قال القيادي في حركة فتح ديمتري دلياني: "إن التهديد الأمريكي بأسلوبه الوقح بوقف المساعدات عن الدول التي ستصوت لصالح مشروع قرار بالأمم المتحدة اليوم ضد قراره الاعتراف القدس عاصمة لإسرائيل، دفع الكثير من الدول إلى التشدد في موقفها تجاه مساندة الحق الفلسطيني."
وأشار دلياني في تصريح لـ"وكالة قدس نت للأنباء": إلى أن دولة بوليفيا التي هي أصلًا تحت النفوذ الأمريكي، حينما قالت ممثلة الولايات المتحدة الأمريكية في الأمم المتحدة "نيكي هيلي" أنها ستسجل أسماء الدول التي تصوت لصالح القضية الفلسطينية، ردّ عليها مندوب بوليفيا قائلًا: "فلتسجلي اسم بوليفيا على رأس قائمتك".
وأكد دلياني على أن هذه التهديدات تأتي في إطار التحدي للقرارات السيادية لدول العالم، وهذا أمر غير مقبول على أصغر الدول قبل أكبرها، مشدّدًا على أن "هذا التهديد الأمريكي يزيد من عزلة أمريكا، ويجعل الدول التي تقف إلى جانب الحق الفلسطيني تزداد إصرارًا على الوقوف إلى جانب الحق الفلسطيني، كما ويجعل موقفها أكثر قوة".
يذكر أن الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" هدد بوقف المساعدات المالية عن الدول التي ستصوت لصالح مشروع قرار بالأمم المتحدة يوم الخميس.
وقال "ترامب" للصحفيين في البيت الأبيض، مساء الاربعاء "إنهم يأخذون مئات الملايين من الدولارات وربما مليارات الدولارات ثم يصوتون ضدنا. حسنا، سنراقب هذا التصويت. دعوهم يصوتوا ضدنا. سنوفر كثيرا ولا نعبأ بذلك". حسب رويترز
وبخصوص إمكانية رجوع الولايات المتحدة عن قرارها ، قال دلياني: "لن يتم هذا الأمر إلا بقرار من المحاكم الأمريكية، وأنه لا يوجد قوة على هذه الأرض تستطيع أن تجبر الولايات المتحدة والإدارة الأمريكية أن تتراجع عن أي قرار سوى المحاكم الأمريكية."
ولفت إلى أن هناك قاعدة قانونية لم نستغلها، ومتسائلًا في ذات الوقت عن السبب، وهي" أن قرار الكونغرس والذي كان في العام الذي استند إليه "ترامب" في إعلانه اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل والذي كان عام 1995، هو تشريع هش، أي أنه بسبب مخالفته للقانون الدولي، فمن السهل جدًا تحديه في المحاكم وكسب تلك القضية".
وقال: "حتى الآن القيادة الفلسطينية لم تتخذ قراراً بشأن هذا الأمر"، مطالبًا إياها بأن تتخذ قرارًا بالتوجه للقضاء الأمريكي لنقض التشريع الذي استند إليه "ترامب" في إعلانه، وبالتالي يلغى الإعلان نفسه بأمر قضائي، مؤكدًا أنه لا يوجد مجال لأي اعتبارات سياسية وأي حسابات سياسية عندما يكون الموضوع متعلق بالقدس
وحول الحالة الفلسطينية كيف يجب أن تكون حتى يتم مجابهة قرار "ترامب" وغيره، قال دلياني "أولًا يجب رفع العقوبات عن قطاع غزة والتي ما كان يجب أن تفرض أصلًا، وحين فرضت كان يجب أن ترفع فور إعلان حماس حل اللجنة الإدارية، وحينما أعلن جميع وزراء حكومة التوافق أنهم استلموا وزاراتهم."
وتابع أنه "يجب توحيد حركة فتح، لأن حركة فتح هي العمود الفقري لكل النظام الفلسطيني سواء شعبيًا أو سياسيًا، ولا يمكن النهوض ولا التخلص من حالة الترهل إلّا إذا كانت حركة فتح قوية وموحدة".
وشدّد في ذات السياق على أن المصالحة الفلسطينية تأخرت كثيرًا وأن على جمهورية مصر العربية أن تضغط على الجهة المعطِّلة للمصالحة وأن تصارح الشعب وتعلن عنها، حتى ترتدع وتسير في الطريق الصحيح باتجاه تحقيق المصالحة، حتي تتم مجابهة كل التحديات القائمة.
وأضاف دلياني أنه "يجب تعزيز وتقوية العمق العربي الاستراتيجي خاصة مع دول الرباعية العربية كي نستفيد من وزنهم السياسي لصالح القضية الفلسطينية"، مشيرًا إلى أن "الرئيس الفلسطيني محمود عباس أخطأ حينما رفض مبادرة الرباعية العربية"، مستدركًا أنه "لو قبل بها حينه، لكنا في جهوزية كاملة لمواجهة القرار الأمريكي وغيره من التحديات السياسية الأخرى والتخلص من حالة الصراع التي نعيشها في النظام السياسي الفلسطيني".
يُذكر أن الرئيس الفلسطيني "محمود عباس" رفض مبادرة الرباعية العربية التي تقدمت بخارطة لإنهاء الخلاف الفلسطيني الداخلي، والبدء بمصالحة فتحاوية داخلية.
وكانت خطة الدول العربية الأربع ( مصر – الاردن – الامارات – السعودية) تسعى الى ترتيب البيت الفلسطيني واستنهاض الحالة من خلال اجراء مصالحات على مستويات مختلفة، تبدأ بحركة فتح ومن ثم مصالحة بين فتح وحماس، واعادة الاعتبار لمنظمة التحرير الفلسطينية، ومن ثم الدخول في مرحلة تحريك ملف المفاوضات مع "اسرائيل" على قاعدة المبادرة العربية بدون أي تعديل.