سنعتبرها اللّطمة الثّانية إن لم يكن قد سبقها عّدة لطمات، هذا لكلّ من يَحس برداءة الخيارات الفلسطينية في التّعامل مع الصّراع، وفي خِلال شهرٍ ونصف كانت اللطمة الأولى التي وجّهها ترامب من خلال وثيقة أمريكية بإعطاء القدس للإسرائيليين، وكما قال نتنياهو في خطابه في الكنيست الاسرائيلي أن تلك الوثيقة تذكّره باعتراف الرئيس ترومان بإسرائيل ووثيقة بلفور رئيس وزراء بريطانيا، يأتي بنس نائب الرئيس ترامب بعد زيارةٍ لدول الطّوق إذا صحّ التّعبير الغابِر وأمام الكِنيست في خطاب توراتي تلموديأرثوذوكسي ليضَع الخُطوط الأمريكية العريضة والواضحة للسّياسة والأيديولوجية السياسيّة الامريكية، ووضع قرار ترامب محلّ التّنفيذ وزيارة حائط البراق، هي تلك اللّطمة الثّانية وهنا وقع الفلسطينيون في ضربةٍ مزدوجة تكمل الضّربات الّتي لم تُواجه أي استعداداستباقي من قبل الفلسطينيين أو العرب فَبقيت القُدس طَوال السّنوات الماضية مُهملة من العقل العمليّ للسُّلطة ولم يكن لها موازنة تحمي أهلها وتعزّز صُمودَهم أو تحمي بُنيتها التّحتية وهُم يَعلمون أن ترامب ومُنذ حملته الانتخابية وعد بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، السّلطة لم تتّبع أي سُلوك من سُلوكيّات الوِقاية والحِماية سوى شِعارات خطابٍإعلامي باهت ومرن في ظلّأطروحة الدّولَتين وبِدون الأخذ بالاعتبارأنّ هناك أَخطار ومَخاطر جادّة قد تقوّض البَرنامج الوَطني. لَطَمات وجّهت للشّعب الفلسطيني،وبالتأكيد لسُلطته ومُنظّمته وما زالت المعايير السّياسية والمَنهجيّة لم تتغيّر سوى أبجديّات في السّوق الوَطني تَجرح القُلوب والعُقول، واستخدامألفاظ سياسيّة لم تتغيّر حَول المُفاوضات وطُرق التفافيةأُخرى ومُقاومة سلميّة وفِي ظلّ مؤشّرات أنّها عجِزت عن حَشد شَعبي لخِطابها في رام الله بما لا يزيد عن 300 فرد من هُواة الصّور الفُوتوغرافية والإستعراض ونفس المقولات التوجّه للمُنظمّات الدّولية وغيرُه والقُبول بمَبدأ المُفاوضات، ولا أدري كيف سيُفاوضُون وعلى ماذا وماذا تبقّى ليُفاوِضوا عليه. لَطمات ولَطمات خطِرة تؤكّد أنّها عجِزت وإن لم تُقرّ السّلطة بذلك في ظل وضعٍ داخلي مُشتت ومُنقسم وشعارات أكبر من كَونها سُلطة لمُواجهة أمريكا، أو شعارات يتداولها مسؤُولي الفَصائل والتي تَقول لو اعترف العَالم كُلّه بالقُدس عاصِمة َإسرائيل فَهذا لن يغير شيئا إذا لم نَعترف نحنُ، يا سادة أوّلا ومُنذ أوسلو ومَحطّاتها القُدس كَاَنَت مُؤجّله وكَانت تلك الاتفاقية الباب الواسِع للاستيطانأما ثانيًا الشّعب الفِلسطيني للآن والأمة العربية كَشُعوب لَم تعترف بوُجود اسرائيل وأكثر من 80 قرار دولي يُؤكد الحقّ الفلسطينيّ هل هذا يكفي..؟؟، وهل هذا غير من الواقع أو آخر ولو سنتمترات المشروع الصهيوني..؟؟ كَفى دَغدَغة عَواطف.الانقسام وإن كان الشّعب الفلسطيني سَئم من البَوح بِمشاعره، وعندما يصفُ القادة أنّ الشّعب الفلسطيني قلقٌ من عدَم إنجاز المصالحة، نقول أن الشعب الفلسطيني"ماكلهوا" وليس قلق وخاصّةً في غزّة التي أصبحت تموت كُلّ يوم ألف مرّة ومرّة من ظواهر الفَقر والبَطالة والحِصار والعُقوبات ويبدو أن الإخوة طرفي الانقسام غير مستعجلين وما زال أمامهم وقت و"مَطوَحة" من لقاءات ومفاوضات لتذليل العقبات..؟!، الطرح النظري والتصورات والاستراتيجيات والدّعوة والمُطالبة أصبحت كَطواحين الهَواء يَسمعُها شعبُنا يوميًا، والحقيقة أنّ الشّعب الفِلسطيني ومُصالحة تَدُور في فلَك العَجز والفَشل والقَمع والأدلجة الثّقافية وأنّ قبِل الشّعب بِذلك فَهل يَقبل أن يَكون رَغيف خُبزه ومُستقبل أبناءه مُرتبط بكلّأدوات الإرهاب والذّل والمَهانة. أمريكا وإسرائيل تفعل أكثر مما تقول ونحن نقول أكثر ممّا نفعل فلينظر كُلّ ذي بَصيرة لِهذا الشّعب وأين مُعززات صموده..!! أهي في العُقوبات ..؟؟؟ أم في مُصطلح الشّراكة واللّاشراكة والتّمكين والحِوار واللقاءات، إنه العجزُ بعينه، وأمريكا تفعل ما تقول، وكفى دغدغةًللعواطف.
سميح خلف