فعلها ترامب .. فماذا نحن فاعلون..؟؟!!

بقلم: عاهد عوني فروانة

كما كان متوقعا وممهدا له أعلن الرئيس الامريكي دونالد ترامب عن اعترافه بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال الاسرائيلي وأمر بنقل السفارة الأمريكية إلى المدينة المقدسة مستغلا وضع فلسطيني وعربي وإسلامي أقل ما يوصف بأنه يعيش الهوان الكبير.


ترامب قام بهذه الخطوة الإجرامية من أجل حسابات عديدة داخلية وخارجية وليس الأمر اعتباطا أو تهورا كما يعتقد الكثيرون، أبرز هذه الاسباب هو محاولة الافتراق عن إرث الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما وحاول في الملف النووي الإيراني إلا أن تشدد الاتحاد الأوروبي جعله يتراجع عن نيته إلغاء الاتفاق النووي كما كان يلوح كثيرا حتى قبل انتخابه، فانتقل إلى الخطة الثانية والتي يراها لربما أسهل ولن تجد المعارضة القوية من الدول الأوروبية التي قد تدينها ولكن لن تعمل على مواجهتها، فهو لا يكترث كثيرا للدول العربية والإسلامية التي يقدم له بعض حكامها الأموال الكثيرة ويتقربون له من أجل الحفاظ على كراسيهم.


إلى جانب ذلك فهي محاولة لخلط الأوراق والهروب من الفضائح الداخلية التي تلاحق أركان إدارته والفوضى التي تعتري هذه الغدارة وآخرها اعتراف مستشاره السابق فلين بالكذب في موضوع الاتصالات مع روسيا والتي قد تمتد إلى صهره كوشنير ما يعني تضييق الخناق على ترامب نفسه، فقام بهذه الخطوة الاستعراضية من أجل لفت الانظار عن هذه القضية الخطيرة، بالإضافة إلى غيرها من الفضائح التي باتت تلاحق إدارته على معظم المستويات.


وعلى المستوى السياسي فإن ترامب خضع لرؤية مستشاريه المكلفين بملف الشرق الأوسط والذين هم يهودا بل وصهاينة أكثر من غلاة اليمين في دولة الاحتلال انفسهم، ونتحدث هنا عن السفير الأمريكي في إسرائيل ديفيد فريدمان والذي يرأس جمعية أصدقاء مستوطنة بيت إيل في الضفة الغربية ويسكن في القدس منذ تعيينه سفيرا وقامت إبنته بالهجرة إلى إسرائيل مؤخرا، ويعد فريدمان من أبرز الضاغطين لأجل نقل السفارة الأمريكية إلى القدس إلى جانب كوشنير وجرينبلات وغيرهم من أركان الادارة الامريكية التي مثلت فرصة ذهبية لنتنياهو لتحقيق أحلامه في نقل السفارة والحصول على مواقف وامتيازات جديدة في ملف الصراع الفلسطيني الإسرائيلي في ظل حالة التماهي في مواقفه مع ترامب.


أمام كل هذه المعطيات التي كانت تعطينا مؤشرات قوية لما سيحدث، وبعد أن حدث هذا التطور الخطير فإن ذلك يفرض علينا أن نكون على قدر المسؤولية والمواجهة من أجل رفض هذا القرار وذلك يتحقق بالعديد من الخطوات أبرزها اتمام عملية المصالحة حتى لا تظل المناكفات الداخلية ترهقنا وتلهينا عما يحاك ضد قضيتنا.


ويجب تفعيل المقاومة بكافة أشكالها وخاصة الشعبية منها مثلما حدث في هبة القدس في قضية البوابات الالكترونية في شهر يوليو الماضي، والعمل بكل الطرق حتى يكون الاحتلال والمستوطنات مكلفة بشريا وماديا لدولة الاحتلال.


وبما أن الإدارة الأمريكية بهذه الخطوة أنهت دورها عمليا في عملية التسوية فيجب الإعلان عن انتهاء الاستماع إلى مبادراتها وأبرزها صفقة القرن المزعومة ورفضها بكل قوة والإعلان بأن السلطة الفلسطينية أصبحت في حل من الالتزام بالاتفاقيات التي باتت مظلة من أجل تمرير المخططات الإسرائيلية والأمريكية.


بالإضافة إلى وضع العرب والمسلمين عند مسؤولياتهم التاريخية تجاه قضية القدس من خلال الدعوة إلى قمة عربية واسلامية طارئة واتخاذ خطوات موحدة في هذا الاتجاه، رغم علمنا أن الموقف العربي والإسلامي يعيش في أدنى درجات الهوان ولكن يجب أن يقف الجميع عند مسؤولياته فالقدس إسلامية قبل أن تكون فلسطينية.


الموقف خطير ويحتاج إلى الوحدة والتكاتف من أجل مواجهته بكل الطرق الممكنة وأبرزها المقاومة بكافة أشكالها.


✍️بقلم/ عاهد فروانة