هل تقدم أمريكا على اغتيال الرئيس عباس لتمرير صفقة القرن.. ؟

قال الكاتب والمحلل السياسي الدكتور ذو الفقار سويرجو، تعقيبا على ما تم نشره في الإعلام العبري حول تجهيز قيادة بديلة للرئيس محمود عباس بسبب مواقفه المتصلبة ورفضه الخضوع لقرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المتعلقة بالقدس وللقطع الكامل مع الولايات المتحدة، وعدم القبول بأي تسويات من طرفها من أجل تمرير صفقة القرن: "إن المسألة الأساسية هى أن كل الأطراف التي عملت على إنجاح خطة ترامب منذ سنوات، وخططت لذلك ولهذا المشروع ما زالت مصرة حتى هذه اللحظة و رغم كل الرفض العارم الذي جوبه من قبل الفلسطينيين والعرب والعالم، إلا أن الإدارة الأمريكية لا زالت تراهن على هذا المشروع.

وأضاف سويرجو في حديث لـ"وكالة قدس نت للأنباء"، لذلك الإدارة الأمريكية لم ترى أن الخلل في مشروعها، بل رأت أن الخلل في القيادة الفلسطينية، ويجب تغيير هذه القيادة، و إيجاد قيادة قادرة على حمل هذا المشروع الهابط سياسيا و الذي يصل لدرجة الخيانة".

ونقل المحلل السياسي الإسرائيلي يوني بن مناحيم اليوم الأحد، عن تقارير عربية قولها: "إن ترامب أجرى اتصالات سرية مع دول عربية وأعطاهم الضوء الأخضر لإيجاد بديل لمحمود عباس والأسماء المقترحة "ماجد فرج - سلام فياض".

الشارع يعادى أي مواقف تخرج عن الولايات المتحدة

وفى معرض رده على سؤال هل يمكن أن تنجح الإدارة الأمريكية في مخططها فقال سويرجو:" لا اعتقد ذلك، أو أن الإدارة الأمريكية يمكن أن تنجح في مسعاها، لأسباب كثرة، أن هذا الإعلان شكل دعما للرئيس محمود عباس، ورفع من شعبيته لدى الشارع الفلسطيني، كون الشارع دائما يعادى أي مواقف تخرج عن الولايات المتحدة وتعطي رصيد للطرف الآخر".

وتابع، الأمر الآخر هو أنه لا يوجد أي دولة عربية الآن يمكن أن تتآمر على الرئيس محمود عباس، في ظل هذا الإلتفاف الكبير الذي تشكل حوله شعبيا بسبب موقفه الرافض للعودة للمفاوضات مع الطرف الأمريكي، والرافض لأن يكون الطرف الأمريكي الراعي للعملية السلمية، بل ذهب الرئيس محمود عباس للقطع الكامل مع الولايات المتحدة، وعدم القبول بأي تسويات من طرفها.

لذلك أقول أن هذه المسألة لن تنجح فيها الولايات المتحدة، إلا إذا تعرض الرئيس محمود عباس لمحاولة اغتيال في الطريقة المشابهة التي قتل بها ياسر عرفات، أو بطريقة أخرى، وغير ذلك الأمور ذاهبة نحو تصعيد كبير جدا، وأبناء الشعب الفلسطيني لن يقبلوا من اى طرف خارجي أن يفرض عليهم قيادتهم، كون الرئيس محمود عباس هو رئيس منظمة التحرير ، قبل أن يكون رئيسا للسلطة الوطنية الفلسطينية، وهو أيضا رئيس لحركة فتح، ولذلك هذا المسعى هو فاشل قبل أن يبدأ.

مطلوب قيادة سياسية و ميدانية مشتركة

وحول ما يقصده بالتصعيد قال سويرجو: "السلطة الوطنية وقيادة حركة فتح، وفي ظل هذه الأجواء المشحونة تركت الباب مفتوحا، أمام اى تسوية أو أي تدخل خارجي لإنقاذ الموقف ومساعيها منذ 25 عاما من المفاوضات، وإذا تم إقفال هذا الباب والعبث به وتغيير القيادة الفلسطينية بأمر من الخارج.

وأضاف، و اعتقد أن حركة فتح و السلطة لن تقبل هذا المسعى وستقوم بالتوجه إلى الشعب الفلسطيني وقواه الحية من أجل تشكيل غرفة عمليات مشتركة وقيادة  سياسية موحدة وكذلك قيادة ميدانية موحدة تستطيع أن تضع برنامجا كاملا  للمواجهة و الاستمرار في الانتفاضة حتى النهاية، و لا اعتقد أن السلطة ستستسلم بهذه البساطة أمام هذه الهجمة.

هذا و ألمح الرئيس السابق للمكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل، في تصريحات له حول هذه القضية قائلا:" أن الأمر وصل حتى إلى الحديث عن البحث عن قيادة فلسطينية جديدة تفرض من الخارج". لكنه شدد على أن حركة "حماس" تعتبر كل كذلك مجرد مزاعم لا تأخذها الحركة على محمل التصديق "ولكنها تثير غبارا وأسئلة وشكوكا والتباسات".

وأضاف في تصريح لموقع "عربي21": "على الذين قد ينصرف التفسير إليهم من العرب أن يبادروا لتصحيح الصورة، وتصحيح الصورة ليس بالضرورة بالقول بل بالفعل، واليوم أكبر فعل يجلي الصورة ويرد الشبهة هو أن نقف موقفا مشرفا في معركة القدس وأن نأخذ مواقف قوية ضد القرار الأمريكي بالقول والفعل وبنصرة فلسطين".

المصدر: غزة - وكالة قدس نت للأنباء -