عقد المجلس المركزي برام الله، وتحدث الجميع عن دولتنا الفلسطينية التي يسوق لها عربياً ودولياً، وعن القدس التي لازالت وستبقى راسخة في قلوب شعب غزة المكلوم، وخرج علينا الرئيس محمود عباس بخطابه منتقداً حماس والجهاد لعدم مشاركتهم بالاجتماع، وعلق بأنه منزعج لذلك، ونسي أنه من يضيق على غزة وأهلها والتي تشكل فيها حماس والجهاد ثقلاً كبيراً .
سيادة الرئيس صحيح أن القضية في ظل ما يحاك لها تتطلب من الجميع وقفة جادة للدفاع عنها، إلا أنك إذا أردت أن تعرف حرص حماس والجهاد عليها فعليك أن تتذكر أنهم أول من دعموا الوحدة الفلسطينية رغم حصارك لهم ،وأن ترى شبابهم وهم يندفعون على الحدود في كل يوم جمعة فداءً للقدس ،ناهيك إعدادهم المتواصل لمعركة التحرير الكامل والذي أصبح يشكل رعباً لدى إسرائيل ، فالصاروخ الذي قلت عنه يوماً عبثياً ، يرعب أركان الاحتلال رغم أنه لم ينطلق من مكانه.
أيها الرئيس كان أجدر بدلاً من الحديث عن حركتي حماس والجهاد وإشعار العالم بأن قيادتك لا تلاقي قبولاً الحديث عن العروض التي تلقيتها التي كان أخرها توطين جزء من الفلسطينيين في سيناء في مساحة 600 كيلو متر ،إلا أنك تدرك جيداً أن ذلك لن ينجح في ظل وجود محور الممانعة والمقاومة في غزة، فحسبما أبلغتك جهات عربية وأوروبية أن قيام دولة فلسطينية في ظل وجود الحركات المسلحة في غزة لن يتم، فلماذا لم تتحدث عن هذا ؟
خلال لقائي بأحد مسئولي منظمة التحرير رفيعي المستوى قال لي إن" المخبئ للقضية الفلسطينية وقطاع غزة تحديد مخيف فنحن نعيش مؤامرة دولية وعربية لتذويب القضية الفلسطينية التي يعتبرونها المسألة التي أنهكت الجميع، واصبحت توجه لغزة لأنها تمثل عنوان القضية وهي الوحيدة التي قالت لا للمخططات الامريكية والاسرائيلية في ظل وجود قادرة عرب يعدون لمشاريع تصفوية لها"."غزة هي الوحيدة التي تفشل المخططات الامريكية والاسرائيلية وإنجاحها يتطلب تدمير غزة ولإتمام ذلك التوجهات تتجه حالياً لتجفيف مصادر تمويل منظمة التحرير والذي طبق سابقاً إبان اتفاق أوسلو".
ألصقت كل شيئ بخصوص القدس بترامب ، ولم تتحدث عن العرب الذين هددوك وعرضوا عليك مخططات أمريكا التي تخاف الافصاح عنها لماذا ؟ أكل هذا خوفاً على مكانك في قيادة السلطة ؟ ألا تعلم أن الشعب هو من يقرر ؟..لماذا لم ترفع عقوباتك عن غزة ؟ أليس ذلك هو جزء من المؤامرة الصهيوأمريكية التي تحاك ضد غزة.
ما أريد قوله بدلاً من المناكفات السياسية أنهي حصارك المالي والسياسي على غزة فهي أخر قلاع العز والصمود للقضية الفلسطينية ،الكل أصبح في قطاع غزة يكرهك حتي أبناءك موظفوا السلطة، هذا هو موقف غزة الصريح من شخصك، فإما ان تنهي سياسة عقاب غزة، وإما أن تترك نفسك تعيش في عزلة ليست من الفصائل وحدهم ،بل ستكون من جميع أبناء شعبك في غزة. والسلام الختام.
بقلم/ صلاح أبوحنيدق