لم يعد للمزاودين والمشككين في سياسة الرئيس ابو مازن أي مبرر يذكر بعد مواقفة النبيلة والوطنية والمشرفية محلياً وعربياً ودولياً ، فالرئيس أبو مازن يستحق الثناء على مواقفة الوطنية ومواطنته الفلسطينية الأصيلة النابعة من انتماءه الأصيل لفلسطين أرضاً وشعباً وهوية، حقاً أنه سياسي بامتياز ناضجاً فكرياً يعرف ماذا يريد، فالأمس القريب استطاع جلد امريكيا والعالم من على منبر الأمم المتحدة ووضع العالم امام تحمل مسئولياتهم لعدم تحقيق السلام في المنطقة ورفضة الحلول المنقوصة، واليوم يتردد في الصحف العالمية بأن قرار الرئيس الامريكي ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة اسرائيل جاء نوعا من العقاب الشخصي للرئيس أبو مازن لرفضة ما يسمى صفقة القرن للسلام في الشرق الاوسط التي تطرحها الادارة الامريكية في المنطقة وهي صناعة اسرائيلية، يريدون احراج الرئيس ابو مازن أمام شعبه وأمته العربية، ولكن أبو مازن بهدوءه وسياسته الحكيمة وذكاءه استطاع محاصرة قرار ترامب دولياً، ويكفي أن القرار الامريكي لاقى رفضاً دولياً وعالمياً ووضع ترامب في الزاوية، فالرئيس أبو مازن أول رئيس عربي يقول للأمريكان لا وألف لا لمشروع التصفية للقضية الفلسطينية من خلال صفقات بدون مرجعية دولية للقرارات الشرعية الدولية، ويرفض استقبال نائب الرئيس الامريكي، وأيضا يرفض دعوة ترامب لزيارة البيت الأبيض، كما اعطى أوامره لممثل فلسطين في الامم المتحدة بتقديم شكوى ضد امريكا في مجلس الأمن، أليست هذه المواقف دلالات على أن ابو مازن يمتلك الجرأة السياسية أكثر من زعماء العرب، أنه أبو مازن داهية العرب لا يستكين ولا ينهزم ولا يضعف امام العواصف، اكتسب الحنكة السياسية من أبو عمار، أنه واسع الحيلة وعبقري في تدبير الأمور، ويحسن فن القتال سياسياً، فاذا كان عمرو بن العاص من القادة البارزين في الاسلام ولقب بداهية العرب لأنه بارع في القتال ويحسن خداع الاعداء والمراوغة ويجيد فن القتال في الميدان العسكري، فإن الرئيس أبو مازن داهية العرب في فن السياسية ويحسن اداره الازمات.
باعتقادي أن حنكة الرئيس أبو مازن والالتفاف الشعبي حوله وتعامله مع الأمور بصوت هادئ بعيدا عن ردات الفعل ودبلوماسيته القوية استطاع زنق امريكا في حجر الزاوية بل عزلها عن عملية السلام كوسيط غير عادل وغير منصف، فالأمريكان في ورطه وترامب وضع نفسه في قفص الغباء السياسي نتيجة توريط اللوبي اليهودي له، ويكفي أن اكبر حلفاء امريكيا ترفض قرار ترامب، والاتحاد الأوربي بلور موقف جماعي رافض لقرار ترامب واحتماليه بلوره موقف موحد للاعتراف بالدولة الفلسطينية، كما وجهت للدعوة للرئيس ابو مازن للقاء المفوضية الأوروبية في بروكسل في غضون الأسابيع القادمة، فالمواقف الدولية المناهضة لموقف ترامب وإدارته في ازدياد، فالعالم أصبح يقف في اتجاه والرئيس الامريكي ترامب في اتجاه آخر، ويبدو أن قراره سيكون لعنه تطاره في كل العالم والمؤسسات الدولية، لقد أراد ترامب عقاب ابو مازن والفلسطينيين والانقضاض على عملية السلام والقرارات الدولية، فإذا به يعاقب ويعزل نفسه دوليا، وأنه لأول مره في التاريخ تتعرض الإدارة الامريكية لانتقادات أممية لم يسبق لها مثيل، إنها لعنه الأرض المقدسة والغضب الفلسطيني المستمر وسياسه داهية العرب أبو مازن سر في طريقك حماك الله وحمى شعبنا من المؤامرات التي تحاك هنا وهناك، وعلينا الفلسطينيين أن نثق بسياسة زعيمنا ورئيس دولتنا داهية العرب ونتوحد خلف قيادته الحكيمة لمواجهة التحديات القادمة التي تتطلب التفاف شعبي ووطني لحماية مشروعنا الوطني من التصفية والالتفاف على قضيتما الفلسطينية التي تم احيائها من جديد.
بقلم/ د. رمزي النجار