يعقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، غدًا الإثنين، قمة ثنائية بالقاهرة مع نظيره الفلسطيني محمود عباس(أبو مازن)؛ لبحث "التعامل" مع تطورات الاعتراف الأمريكي بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل.
وقالت الرئاسة المصرية، في بيان لها، إن "السيسي وجه الدعوة للرئيس عباس لعقد قمة ثنائية تشاورية في القاهرة، غداً الاثنين، لتناول التطورات الخاصة باعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل".
كما سيبحث الرئيسان، بحسب البيان "سبل التعامل مع الأزمة بما يحفظ حقوق الشعب الفلسطيني ومقدساته الوطنية وحقه المشروع في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية".
ولم يقدم البيان أي تفاصيل إضافية حول الزيارة ومدتها.
وأعلن سفير دولة فلسطين ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية السفير دياب اللوح، أن الرئيس محمود عباس يصل القاهرة مساء اليوم الأحد، في زيارة لمدة يومين بناء على دعوة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للتباحث حول آخر التطورات والمستجدات.
وتأتي هذه القمة عقب اتصالين هاتفيين أجدراهما الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع الرئيس الفلسطيني والملك الأردني.
وبحسب وكالة "بترا" الأردنية فقد تلقّى الملك عبد الله الثاني اتصالاً هاتفياً من الرئيس المصري جرى خلاله بحث التطورات المتعلقة بالقدس، وأكد الملك الأردني خلال الاتصال "ضرورة دعم الفلسطينيين في مساعيهم لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وأهمية تكثيف الجهود العربية والإسلامية والدولية لحماية حقوق الفلسطينيين والمسلمين والمسيحيين في مدينة القدس التي تشكل مفتاح تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة".
وكانت قد ذكرت قناة " الميادين" الفضائية بأن قمة ثلاثية مصرية أردنية فلسطينية ستعقد في القاهرة خلال ساعات للتباحث في ردّ موحّد ضد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بخصوص القدس المحتلة.
وقالت القناة إنّ "الرئيس الفلسطيني محمود عباس غادر رام الله بشكل عاجل إلى القاهرة اليوم الأحد برفقة وفد رفيع المستوى."
وحسب القناة ستبحث القمة ردّاً موحداً على قرار ترامب اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل وقراره الأخير بنقل السفارة الأميركية إليها.
من ناحيته اعتبر الكاتب الفلسطيني د. ذوالفقار سويرجو أن "القمة الثلاثية الطارئة المزمع عقدها في القاهرة لن يتجاوز سقفها السياسي اتفاق الاطراف على انجاح زيارة المبعوث الامريكي للمنطقة مايكل سبينس".
وكتب سويرجو ذو التوجه اليساري عبر مواقع التواصل الاجتماعي إن "هذا جاء نتيجة لضغوطات امريكية كبيرة لتطويع القيادة الفلسطينية وعدم خروجها عن النص المتفق عليه في اعادة ترتيب اوضاع المنطقة على اساس الرؤية الامريكية للحل مع بعض الوعودات المضللة كما يحدث دائما ."
وتابع "و هنا يجب عدم رفع سقف التوقعات فيما يتعلق بالموقف الفلسطيني القابل للضغط بعد ان فقد كل اوراقه السياسية لتسويق استراتيجية المفاوضات التي تأسست على أعمدتها السلطة .ناهيك عن التهديدات المباشرة و غير المباشرة و التلويح بعصا الابتزاز المالي."مضيفا " و هذا يفسر تاجيل اجتماع التنفيذية (اللجنة التفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية) الى يوم الاثنين و من ثم تحويل الاجتماع باجتماع استشاري غير مقرر بسبب غياب الرئيس."
وقال الكاتب سويرجو " و يبقى السؤال الى متى ستظل هذه القيادات مجرد احجار شطرنج يتم تحريـ(كـ)ـها بالريموت كونترول ؟
وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأربعاء الماضي، الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، والبدء بنقل سفارة بلاده إليها.
وإضافة إلى الشطر الغربي للقدس، شمل قرار ترامب الشطر الشرقي للمدينة، الذي احتلته إسرائيل عام 1967، وهي خطوة لم تسبقها إليها أي دولة أخرى، وتتعارض مع قرارات المجتمع الدولي.
وأدى القرار إلى موجة إدانات واحتجاجات متواصلة في العديد من الدول العربية والإسلامية والغربية، وسط تحذيرات من تداعياته على استقرار منطقة الشرق الأوسط.
ويتمسك الفلسطينيون بالقدس الشرقية عاصمة لدولتهم المأمولة ضمن أي حل مستقبلي.