اهم ما في القرار الامريكي

بقلم: سميح خلف

بالتأكيد انا مثل الذين اصيبوا بالعصبية كمثل غيري من المواطنيين العرب والمسلمين والمسيحيين  نتيجة القرار المدروس الذي اتخذه الرئيس الامريكي بنقل السفارة والمتخذ من قبل الكونجرس الامريكي عام 1995م ، ولكن  تلك العصبية التي تصورها ترامب التي يمكن تأخذ ايام او اسابيع  وظاهر الشجب والاستنكار والمظاهرات ، وقد تكون القيادة الفلسطينية اقل عصبية من ظاهرة الافراد والشعوب  فلم تعقد السلطة اي اجتماع عاجل لقيادتها او اطار المجلس المركزي او اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ، وتريثت كي تعرف ابعاد القرار والموقف الاقليمي والدولي من هذا القرار ، فالموقف الرسمي الاقليمي معبرا عنه اجتماع وزراء الخارجية العرب لا يزيد عمن موقف الشارع الفلسطيني ونخبه بالشجب والاستنكار  والخطب الرنانة بان القدس الشرقية عاصمة الدولة الفلسطينية وان هذا القرار اخترق القونيين الدولية والقرارات الدولية ذات الصلة .

فربما كان تعليق رئيس كوريا الشمالية المختصر والمقنن اكثر تعبيرا عن حالة الصراع  وعمقه من كل ما قيل عربيا وفلسطينيا عندما قال "" لا يوجد دولة لاسرائيل كي يكون لها عاصمة "" هنا زعيم كوريا الشمالية "" يرد بشكل مباشر على من وهب الارض الفلسطينية بدون حق للاسرائليين وفي نفس الكفة  يحبط الخطاب والبرنامج السياسي  الذي تنازل عن 82% من اراضي فلسطين مقابل سلطة هزيلة  ويحبط على الاقل سياسيا المبادرة العربية التي تحدثت عن الارض مقابل السلام والتنازل عن حق اللاجئين .

لم يكن قرار242 و338 ينص الا على عودة الارض المحتلة في سيناء والجولان والضفة وغزة الى وضعها السابق  وللتذكير انطلقت حركة فتح ومن بعدها الفصائل على قاعدة تحرير فلسطين  وليس على اساس الاعتراف باسرائيل مقابل الدولة على الضفة وغزة ، ولكن مخترعوا سياسة الواقعية ذهبوا بعيدا  في حدوتة جديدة وسيناريو جديد  حل الدولتين وبدوبة فلسطينية مع تبادل الاراضي ، وبالنظر للطرف الاخر الاسرائيلي الذي وجد  من تنازل الفلسطينيين عن الكثير لا يمكنه الاحتفاظ بكل القليل وهكذا بنيت الاستراتيجية الاسرائيلية ، واذكر ايضا تعليق احد كبار المفاوضين الاسرائيليين عندما قال : نحن في حالة ذهول من كمية التنازلات الفلسطينية ، فهم يريدوا الوصول الى حل ... واي حل ..؟!

السلطة للان  لا يوجد لها اي قرار او تعليق عملي على القرار  سواء على مستوى الاعداد الداخلي لمواجهة القرار او على صعيد الرئيس الفلسطيني  واهم مواقفه جاءت في خطابه الذي القاه بالنيابه عنه المالكي وزير خارجيته عندما طالب الدول بطرد سفراء امريكا  وقطع العلاقات مع  امريكا وطرد الوفود مكررا ما اتى على لسان الاعلام العربي وحتى العامة بان القرار تعدي سافر على قرارات مجلس الامن واستهداف لتطلعات الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال ، بل كان خطابه الاول عاطفي لا يليق بمستوى الحدث ، ولكن  عندما يطالب الدول باخذ اجراءات ضد التمثيل الامريكي ..! اليس من الممكن ان تطالب احد الدول او بعضها او جميعها  الرئيس  وليقولون له ماذا انت صاحب القضية اتخذت من اجراءات ضد امريك..! وضد اسرائيل التي رفعت علمها على حائط البراق فور اصدار القرار .. في حين ان نبيل شعت يقول لن نقطع علاقاتنا بامريكا ..؟؟!! اما مساعد وزير الخارجية الامريكية فيتحدث عن خطة للسلام في اوائل العام القادم ويصنف القرار بتفسير اخر بان القرار لم يحدد الخريطة  وجغرافية القدس ولا مكان نقل السفارة ..!! وهذا يتيح للدبلوماسية الفلسطينية والسياسية ان تعود من جديد لقبول الراعي الامريكي  لعملية السلام وبدعم اقليمي ايضا .

ولكن اهم ما جاء في القرار  وما بني عليه من ردات فعل

1-     القرار الامريكي تكمن خطورته ليس في القاءه فحسب  بل بما يتمخض عنه من سلوك اسرائيلي  بتغيير سريع لديموغرافيا القدس الشرقية  كامر واقع وتهويد مستند للكتل البشرية  والمؤسسات  في ظل عدم وجود مواجهة فاعلة لهذا السلوك من قبل السلطة .

2-     الخطورة ايضا بانخفاض ردات الفعل في مناطق  الاشتباك المباشر والتحام الجماهير مع الاحتلال

3-     عدم قدرة السلطة لسبب او لاخر  في تحريض الشعب على مواجهة هذا القرار

4-      تباطؤ المؤسسات والقيادات التي تمثل الشعب في عقد اجتماعات عاجلة وفورية وحالة طواريء بالنسبة لها  تلبي خطورة هذاالقرار واخاذ قرارات حاسمة على المستوى الداخلي  كوقف التنسيق الامني وسحب الاعتراف بموجب اوسلو  او خيار الحضور لغزة واعلان الدولة بعاصمتها القدس المحتلة ومطالبة الدول بهذا الاعتراف الان  الذي يؤكد الاعتراف السابق في الجمعية العامة

 

اعتقد ان السلطة والرئيس  لن يخرج عن حضن الاقليم الداعم المالي وهي السلطة التي تعاني من الافلاس  ولن تخرج عن المسار السياسي القديم  ولن تحدث تغيير في برنامجها السياسي او خياراتها في حين ان اسرائيل ستعمل بخيار ترامب وبشكل سريع على تغيير معالم القدس الشرقية ، فان لم يكن قرار ترامب يخرج الحالة الفلسطينية من فشلها فانه تأكيد الفشل والخسارة .

سميح خلف