رغم أننا قد قرأنا كما غيرنا بعلم السياسة .... باعتباره علم الممكن ....أو فن الممكن .... وحتى فن الكذب ..... الا أن السياسة رغم أنها تعبير عن مصالح ذاتية بحسابات خاصة .... الا انها ممكن أن تكون تعبير عن مصالح لأكثر من جهة .
الا أن السياسة ورغم الموقف منها .... والعداء لها .... والتشكيك فيها .... الا أنها تعبر عن جذور تاريخية لمواقف ثابتة ...ومتغيرة لمجموعة قيم ومبادئ ... وأسس راسخة .... تتحكم بمواقف وسياسة هذا البلد أو ذاك ..... وحتى هذه الحركة السياسية أو تلك .
ممارسة التلاعب على الحبال ..... والنطنطة .... وخذ وهات .... والتلاعب بالكلمات ....وحتى الصراخ...والقفز بالهواء ....ومحاولة التجاوز للحدود ....وحتى ممارسة السباق المارثوني ....اليوم معك .... وغدا ضدك .... بمحاولة اثبات الموقف ...وكسب الرضي ..خزعبلات فارغة.... وبمحاولات يائسة وبائسة ... يحاول البعض أن يمررها تحت قانون المصالح .... وما يمكن ان يطلق عليه تحالفات وهى ليست بالتحالفات الانية ولا حتى الاستراتيجية .
عالم اليوم .... يسعي لمصالحه .... ولكل دولة مصالحها .... وأولوياتها السياسية والاقتصادية ...كما لها مخططاتها التكتيكية والاستراتيجية .... التي تسعي لتحقيقها ....وهذا حق لكل دولة ....لكنه ليس حق مطلق .
مفهوم صحيح .... لكنه ليس بكافة المعاني والأهداف التي يسعي البعض لتمريرها وادخالها بعقولنا .... وحتى الي درجة الايمان بها ....واعتناقها ... والدفاع عنها .... والي درجة الاستماتة لأجلها .
هناك الثابت والمتغير بالسياسة الخارجية .... لكنها المحكومة بمجموعة المبادئ والأهداف الاستراتيجية التي لا تتغير حتى بتغير أنظمة الحكم .... لأن تغير أي نظام حكم لا يعني احداث التغيير الجذري والاستراتيجي بمصالح بعض الدول ومواقفها ...ومجموعة القيم والمبادئ الراسخة بثقافتها .... وعلاقاتها التاريخية خاصة مع بعض دول الجوار ..... والدول التي ترتبط معها .....بقومية واحدة ....وأصول وجذور تاريخية واحدة .... كما بالحالة العربية ....الا أن هناك دول اقليمية لها سياساتها ....وجذورها التاريخية .... وأولوياتها والتي تتحكم بأطماعها القديمة الجديدة .... والتي تسعي لأجل تحقيقها بكافة السبل والوسائل ..... المشروعة وغير المشروعة .... ومثالها تركيا وايران .... ومن لف بلفيفهم مثال دويلة قطر .... والتنظيم الدولي للاخوان ...وبعض التشكيلات المذهبية والطائفية ..... التي تستمد امكانياتها وتوجيهاتها .... من أجهزة استخباراتية .... تعمل ضد بعض الدول ذات المواقف القومية والتاريخية..... والتي لها قاعدتها ومكانتها .... ودورها الريادي داخل المنطقة وخير مثال الشقيقة مصر .... والاستهداف الدائم والمستمر لها .... من قبل تلك الدول والتنظيمات وما تم انتاجه من مجموعات تكفيرية ارهابية .... تمول وتسلح ...ويخطط لها .... وحتى يتم نقلها من منطقة بعيدة ...الي مناطق سيناء.... لأجل استمرار الارهاب ....وزرع بذور الفتنة ....وزعزعة الاستقرار .... ومحاولة وقف عجلة التنمية .... التي تسير بصورة منتظمة ومخططة ..... حسب استراتيجية تنموية .... ومخططات حكومية .... وبمشاركة دول وشركات استثمارية وحتى القطاع الخاص ....الا ان مصر ستبقي الاقوي .... والاقدر على مواجهة تحدياتها .
ما يحدث بعالم السياسة الدولية .... من تحالفات وتقلبات ومحاور يحدث على صعيد المنطقة الاقليمية .... وحتى على صعيد السياسة الداخلية لبعض المجتمعات .... الا أن مصيرها الفشل الذريع ....وعدم امكانية النجاح ....وهذا بحكم التاريخ والتجربة .
نحن من المجتمعات التي لا نجيد حوار الاستماع .... ولا حتى حوار الكلام المسموع والواضح والمحدد ....حوار الصراخ والالتفاف.... وحتى الدوران .... حوار القول بما لا نفعل ....وحوار الداخل بعكس الخارج ....حوار اللسان وليس الأفعال .... حوار ما يقال ولا يصدق .... كما حوار عكس الحقيقة .... حوار القدر الضئيل من الالتزام ....والتجاوز الكبير لأصول ومبادئ الحوار .... والأهداف التي نسعي لتحقيقها .
نحترم بعضنا كثيرا .... ونصدق القول قليلا .... حتى أننا لا نقول للكاذب أنت كاذب.... ولا للمنافق انت منافق ....ولا حتى للدجال أنت دجال ....ولا للمعتوه أنت معتوه ....كما أن احترامنا الزائد.... لا يوفر أن نقول للغبي انت أغبي الناس ....ولا حتى لغير العارفين والفاهمين أنكم أخر ما تعلمون .
عدم قول الحقيقة .... واخفاء الكثير من الحقائق ....والي درجة المجاملة الزائدة عن حدها .....في ظل أوضاع مأساوية كارثية ....وأزمات متفاقمة.... وصلت الي حد الجوع والمرض ..... والتطرف .... بداخل العديد من الأفراد ......وحتى الارهاب وأفكاره الشيطانية ...وانحرافه الفكري .... وما يلتف حوله .... من ضعفاء النفوس ..... ومجموعة الهوس والادمان وحتى الكفر ..... والانحراف غير المتوازن..... داخل البعض القليل الذين لا يمتلكوا ثقافة الوعي ..... ولم يتم متابعتهم ....والحرص عليهم ....وتصويب مسارهم .... حتى خرجوا من بين ايدينا ...ومن داخل وطنهم ..... الي حيث الشر وأهله .... والي حيث الخراب والتخريب ..... من جماعات التكفير والارهاب .
لقد أدركت بالنهاية ......الحقيقة التي قولتها قبل سنوات طويلة .... وكتبت عنها ... بمقال طويل عريض نشر بالعديد من المواقع الفلسطينية والعربية وحتى بعض الصحف بعنوان ( الاعلام ....وحوار الطرشان ) بالعام 2011 حيث تأكدت اليوم أن ما يقال لا يسمع .... وأن كافة الأحاديث والتصريحات التي تعلن لا صدي لها .... وأن ما يقوله فلان أو هذا الفصيل لذاك الفصيل لا يسمع ..... كيف سيسمعون والحوار مع طرشان ....لا يسمعون وأخاف أن أقول بأكثر من عدم الاستماع ...وحالة الطرش .
أنا أكاد أجزم أن الغالبية قد أصابها الطرش الطبيعي والمصنع ...ولم تعد تسمع لأنها لو كانت قد سمعت ....لتجاوزت الكثير من الأخطاء والخطايا ...لكان الحال أفضل بكثير من حالنا .... ولكان بالامكان اسعاف وانقاذ ما يمكن انقاذه .... قبل فوات الاوان .
تأكدت أننا بحوار طرشان .....ليس اليوم بل منذ زمن ....وكنا لا نفحص مدي قدرتنا على السمع .... ومدي ظلمنا لأنفسنا .... ومدي الامراض التي بداخلنا .... ومدي الموت البطئ لمشاعرنا ...ومدي حالة التوهان بعقولنا .
حقا لقد ظلمنا بعضنا البعض ....واتهمنا بعضنا البعض.... وتجاوزنا المسموح به ....ودخلنا الي مربعات الممنوع والمحظور باتهامات لا حدود لها ...واثبات قصور كبير ...وتخاذل مستمر ....وتراجع متواصل .....حاولنا أن نثبت حالة اهمال ...وتغليب للمصالح الشخصية والفصائلية على حساب شعب ووطن وقضية .
لقد تأكدنا بعد سنوات أننا لا نسمع بعضنا البعض ....وأن حوارنا حوار طرشان ....حتى أننا لم نعد نسمع عن ما أصابنا من جوع قاتل .... ولا حتى عن مرض شديد ....ولا عن الام لا تحتمل ....لم نعد نسمع عن صراخ طفل جائع .... ولا عن صراخ ام جائعة.... ولا عن صراخ اجيال شابة لا تجد طريق مستقبلها .... لم نعد نسمع عن أب غير قادر على القيام بواجباته .... ويحاول الهروب الي حيث الادمان .... وحتى عدم الاكتراث والاهمال ....لم نكن نعرف مدي خطورة عدم السمع ....حتى أننا لم نعد نعرف مدي خطورة عدم الاحساس .
بإمكان الانسان أن لا يسمع ....وأن يصاب بالطرش ....لكن لا يمكن أن نتصور أن يكون الانسان معدم الاحساس والمشاعر.... ولا يشعر بآلام غيره ....ولا أحزان من حوله .
حقا لقد تأكدت ....ان كل ما قيل وما سوف يقال لم يسمع ....وبالتأكيد لم يفهم ...ولا يتم العمل به ....ولا يري طريق النور .... تاكدت أن الصورة بمعظمها كاذبة..... وأن التصريحات بأغلبها منافقة .... وأن الشعارات بمعظمها مفرقة ومفرغة ....تأكدت ان الشخوص وهمية والأسماء مستعارة ....كما تأكدت أن الكثير من الأسماء مجرد أسماء ....لا تعرف عن ما تتحدث به ... والي اين تذهب بنا باقوالها وكلامها .
وحتى الجلسات ما بين طرشان اليوم ....كما طرشان الأمس ....لا يسمعون بعضهم البعض ....وحتى ولو قالوا ما قالوا ....لأنهم لا يسمعون.... وقد لا يفهمون ....وبالتأكيد لا يشعرون .
وصلوا الي الاجتماع والحوار .... حتى يأخذوا صورة جماعية .....يعتقدون واهمين أنها ستسجل بتاريخهم ....ولا يعرفون الحقيقة أنها تسجل عليهم .
اذا كانوا لا يسمعون ....افلا يرون ...ألا يتسألون ....ألا يشعرون .... ألا يتحسسون .... ألا يتألمون .... أليس لهم قريب مريض ...أو قريب جائع ..... أليس لهم جار واسرة تغطيها السماء ....وتفترش الأرض ...هل وصل الحال بحوار الطرشان الي حوار فاقدين البصر ....وحتى فاقدين البصيرة .
لقد أدركت لماذا يتهربون من الانتخابات ....يتهربون من مواجهة الحقيقة ...لقد أفقدونا الصواب والتوازن بالكلمات ...حتى الاحترام للشخوص والقامات .... لأنهم قد تجاوزا الي الحد الغير مسموح بتجاوزه ...وأطالوا بعمر الانقسام وسواد ليله .....الذي لا يجب أن يطول ....بل كان يجب أن لا يحدث .
أوهمونا وأشبعونا بكلماتهم ....ولعبوا بنا لعبة رياضة السياسة ..... بألعاب سحرية.... ولم يدركوا أن العابهم مكشوفة .....وتسجل عليهم ...ولم تمر للحظة واحدة ...وسيجد البعض نفسه خارج الصندوق ...وحتى خارج الملعب .... وهذا ما كنا لا نتمناه ولا نريده .... لكن البعض وقد فرض علينا .... ان نقول ما قلناه ... وان نكشف الجزء اليسير .... وان لا نعري الا الجزء القليل .....لأننا أولا واخيرا أصحاب وطن واحد .... وأبناء شعب واحد .... وذات مصلحة واحدة ... والعدوان لا يفرق بيننا .... كما أن العدو لا يفرق ما بين هذا وذاك ...فالجميع منا مستهدف .... ويجب علينا أن نصحو.... الصحوة الأخيرة .
الكاتب : وفيق زنداح