال دراغمة لمراسل "وكالة قدس نت للأنباء"، اليوم الإثنين، في معرض تعقيبه على مصادقة الحكومة الإسرائيلية، على مسار سياحي، يمر بالضفة الغربية وهضبة الجولان المحتلتين: "هذا المسار يأتي لكي يكون هناك للمستوطنين طريق لطمس الهوية الفلسطينية والاستيلاء على الأراضي، خاصة في مناطق الأغوار، التي تهود يوميًا، ويبني بها المستوطنون، في قرى :"سويدا، وخلة حمد، والساكوب".

وأضاف دراغمة : "الانتهاكات الإسرائيلية مُتكررة ومُتنوعة في الضفة الغربية وغيرها؛ وهي سياسات متواصلة ومتنوعة تهدف لبناء المستوطنات، وتقويض المواطن الفلسطيني، وطمس الهوية الفلسطينية في المواقع التي سيكون فيها المسار".

وتابع : "هي سياسة مُبرمجة، عندما يرمي الاحتلال هنا يريد هناك؛ فهذه سياسات متواصلة نعرفها جيدًا، (عندما يُصادر دونم مثلاً ويرحل مواطن فلسطيني، لأجل تدريبات لجيشه نعرف تمامًا أنه يريد ترحيله بالكامل، ويُخلي الأرض للمستوطنين والمعسكرات".

وحول ما إذا كانت هذا المسار ومشاريع أخرى رديفة له، من الممكن أن تعرقل ما تُسمى "بعملية التسوية"، شدد دراغمة على أن عملية التسوية انتهت منذ أكثر من عقد، وما نشاهده يوميًا على الأرض يدل على أن الاحتلال الإسرائيلي ولا حتى أي إسرائيلي يريد السلام بالمنطقة.

وواصل حديثه : "هكذا مخططات ومشاريع ستُعرقل أي محاولات لصالح السلام؛ وما يُشاهد على الأرض ليس سلامًا، بل عمليات قتل ومصادرة وتهويد كل شيء بالضفة والقدس والداخل والأغوار وغيرها".

وجاءت الموافقة على المسار خلال جلسة الحكومة الإسرائيلية الأسبوعية، بناءً على طلب من وزير السياحة الإسرائيلي يريف لفين.

وكانت الحكومة الإسرائيلية امتنعت في السابق عن الموافقة على تغيير المسار تجنبًا لضغوط دولية قد تفرضها الدول على إسرائيل، التي لا تعترف باحتلالها لأراضي الضفة الغربية والجولان السوري.

وبين دراغمة إلى أنهم شاهدوا مسارات كثيرة من هذا النوع، وهو موضوع سياسي بحت، يعني "يُشاهد المستوطنين هذه الأراضي ويحتلوها، بالتالي يقوموا بعمليات زيارة متكررة بعد اتمام بناء المسار، كما حدث في الأغوار والمغطس في أريحا ودير عجلة، وما يُسمى خط 90 الذي تم بناءه على الحدود الشرقية مع الأردن".

وشدد على أن إسرائيل تضرب بعرض الحائط كافة القرارات الدولية، عندما تهدم خيمة على رأسه ساكنيها تتحدى بذلك كل القرارات الدولية، وبالتالي تُحيك مأرب سياسية لصالحها ربما تريد الحصول على شيء مقابل المسار، فهي تقوم بعمليات هدم واستيلاء وكل شيء يوميًا دون الرجوع للمحافل الدولية.

وفيما يتعلق بكيفية مواجهة هذه المخططات والمشاريع من قبل الفلسطينيين، قال دراغمة : "الفلسطينيين يعولون على المحافل الدولية، وهي تقف لصالح الاحتلال، لكن ربما سيرفعوا قضايا بهذا الشأن، ولا حولة ولا قوة لهم، سوى ذلك".

وينتظر المشروع الذي تبلغ تكلفته  "10 ملايين شيكل إسرائيلي" الموافقة على الميزانيات التمويلية، ومن ثم سيقدم عدد من الوزراء برئاسة وزارة السياحة التوصيات اللازمة لتنفيذه خلال 120 يومًا.

ونوهت وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى أن للقرار الإسرائيلي أبعاد سياسية تتعلق بضم إسرائيل للأراضي المحتلة عام 1967 إلى حدودها.

المصدر: غزة - وكالة قدس نت للأنباء -