كلما اقتربت معركة انتخابات بلدية الناصرة، استعيد بذاكرتي الرحالة الايطالي الشهير كريستوفر كولومبوس، الذي عاش بين 1451 -1506 ولقب بأمير البحار والمحيطات، والذي ينسب اليه اكتشاف أمريكا -الأرض الجديدة.
طبعا اكتشاف بلدية الناصرة في عصرنا بات أقل مخاطرة، ولا يحتاج الى ابحار في محيط أطلسي بسفن شراعية تسير بالمجاديف وتتقاذفها الرياح، ولا يعرف بحارتها ان كانوا سيبقون احياء ويعودون الى اوطانهم من هذه المغامرة.
لكن أعزائي الرحالة الى بلدية الناصرة، لا خوف عليكم من المحيط الأطلسي، والسفن الشراعية، إذ أصبح عندنا اليوم بدائل آمنة، حواسيب الكترونية، سيارات مرسيدس، طائرات جامبو، وسفن فضائية لمن يطمح للوصول الى استيطان كوكب المريخ والفوز برئاسة بلديته!! والسفن الفضائية لا تشكل خطرا لغرق أي منكم في مياه مليئة بأسماك القرش والحيتان. لا باس عليكم، أبو ماهر أمن لكم الطريق للمنافسة على رئاسة بلدية الناصرة بعد ان نظف طريق المنافسة من الحيتان واسماك القرش.
بهذه المناسبة اود ان اذكر كل المتنافسين على رئاسة بلدية الناصرة، ان علي سلام قد اعد لمدينة الناصرة أجمل مبنى بلدي حضاري، مجمع ضخم لكل اقسام البلدية، مواقف سيارات واسع .. وموقع سهل للوصول اليه بدون مشاكل السير، بقرب مبنى مجمع "بيج فيشن"!
انتهى عصر المبنى العتيق الذي أقيم بفترة الأتراك وكان مدرسة ابتدائية ثم ثانوية ثم مقرا للبلدية. وكان فوز علي سلام برئاسة البلدية في الانتخابات السابقة، فاتحة خير لأهل الناصرة، اذ ستجري معاملاتهم اليوم مع سلطتهم المحلية، بمبنى جديد، يشمل كل اقسام المجلس البلدي، ولا ضرورة للتنقل مثل أبناء القطة، من مكان الى آخر ..
هذا المكسب الكبير سيكون أيضا في خدمة المتنافسين، فهم اذا فازوا، سندعو لهم بالنجاح في إدارة شؤون الناصرة من المبنى الذي سهر علي سلام على انجازه وتأهيله بأفضل التجهيزات لخدمة المواطنين .. والناصرة كانت وتبقى بيتنا جميعا، في الانتخابات وقبل الانتخابات وبعد الانتخابات. وإذا لم يفوزوا سندعو لهم بالنجاح في أعمالهم، وان يمدوا يد العون لتعميق دور البلدية في إدارة شؤون مدينتنا وأهلها الكرام.
ولا باس أعزائي المتنافسين لمن يريد ان يواصل الإبحار مثل كولومبوس للوصول الى الأرض الجديدة، أمريكا .. لعله يجد ما ترغب به نفسه!!.
قبل أسبوع زرت موقع البناية الجديدة، وفوجئت ان المبنى اضحى بمراحل اعداد أخيرة، خاصة التجهيزات، فكل شيء جاهز تقريبا للانتقال الى هذا المجمع البلدي الحضاري الجميل والمريح لجميع المواطنين.
طبعا نحن لسنا ناكرين لجميل رئيس بلديتنا علي سلام، الذي يكرس جهود كبيرة جدا، في الاشراف أيضا على انجاز المبنى، وكما فهمت ان المبنى سيكون بيتا جاهزا ومجهزا بكل الوسائل الضرورية خلال شهر واحد.
اذن أعزائي الرحالة، اقصد المنافسين على رئاسة بلدية الناصرة، زوروا المبنى واقسم انه سيجري الترحيب الحار بكم، تعرفوا على المبنى الرائع والواسع، حيث ستحط مراكبكم الشراعية. طبعا لن تجدوا هناك هنودا حمر، بل جهازا بلديا بأكمل استعداد لتقديم أفضل الخدمات. الان بات بإمكاننا ان نقول ان علي سلام حقق الحلم الذي كنا نصبو اليه والذي كثيرا ما رددناه مثل القصائد الشعرية، "كرامة وخدمات"، لكنه كان ترديد لحلم يداعب نفوسنا، ها هو يصبح اليوم حقيقة ملموسة بكل الحواس التي يملكها الانسان. الكرامة هي جزء من مبنى حضاري وليس من عشرة ابنية وزعت بها أقسام الخدمات الضرورية، بشكل يرهق المواطن الذي يحتاج الى خدمات متنوعة من الهندسة والأرنونا والنظافة والتعليم والسير والكثير من الخدمات الضرورية الأخرى.
طبعا المنافسة هي حق ديموقراطي مطلق، ونحن نحترم كل المتنافسين، اليوم أرى ان الناصرة، تستعيد عافيتها، بعد ان انجز علي سلام نقل الناصرة من الجمود الفكري والسياسي، والتبجح من الذين ظنوا انه لا زلازل ولا عواصف قادرة على اقتلاعهم من ادارة بلدية الناصرة. هذا الإنجاز بتحرير البلدية من أسر استمر 40 سنة، هو هدية لكل متنافس يطمح بخدمة مدينته. بدونه كانت ستبقى الناصرة مدينة مغلقة، لا يجرؤ أبنائها على الطموح للوصول الى رئاسة البلدية او عضوية المجلس البلدي بقوائم مستقلة عن التنظيمات الحزبية (العربية وغير العربية).. التي أضحت حلقات مغلقة لبعض المنتفعين.
ولا بد ان اشير ان العمل أيضا يجري على قدم وساق لإنجاز أكبر مركز ثقافي في الشمال (اوديتوريوم) وهو بلصق مبنى بلدية الناصرة الجديد.
اذن الناصرة مقدمة على انجاز قفزة تاريخية حضارية هامة جدا. مبنى حضاري عبارة عن مجمع بلدي ضخم، ومركز ثقافي حضاري كان حلما لجميع الفنانين والفرق الموسيقية، الذي اضطروا لتقديم برامجهم في المزرعة (على طريق العفولة) او الناصرة العليا، بسبب غياب مخجل لقاعة حديثة مبرمجه لأعمال ثقافية، فنية وموسيقية تحتاج الى قاعة مجهزة لمثل تلك البرامج.
فيا أيها المرشحون المتنافسون، لا نريدكم ان تكتشفوا أمريكا، بل ان تبقوا في ناصرة الجليل ناصرتنا وناصرتكم لنقدم لأهلها أفضل ما يمكن من خدمات وكرامة انسانية!!
نبيل عودة