الشهيد إسماعيل أبو ريالة # شهيد- البحر

بقلم: سامي إبراهيم فودة

"ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتآ بل أحياء عند ربهم يرزقون " صدق الله العظيم"
في وداع عرس الشهيد مشهد مهيب ومؤثر اختلطت فيه الدموع بالزغاريد والتكبير والتهليل وسط هتافات ثائرة وحناجر صادحة ودموع تذرف مع إطلاق النار في الهواء منددة بجريمة الاحتلال الإسرائيلي باغتياله,وفي حضرة الشهادة والشهداء تنحني الهامات لهم إجلالاً وإكباراً وتَنَكُّسُ رؤوس الأقلام خجلاً وتواضعاً أمام تضحياتهم البطولية وتصمت الألسن وتدمع المقل وتدمي القلوب على فراق الأحبة الغوالي الذين ترجلوا عن صهوة جوادهم...
ولد شهيدنا إسماعيل صالح محمد أبو ريالة ابن الثامنة عشر ربيعاً في مخيم الشاطئ منطقة البلاخية مقر سكناه ومسقط رأسه وقد عاش في كنف عائلة مناضلة لاجئة فقيرة ملتزمة بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف ومحافظة على عادات وتقاليد المجتمع الفلسطيني وترجع أصول جذور عائلته إلى بلدة حمامة في فلسطين المحتلة عام 1948م التي هجّر منها أجداده قسراً وظلماً وقد ارتقى شهيداً مخضباً بدمائه الطاهرة بطلق ناري في الرأس بدم بارد أثناء عمله في مهنة صيد الأسماك شمال قطاع غزة من على متن قاربه الصغير بعرض البحر بحثً عن لقمة العيش...
ترك الشهيد إسماعيل منذ صغره مقعده الدراسي وتوجه للعمل في مهنة صيد الأسماك بعرض البحر بعد الوعكة الصحية التي ألمت بوالده من أجل تأمين لقمة عيشه وإعالة أفراد عائلته الفقيرة المكونة من 14شخص بحثً منه بين أمواج البحر المتلاطمة عن لقمة العيش المغمسة بالدم وهي التي ترتقي بأرواح الفلسطينيين في رحلة العذاب المحفوفة بالمخاطر أو في رحلة سفر بلا عودة للأهل وقد عاد قارب الصيد ملطخاً بالدماء دون أن يعود الشهيد ومن كان عليه وقت وقوع الجريمة,فما هو الذنب الذي اقترفه ليقتل بدم بارد لأنه يبحث عن لقمة عيش يسد فيها جوع أفراد عائلته في ظل الحصار البري والبحري المفروض على غزة, فقد ودعه البحر صديقاً واستقبلته الأرض الطيبة شهيداً بين أحضانها..
الاستشهاد// ارتقى الشهيد إسماعيل صالح محمد أبو ريالة ابن الثامنة عشر ربيعاً شهيد لقمة العيش بدم بارد بطلق ناري في الرأس مساء يوم الأحد الموافق 25/2/2018م إثر مهاجمة زوارق حربية إسرائيلية كانت تجوب في عرض البحر بإطلاق النار بشكل مباشر لقاربه أثناء عمله في مهنة صيد الأسماك شمال قطاع غزة,بزعم أنهم تجاوزهم منطقة محظورة في "زيكيم"فيما جرى اعتقال صياديْن آخريْن كانا برفقته وقتها على متن القارب,وتم تسليم جثمانه يوم الأربعاء إلى وزارة الصحة بغزة في مجمع الشفاء الطبي عبر معبر بيت حانون بعد احتجازه نحو ثلاثة أسابيع ..
وانطلق موكب تشييع جثمان الشهيد من مستشفى الشفاء وصولاً إلى منزل عائلته في مخيم الشاطئ لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة عليه من قبل الأهل والأحبة والأصدقاء وقد لف جثمانه براية حركة فتح وسار المشيعون في موكب جنائزي مهيب ووسط الزغاريد التي امتزجت بالدموع والبكاء من مسقط رأسه في مخيم الشاطئ غرب غزة إلى مسجد بغداد في المخيم ظهر يوم الخميس الموافق 15/3/2018م وقد أدى الفلسطينيين صلاة الجنازة عليه بمشاركة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس وعدد من الفصائل الفلسطينية وقد رفع المشيعون المشاركون في الجنازة علم فلسطين والرايات الحزبية ونددوا بالجريمة الإسرائيلية النكراء بحق الصياد"شهيد البحر"وقد انطلق الموكب صوب مقبرة الشيخ رضوان لموارة جثمانه الثرى.
المجد للشهداء الأبرار- والحرية للأسرى البواسل- والشفاء للجرحى الأوفياء.

بقلم الكاتب/ سامي إبراهيم فودة