كيف نفهم العلاقات التركية الاسرائيلية من وجهة نظر شرق اوسطية او اسلامية او بصفتها صاحبة الامبراطورية العثمانية الغابرة والتي لاقت نهايتها في الحرب العالمية الاولى وتحول تركيا الى دولة علمانية بقيادة اتا تورك ، وهل تركيا مسؤولة عن ضياع فلسطين واقامة المشروع الصهيوني الذي بني على الانتداب البريطاني ، وهل هناك من عقدة الضمير لدى الاتراك تجاه الشعب الفلسطيني ... كما هي عقدة الالمان تجاه اليهود نتيجة ما يسمى محارق اليهود في المانيا ، ام تقود تركيا مصالحها مع الغرب وتوازنات المعادلات في منطقة الشرق الاوسط وكما ظهر اخيرا في الازمة السورية والكردية العراقية ، فل نستكشف تلك القضايا في محطات العلاقات التركية الاسرائيلية التي تتفق استراتيجيا وتختلف دبلوماسيا بناء على الحدث والازمات العابرة .
1- دخلت الدولة العثمانية الحرب العالمية الاولى مع المانيا والنمسا بجيش قوامه 300الف جدي من العرب في نوفمبر عام 1914م
2- انطلقت الثورة العربية الكبرى ضد العثمانيين متحالفين مع بريطانيا من 1914م الى 1918 وبتوقيع معاهدة فرساي في 29 يونيو عام 1919م
3- احتلت القوات الفرنسية عاصمة الخلافة اسطنبول بتاريخ13/نوفمبر /1919م ودخلت القوات البريطانية ايضا
4- حركة تحرير تركيا من الاحتلال بقيادة مصطفى كمال اتا تورك وصولا الى مهاعدة لوزان لاستقلال تركيا عام 1923م
5- تم توزيع ارث الامبراطورية العثمانية باتفاقية سايكس بيكو واغلبها البلاد العربية بما فيها فلسطين عام 1915م
6- 7 يناير 1950 تم تعيين اول بعثة دبلوماسية في تل ابيب
العلاقات التركية الاسرائيلية :-
1- اعترفت تركيا باسرائيل بعد ايران كثاني دولة اسلامية في مارس 1949م اما ايران فاعترفت باسرائيل عام 1948م وتم وقف العلاقات وطرد السفير بثورة الخوميني الاسلامية في ايران
2- تعاون في الشؤون الاستراتيجية والعسكرية والدبلوماسية في منطقة الشرق الاوسط
3- تشهد العلاقات توترا دبلوماسيا بخصوص حصار غزة وسياسات اسرائيل في القدس
4- وقع بن غوريون رئيس وزراء اسرائيل مع عدنان مندريس عام ا 1958اتفاقية ضد التطرف ونفوذ الاتحاد السوفيتي في الدول العربية والشرق الاوسط
5- في عام1986 تطورت العلاقات الدبلوماسية من قناصل الى سفراء وتمثيل كامل عام 1991م
6- عام 1996 وقعت حكومة تركيا واسرائيل اتفاقية تعاون عسكري
7- تكوين مجموعة واحدة للبحث الاستراتيجي بينهما
8- تدريبات بحرية وجوية عام 1998م
9- تزو اسرائيل تركيا بالسلاح المتطور والقبة الحديدية وسلاح الطيران والصواريخ البلاستية ودبابة الميركافا
10- يناير 2000م اتفاقية التجارة الحرة
التوترات في العلاقات التركية الاسرائيلية:-
1-توترت العلاقة بين اسرائيل وتركيا على اثر تشكيل حلف بغداد امشكل من تركيا والعراق وباكستان وبريطانيا عام 1955م واتهمت اسرائيل بان هذا الحلف يتناقض مع مصالحها
2- عام 1956 عام العدوان الثلاثي على مصر تم تخفيض العلاقة الى قائم بالاعمال
3- وقفت تركيا مع مصر والدول العربية نتيجة عدوان 1967م واحتلال غزة والضفة وسيناء والجولان
4- ساد البرود العلاقات التركية الاسرائيلية على اثر احراق المسجد الاقصى عام 1969م وكذلك امتد الى السبعينات من القرن الماضي وبالتحديد عندما صوتت تركيا الى صالح القرار الصادر عن الجمعية العامة اعتبار ان الصهيونية شكل من اشكال العنصرية والتمييز عام 1975م
4- يناير عام 1980 رفع التمثيل ومن ثم عاد للانخفاض في يوليو عام 1980 على اثر قرار اسرائيل ضم القدس الشرقية واعلانها القدس الموحدة لدولة اسرائيل
5- بفيت العلاقة في انخفاض وفتور والتي رافقت الانتفاضة الاولى عام 1987م في الارض المحتلة واعتراف تركيا بدولة فلسطين عام 1988م على اثر اعلان الاستقلال
7- اعيدت العلاقات على مستوى السفراء عام 1992م
8- وقفت تركيا ضد مشروع خذر تمثيل اسرائيل في الامم المتحدة عام 1989م
9- شهدت العلاقات تحسنا ملحوظا بزيارة رجب اردوغان وعبد الله غول لاسرائيل في فارق 3 شهور بينهما
10- تدهورت العلاقات مع اسرائيل عام 2000 ابان الانتفاضة الثانية واعتراض تركيا على المعاملة القاسية من قبل اسرائيل وكذلك دخول شارون للمسجد الاقصى الاستفزازية
11- تراجعت العلاقات ابان عدوان اسرائيل على لبنان عام 2006م وعدوان اسرائيل على غزة عام 2008م
12- المناقرة اللفظية بين اردوغان وشمعون بيرز في مؤتمر دافوس الاقتصادي مبررا بيرز الهجوم على غزة ورد عليه اردغوان على الهواء ان ارتفاع صوتك ناجم عن الشعور بالذنب.. عندما يتعلق الأمر بالقتل فأنتم تعرفون جيدا كيف تقتلون.. أعرف جيدا كيف قتلتم الأطفال على الشاطئ"، مضيفا "لقد انتهى دافوس بالنسبة لي"، وقام مغادرا الجلسة. ولقي موقف أردوغان صدى كبيرا لدى الرأي العام العالمي، وخاصة في العالم العربي.
13- في 15 اكتوبر توجه اسرائيل مذكرة احتجاج على مسلسل صرخة حجر بانه ينشر العداوة ضد اسرائيل وكذلك مسلسل وادي الذئاب عام في يناير 2010م
14- سفينة مرمرة في 31 مايو 2010م حيث هاجمت اسرائيل سفن كسر الحصار عن غزة ومقتل 9 نشطاء اتراك استدعت تركيا السفير وطلبت من اسرائيل الاعتذار ودفع تعويضات وفك الحصار عن غزة علما بان الحصار ما زال قائما الى ساعة كتابة هذا المقال وفي مارس 2013 قام بنيامين نتنياهو باتصال تليفوني مع اردوغان وقدم الاعتذار بعد ثلاث سنوات تقريبا، في سبتمر عام 2016 ارسلت اسرائيل 20 مليون دولار تعويض للضحايا ومن ثم عاد التطبيع وتبادل السفراء
15- في 8مايو عام 2017 تفجرد الازمة الدبلوماسية من جديد بسبب قرار اسرائيل بمنع الاذان في المسجد الاقصى وتوقفت الازمة بمساعي دبلوماسية
16- ازمة جديدة واستضافة تركيا مؤتمر التعاون الاسلامي وقرار ترامب باعتبار القدس عاصمة لاسرائيل في 12/12/2017 وتهديد اردوغان بقطع العلاقات مع اسرائيل واعتبار خطوة ترامب الأخيرة جزء من مشروع كبير تشارك فيه قوى إقليمية إلى جانب إسرائيل، وأن هذا المشروع يهدف إلى إعادة خارطة المنطقة. ومن المتوقع أن تبذل قصارى جهدها وتكثف تحركاتها في جميع الاتجاهات من أجل إفشال هذا المشروع الرامي إلى تقسيم الدول وتصفية القضية الفلسطينية باسم السلام.
سميح خلف