أزمة القائمة المشتركة

بقلم: شاكر فريد حسن

لا يختلف اثنان أن القائمة المشتركة هي انجاز استراتيجي للعمل السياسي والوطني الجماعي ، واطار وحدوي واسع للجماهير العربية الفلسطينية وقواها السياسية وحركاتها الوطنية والاسلامية ، ومجرد وجودها يؤرق المؤسسة الاسرائيلية الحاكمة التي تسعى الى ضربها وترويضها وتفتيتها وتفكيكها ، وعليه فان الحفاظ على القائمة المشتركة بمركباتها هو ضرورة ماسة وحاجة وطنية من الدرجة الأولى بغية مواجهة التحديات الراهنة والوقوف بوجه المخططات السلطوية التي تستهدف الهوية والوجود الفلسطيني والارض الفلسطينية .

ولكن هناك الكثير ما يقال عن أداء القائمة المشتركة ككتلة واحدة متماثلة ومتآلقة ، والتربص الذي ينتظره كل من الحلفاء والشركاء لبعضهم البعض .

ولا يخفى على احد أن القائمة المشتركة تواجه أزمة وفقدان الثقة التي أخذت تتآكل نتيجة الطريقة التي يتم فيها النقاش والتداول حول استحقاقات تنفيذ التناوب والوفاء بالعهود والوعود والمواثيق الملزمة اخلاقياً وسياسياً وعدم النكث بها واثخان ازمة الثقة بالجراح والآلام .

وبالرغم من تقديم النائب الجبهوي د. عبد الله أبو معروف استقالته بشكل رسمي لرئيس الكنيست ودخول الاستاذ سعيد الخرومي عن الحركة الاسلامية الجنوبية مكانه ، الا أن ذلك لم ينه أزمة المشتركة طالما لم تلتزم بعض مركباتها بروح  الاتفاقية المبرمة بين اطرافها قبيل الانتخابات البرلمانية .

اننا اذ نشيد ونثمن خطوة د. عبد الله أبو معروف  الذي بر ووفى بعهده وأثبت بما لا مجال فيه للشك أن القيم والمبادىء والأخلاق فوق كل حسابات الربح والخسارة الشخصية وفوق الكرسيولوجيا والمصالح الحزبية الضيقة ، وذلك حفاظاً على القائمة المشتركة وصيانة لوحدتها .

وعلى ضوء ما يجري اليوم من نقاشات وتراشق اتهامات واستخدام مفردات فئوية بغيضة تناقض أسس العمل المشترك ، يجب الحفاظ على القائمة المشتركة وذلك لمصلحة جماهيرنا العربية ومستقبلها وكفاحاتها ، التي انتخبتها في هذه الأوقات العصيبة التي تتزايد فيها التشريعات العنصرية ضد الاقلية العربية الفلسطينية في هذه البلاد ، بهدف ترحيلها وفق المشروع الترانسفيري الذي يطرحه العنصري ليبرمان . وكم نحتاج لمقولة المناضل والشاعر الراحل توفيق زياد " رفاق ، ديروا بالكم على بعض " .

بقلم/ شاكر فريد حسن