النضوج الفلسطيني في العلاقة مع الدول العربية ...

بقلم: مازن صافي

العلاقات الفلسطينية – العربية وثيقة دون شك، فهي تقوم على العديد من الركائز الرئيسة والحيوية والمصيرية، بالإضافة الى الاحترام المتبادل، ولا يخفى على أحد أن التاريخ قد سجل استشهاد الالاف من العرب فوق الأرض الفلسطينية، دفاعا عن فلسطين ومقاومة للاحتلال والاستعمار، وبالتالي فإن الثورة الفلسطينية بقيادة حركة فتح حين انطلقت في العام 1965 قد حددت العلاقة مع الدول العربية من خلال مركزية القضية الفلسطينية ودور العرب فيها، وعدم التدخل الفلسطيني في الشؤون الداخلية العربية، حفاظا على الكثير من المعطيات الحساسة لوجود الالاف من المهجرين والمشردين اللاجئين من الفلسطينيين في البلاد العربية وخاصة  الاردن وسوريا ولبنان ومصر والعراق، ومن هنا فإن استمرار تعزيز العلاقات الفلسطينية العربية يكتسب أهمية خاصة.

 

 ولقد عملت القيادة الفلسطينية وعلى الدوام بصورة حيادية مع الخلافات العربية العربية، ونأت بنفسها أن تكون "كبش الفداء" أو تدفع ضريبة "الخصام او المصالحة"، ومع ذلك عانت الثورة الفلسطينية من افرازات الكثير من تلك الخلافات وتحمل شعبنا ذلك في أماكن تواجده في المنافي، ومع الوقت تم معالجة الكثير مما علق بتلك العلاقات نتيجة لتأثيرات واسباب مختلفة.

 

واليوم ومع رفض القيادة الفلسطينية تفرد الادارة الامريكية بالعملية السياسية بالمنطقة عامة وفي القضية الفلسطينية خاصة، وبل قطع الاتصالات معها نتيجة قرارها الظالم والمنحاز للاحتلال باعترافها بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال، فلقد كثفت القيادة الحضور العربي في الموقف الفلسطيني وعملت على معالجة بعض "الهنات" في تلك المواقف، لتقوية الصمود السياسي الفلسطيني، ومنع الاستفراد بالفلسطينين ونحن على مقربة من اعلان تلك الادارة خطتها والتي برزت بعض " أنيابها السامة" من خلال التهديد بالتدخل العسكري المباشر في دمشق وبيروت، ومن هنا فإن النضوج الفلسطيني المبدع يحسب لحكمة القيادة وموقفها الثابت من جملة القضايا الساخنة، وتعزيز اواصر العلاقات مع الاقليم لما يخدم المنطقة العربية.

 

ومن هنا نفهم كيف يمكن أن نتعامل مع سياسات تلك الدول واحتواءها بما لا يكلفنا الكثير من الجهد وردود الافعال أو الخسارة، والتركيز على القضايا والملفات المركزية واولها الاحتلال وحتمية زواله من فوق الأرض الفلسطينية وقيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين وتقرير المصير، وثانيها اضعاف النزعة العدائية الامريكية تجاه القضية الفلسطينية وانحيازها المتطرف والشاذ مع الاحتلال ضد حقنا المقدس في الارض والسيادة والحياة الكريمة .

ملاحظة: بالرغم من أن البعض يمارس التصفيق في وجوهنا والسلبية في الغرف الخلفية، لكننا نقول لهم أن فلسطين تستحق مواقف ثابتة وقوية وتاريخية.

بقلم د.مازن صافي