القدس عاصمة فلسطين - والله إني متألم جداً علي وضع هذا الوطن و إنني المس حالة هيجان في الشارع لم أشهدها من قبل ، ولا اخفي على من يريد أن يسمعني ان السيل قد يكون بلغ الزبى، وان كلام الناس معظمه أصبح لدرجة انه يتسبب بسجنهم لو تمت الملاحقة القضائية، وارتفع خطاب العامة فوق خطاب المسؤولين بدرجات، ومعظم الناس الآن بعُرف القانون مدانون بالجرائم السياسية،
فلا يكفون عن شتم المسؤولين بأشد الألفاظ، واتهامهم بأنهم ضيعوا البلد بسبب انقسامهم ومناكفاتهم الغير مبررة وإنهم سبب البلاء ، ويجب التخلص منهم، وقد فقدت الناس ثقتها بهم، ولا يصدقون احداً منهم، ويعتقدون إن الكل يكذب، وباتوا يظنون إن الأيام القادمة ستكون "أيام "ضَنكًا " لا محالة، إلا القلة المنتفعة طبعاً وان المستقبل مظلم وحالك السواد سواءً هناك كهرباء أو لم تكن ،ولا أمل في هذه الحياة.
هذا هو شعور الناس اليوم لأنهم اصبحو لايثقون بالوعود والحوارات واللقاءات والمصالحة، ولا يريدون ان يسمعوا تبريراً، والله ان الشتائم لا تكاد تفارق أفواههم شباباً وشيباً في كل مكان، في الحارات في الشارع حتي الراكبين في سيارة الأجرة ولا يخفون توقعاتهم بأنه لايمكن أن تتم مصالحه واتفاق بين الأطراف المتخاصمة ، والناس مصابة بحالة إحباط لم أشعرها "طوال حياتي"، ويتطاولون على المسؤولين بلا خوف ولا تردد، وإذا حذرهم احد يردون بالقول خليهم "يقطعوا هالراس"،ولو سمع المسؤولين كلام الناس الصريح لما كفاهم كل القضاء في المحاكم للتعامل مع هذه الأوضاع، ولامتلأت السجون بالناس،ولم يبقي إلا المسؤولين في الشارع فقط .
فالشارع يتسيس بسبب الانقسام بشكل متسارع، ولا أقول ذلك تهويلاً ولا شائعة حاشى لله ، بل لتتفتح الآذان جيداً، وليسمع لما يقوله الذاهبون والعائدون في كل الأمكنة علناً وبلا خوف ولا وجل، فالوضع في الشارع خطير لمن القى السمع وهو شهيد، والمشاعر تتبدل بشكل جذري، فهنالك بطالة متزايدة وديون علي أولياء الأمور فالطلاب في مدارسهم وجامعاتهم يذوقون الأمرين لتدبير رسوم الساعات، ويقطتعون من قوتهم لتوفير أجرة الطريق ،كما ان جميع الناس اصبحو يشعرون بالخوف من سوء المنقلب ،فلابد من الحفاظ على روح الوحدة الوطنية ودعمها باعتبارها من الثوابت الوطنية هدفاً وفعلا وليس شعاراً.
ويجب الابتعاد عن كل ما من شأنه بث الفتنة،حيث إن الوحدة الوطنية مكسب من المكتسبات الحضارية التي لا يمكن التفريط فيها ، ولابد علي المتحاورين والحريصين علي مصلحة الوطن والمواطن أن يقدموا مراجعة شاملة ودراسة معمقة لرأي الناس وإعادة التقييم الداخلي للخروج من المأزق المصطنع الذي وصلت إليه قضيتنا من خلال الانقسام والتشرذم وهنا يجب على الجميع ان يتحمل مسؤولياته بإنهاء هذا الانقسام . فعلينا التحاور والاتفاق على قاسم مشترك يجمعنا ومتابعة الأوضاع الأمنية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية في الوطن والشتات ومعالجة كافة الأوضاع وإنهاء حالة الانقسام ، وبعد كل ما تم سرده اجزم لم ولن يلتفت أي احد لحديثي هذا لانهم سيصنعوا ازمة تلوا ازمة لكي يبقى المستفيدين جاثمين علي قلوب الشعب
بقلم: د.هشام صدقي ابويونس