شادية وقصيدة الشاعر الفلسطيني جميل دحلان

بقلم: شاكر فريد حسن

ودعت الأوساط الفنية والثقافية والشعبية في مصر والعالم العربي بالأمس القريب ، المطربة والممثلة المصرية ودلوعة السينما " شادية " ، التي تعد من أهم الفنانات في تاريخ السينما المصرية والعربية .

اسمها الحقيقي " فاطمة " وعرفت في الفن " شادية " ، وتميزت بصوت غنائي جميل ، وأدت أدوارها السينمائية بكل ثقة ونجاح .

قال عنها الروائي نجيب محفوظ ، قبل أن تصبح ممثلة لأبطال رواياته : "شادية هي فتاة الأحلام لأي شاب ، وهي نموذج للنجمة الدلوعة وخفيفة الظل ، وليست قريبة من بطلات أو شخصيات رواياتي " .

ونحن الجيل القديم المخضرم الذي عاش في ذلك الزمن الجميل وأيام الفن الأصيل ، عرفنا شادية بأغانيها الجميلة الدافئة ، العاطفية والوجدانية والوطنية .

وكانت شادية اعتزلت التمثيل والغناء وهي في الخمسين من عمرها كي لا تهجرها الاضواء ، وتنحسر عنها رويداً رويداً ، وقبل أن تهتز صورتها في خيال الناس - كما قالت ذات يوم .

وكان الشاعر الفلسطيني ابن يافا جميل دحلان كتب قصيدة عن شادية الفاتنة ، شحرورة الروض التي تملأ القلب عذوبة وعبيراً ، في ستينات القرن الماضي ، ونشرها في ديوانه " الطريق الى القلوب " الصادر عام ١٩٦٥، يقول فيها :

كم يا مليحة في سنائك زاهية

                 انوار زهر في غصونه ناميه

انوارك الوضاء سحر في الدجا

             تسري الي على رنين الشاديه

يا من ملأت القلب حباً والحشا

           أحييت في القلب الأماني الفانيه

لما عشقتك قلت ويلي انني

           في سحرك المحبوب أطوي القافيه

ولكم خطرت وفي طريقي نغمة

           فيها دليل دافق .. " يا شاديه "

فتلوعت أوتار قلبي بالمنى

           فيه العبير شذا القلوب الخاويه

فالاسم حلو .. والفؤاد منابع

          والصوت عذب .. في حياتي الخاليه

ولقد ترنح خاطري من خمرة

           ليلاء   فيها    نشوة   من   ساقيه

شحرورة في الروض رقرق صوتها

          ملأ القلوب عذوبة ..  " يا شاديه "

بقلم/ شاكر فريد حسن