داعش خطر يستدعي الحظر

بقلم: أشرف صالح

وجود داعش في سيناء والخلايا التابعة له في غزة أصبح خطرا يستدعي الحظر . لأن وجوده على أرض الواقع سيشارك في صناعة القرار في المنطقة بشكل غير مباشر . وخاصة بعد التوافق الفلسطيني والمصري وإتمام ملف المصالحة .

قبل أن ندخل في صلب الموضوع يجب أن نسلط الضوء على طبيعة سيناء الديمغرافية . والتي كانت قبل الثورة شبه معزولة عن باقي محافظات مصر . سيناء قبل الثورة وفي عهد مبارك كانت تختلف كليا عن باقي محافظات مصر بسبب طبيعة الأرض والسكان أيضا . كانت الحكومة تفرض سيطرتها ولكن بشكل غير مكتمل بسبب وجود القبائل البدوية . ووجود بعض التيارات الجهادية التي خرجت من رحم غزة عقب الإنتفاضة الثانية "إنتفاضة الأقصى" . وايضا وجود تجار السلاح والمخدرات . فكل هؤلاء كانت لهم سلطة على أرض الواقع توازي الحكومة المصرية . فكانت الحكومة المصرية آناذاك تتعامل مع الموضوع الأمني في سيناء بحنكة وذكاء . حيث تركت مساحة من الحرية لشيوخ القبائل خاصة . ليشاركوا الحكومة في ضبط الأمن والسيطرة لصالح سلطة القانون . أما وبعد الثورة فتغير الواقع كليا في سيناء . عندما أعلن أبو بكر البغدادي نفسه خليفة للمسلمين بعد تكوين تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش". أصبحت سيناء ولاية تتبع للتنظيم على حد تعبيرهم . ومن الطبيعي جدا أن التنظيمات الجهادية الموجودة في سيناء والتي جذورها من غزة . أن تبايع  داعش  بحكم أنه الأقوى في سيناء . ومن ثم أصبح تنظيم داعش هو الحاضنة لبعض التيارات الجهادية سواء في غزة أو في سيناء . وبعض الأفراد اللذين إنشقوا سياسيا وفكريا عن حماس وغيرها من الفصائل .

ومن هذا المنطلق بدأت حلقة الوصل بين سيناء وغزة . وأصبحت تتشكل بعض الخلايا في غزة لصالح داعش . وعلى خلفية أن غزة تتبع لولاية سيناء على حد تعبيرهم .

لقد أصبح بالفعل وجود داعش في سيناء مؤثرا على مسار القضية الفلسطينية وخاصة في قطاع غزة . وأيضا اصبح من ضمن المعوقات للمصالحة بين فتح وحماس . وأكبر دليل على ذلك تأجيل فتح معبر رفح بسبب وجود داعش . وأيضا الشلل في حركة  نقل المحروقات والبضائع من مصر إلى غزة بسبب وجود داعش . بالإضافة إلى قطع خطوط الكهرباء المصرية المغذية لغزة بفعل فاعل . والمتهم الأول في هذا الجرم هو داعش . لأنه صاحب المصلحة بالسيطرة على الحدود بين مصر وغزة .

إن أهداف داعش بحد ذاتها أخطر من وسائلها وأدواتها المتبعة . لأن أهدافها عقائدية بحتة . بمعنى أنهم أعلنوا نفسهم خلافة إسلامية في شتى بقاع الأرض . وهذا يعني أنه مطلوب من الجميع مبايعتهم . ومن لم يبايعهم فهو دمه مهدور على حد تعبيرهم . وهذا في حد ذاته موضوع خطير جدا ويستوجب الوقوف عليه بكل جدية .

إن الأيام القادمة ستحمل كثير من الصعوبات بما يخص القضية الفلسطينية والمصالحة أيضا . لأن العنوان الحقيقي والفعال في ملف المصالحة هو معبر رفح . لانه يعتبر أول بوابة من بوابات الإنفراج عن سكان غزة . وللاسف الشديد أصبح معبر رفح رهينة داعش في سيناء . أما بالنسبة لتأثير داعش على مسار القضية الفلسطينية بما يتعلق في السلم والحرب مع اليهود . فكلنا نعلم أن الفصائل الفلسطينية بالشراكة مع السلطة الوطنية الفلسطينية قد أجمعت على أن السلم في هذه المرحلة هو سيد الموقف . لأن المصلحة العامة تتطلب ذلك . فإذا توافقت الفصائل على هذا القرار . فهل داعش ستتوافق مع القرار ؟؟ من هنا تكمن الخطورة إذا ما توافقت داعش مع القرار الفلسطيني . بالطبع ستقوم داعش بتخريب هذا التوافق الوطني لأنها خارج المنظومة أصلا . هكذا ستكون داعش عقبة في وجه أي تسوية أو مصلحة يتوافق عليها جميع الأطراف . سواء بين الجانب المصري والفلسطيني أو في الجانب الفلسطيني الداخلي . هذه التداعيات شاهدناها على أرض الواقع ولا زالت الأحداث سيدة الموقف .

 

الكاتب الصحفي : أشرف صالح