ظهر بشكل مفاجيء على خريطة المرشحين لخلافة الرئيس عباس عالم الكيمياء الفلسطيني ورجل الاعمال واسع الانتشار في الولايات المتحدة الامريكية عدنان مجلي ، ماقبل ستة شهور كانت الاستطلاعات والاستقراءات تحوم حول شخصيات في الساحة الفلسطينية لها تجربتها في داخل الصندوق الفلسطيني محمد دحلان البرغوثي سلام فياض هنية ماجد فرج عريقات ، كل من تلك الاسماء له وجه في التجربة الفلسطينية ومن خلال واقع الاحداث فيها ، ولكن وبشكل مفاجي يظهر اسم عدنان مجلي في الصحف الاوروبية ومواقع عربية وفلسطينية وبشكل مفاجي ومن خارج الصندوق.
في حينه اتى صائب عريقات واتي فياض من خارج الصندوق وكان كل له دوره بناء على المرحلة التي ظهر فيها ، لا نريد الخوض فيها وفي تفاصيلها ، ولكن المهم ان نستقريء ما وراء ظهور عدنان مجلي وفي هذه الايام وتستقبله غزة معبر ايرز الحدودي بين غزة وفلسطين المحتلة ويعقد عدة اجتماعات مع الوجهاء والقوى الوطنية ومع حماس بالتحديد وكما اظهرت الصور كان يرافقه عضو اللجنة المركزية السابق ورئيس حكومة سابق في السلطة الوطنية، وان تفتح باب مؤسسة وصحيفة الاهرام وهي اكبر المؤسسات الاعلامية في مصر ولقاء وحوار صحفي معه ، كل هذا يدعو للتساؤل في زمن وتوقيت الظهور واطروحاته السياسية التي لا ارى فيها اختلافا عن برنامج محمود عباس وباضافة بعض المقترحات التصويبية لقرار السلطة بوقف التعامل مع الولايات المتحدة الامريكية بعد قرار ترامب بل ما يرتئيه العمل مع الولايات المتحدة في الجوانب الايجابية في علاقتها مع السلطة اي النظر الى نصف الكوب الممتليء ، ما يهم الفلسطينيين ، هو استكشاف برنامجه السياسي الذي كما قلت لا يختلف عن برنامج محمود عباس في استبعاد يصل الى حد تجريم المقاومة المسلحة واطلاق العنان للمقاومة "" السلمية "" واما باقي اطروحاته ايضا لا تختلف عن اجماع كل الفلسطينيين بوجوب انهاء الانقسام ، ودولة فلسطينية على حدود 67م بعاصمتها القدس الشرقية منوها ان خطورة الانقسام وعدم التوصل لوحدة البرنامج هو من اتي وساعد ترامب باتخاذ قراره حول القدس وهي بديهية سياسية .
اما عن صفقة القرن التي تحدثت عنها وسائل اعلام عالمية واسرائيلية ومسؤلين امريكان فوجهة نظر عدنان مجلي بانه لا يوجد صفقة عصر ولا يعلم عنها ولان كل صفقة لها طرفان وما دام الطرف الفلسطيني غائب اذا لا يوجد صفقة ولا غيرة ، وهنا اختلف مع الدكتور عدنان عالم الكيمياء واقول ليس شرطا لتنفيذ اي صفقة ان يكون من ابجدياتها طرفان وقد يكون الطرفان للصفقة خارج المستهدف ، فالشعب الفلسطيني منذ وعد بلفور للان لم يكن طرفا في صفقة وللان الى وعد ترامب فالصفقات تعقد بين الدول ذات التاثير الاقليمي والدولي ، وصفقة ترامب كما المحت وكالات الانباء عن نقاش دار بين الملك عبد الله الثاني والحريري رئيس وزراء لبنان اعرب فيها الملك الاردني عن تخوفه من ان يفرض ترامب الصفقة وبدون اشعار سابق متخوفا ايضا من مستقبل اللاجئين في الاردن ولبنان والوصاية الاردنية على المقدسات ، اذا الشعب الفلسطيني يفتقر كثير من الاوراق في مواجهة صفقة ترامب ما دامت تتوفر لدى ترامب اوراق اقليمية تدفع وتتبنى رؤيته هذا اولا ، اما ثانيا المصالحة الفلسطينية في مساراتها الحالية وبتبني المقاومة السلمية كشعار في نفس الوقت الالتزام بالتنسيق الامني والمفاوضات كخيار استراتيجي وهذا ما اكده الرئيس عباس في مقابلته مع رئيسة حزب ميرتس الاسرائيلي " زافا غالؤون ".
نجد من اطروحات عدنان مجلي هو برنامج منظمة التحرير لعام 88م ولا يختلف كما قلت الا في الاليات ودعوته لانعقاد مجلس وطني لتجديد وتنشيط مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية ، اما عندما سؤل عن ازمات غزة اكتفى قائلا بان حل ازمات غزة يحتاج لارادة سياسية ، وهذا مؤكد مع المطلب الملح بعقد المجلس الوطني للخروج برؤية وبرنامج للشعب الفلسطيني يعالج ازمات المرحلة والازمات الاستراتيجية .
ولكن هل زيارته الى غزة كانت للتعرف والاستكشاف لازمات غزة ام كان لها منحى سياسي وهو الرجل الذي قالت عنه وكالات الانباء انه صديق لترامب وهو من مهد للاتصالات الاولى بين عباس وترامب وهو ايضا صديق رئيس وزراء بريطانيا ..... هل حمل رسائل لحماس من الادارة الامريكية ..؟؟ وهل كان خطاب هنية بعد لقائه معها اجابة على تلك الرسائل .....؟
الجمهور الفلسطيني وخاصة الفصائل ترى من طرح عدنان مجلي هبوطا بالمظلة الامريكية على الواقع الفلسطيني ومن خارج الصندوق ، وهذا في وجهة نظرهم مرفوض ، ولكن الاهم هل يحمل عدنان مجلي مشروع وطني وسياسي قادر على ان يحدث اختراق في حال تم التوافق عليه لرئاسة وزراء بضغوط دولية امريكية ... وهل ايقونته كرجل اعمال وله مصالح اقتصادية مرتبطة بعجلة رأس المال الامريكي تسمع له باللعب بدور وطني في الساحة الفلسطينية دونما يتعرض لضغوط او عقوبات من امريكا ..... ماذا يمكن ان يضيف عدنان مجلي من جديد للفلسطينيين ؟ هكذا تقاس الامور بالمنظور الوطني .
عدنان مجلي :
من مواليد 1963م من مدينة طوباس تخرج من جامعة اليرموك الاردنية عام 1981م حصل على شهادة الماجستير والدكتوراه في الكيمياء عام 1989م سافر الى امريكا واقام بها له شركة ادوية وله ستمئة برائة اختراع طرحه الرئيس عباس لرئاسة الوزراء في فبراير عام 2017م تربطه علاقة صداقة بنجل الرئيس عباس .
سميح خلف